إنه الغدر الأمريكي.. من الإنقلاب على مصدق الى الإنقلاب على الإتفاق النووي

إنه الغدر الأمريكي.. من الإنقلاب على مصدق الى الإنقلاب على الإتفاق النووي
السبت ٢٠ أغسطس ٢٠٢٢ - ١٢:٠٢ بتوقيت غرينتش

صادف يوم أمس،  19 آب/ أغسطس، ذكرى الانقلاب الامريكي الاسود الذي أطاح بحكومة الدكتور محمد مصدق الوطنية في ايران عام 1953، وأعاد الشاه الهارب الى السلطة مرة أخرى، ومنذ ذلك الحين وحتى انتصار الثورة الاسلامية عام 1979، كان الامريكيون يتدخلون في كل صغيرة وكبيرة في ايران.

العالمكشكول

هذا التدخل الامريكي المباشر والسافر في الشأن الايراني، جعل من امريكا في الوجدان الايراني، رمزا للطغيان والعدوان والطمع والجشع والنفاق، وعنوانا للارهاب الدولي، بعد ان فرضت على الشعب الايراني نظاما استبداديا استمر 26 عاما، في مقابل مواصلة نهب الثروات الايرانية ومنع مصدق من تأميم شركة النفط الايرانية.

هذه الطعنة الامريكية الغادرة في ظهر الشعب الايراني، لم تكن الاولى ولا الاخيرة، فقد ناصبت امريكا الشعب الايراني العداء عبر توفير الحماية للنظام الشاهنشاهي المستبد، الذي كان يعمل حارسا للمصالح الامريكية في ايران والمنطقة، فقد ضاعفت امريكا هذا العداء بعد انتصار الثورة الاسلامية، وكانت وراء كل المؤامرات التي واجهت الثورة بدءا من التدخل العسكري في طبس ومرورا بالفتن الطائفية والعرقية والاغتيالات والتفجيرات التي طالت قادة الثورة والمواطنين العاديين، وانتهاء بالحرب التي فرضهتا على ايران على مدى ثماني سنوات، عندما حرضت الطاغية صدام على الاعتداء على ايران.

واحدث مظاهر الغدر الامريكي المتواصل ضد الشعب الايراني، كان الانسحاب الامريكي من الاتفاق النووي دون ادنى مبرر، وفرض حظر هستيري على الشعب الايراني، واغتيال العلماء النوويين الايرانيين، والشهيد القائد قاسم سليماني في وسط بغداد عندما كان حل ضيفا على الحكومة العراقية.

هذه التجارب المٌرّة والقاسية للشعب الايراني مع امريكا، هي التي جعلت ايران اليوم تطالب وبإصرار بضمانات موثقة، في اطار المفاوضات التي تجري في فيينا لرفع الحظر الامريكي عن ايران، من اجل تقييد امريكا قدر الامكان ومنعها من انتهاك الاتفاق مرة اخرى.

المتحدث باسم الحكومة الايرانية علي بهادري جهرمي، اشار الى هذه الحقيقة بقوله "ان الوثوق باميركا لا معنى له في العلاقات الدولية وان التعامل معها يجب ان يكون من خلال القدرة والعزة والضمانات الكافية".

وكتب بهادري جهرمي في تغريدة على تويتر بمناسبة الذكرى السنوية للانقلاب الاميركي الذي اطاح بحكومة محمد مصدق:"ان هناك 3 دروس تستخلص من هذا الانقلاب لتبقى في ذاكرة الشعب الايراني الى الابد وتشكل ميزانا في قرارات الساسة الايرانيين وهي: ان اميركا تخشى ايران مستقلة وقوية، وان الوثوق باميركا لا معنى له في العلاقات الدولية، وان التعامل معها يجب ان يكون من خلال القدرة والعزة والضمانات الكافية.