عصيان مدني وإضراب في 'الباب' السورية ضد ممارسات الجماعات المسلحة

عصيان مدني وإضراب في 'الباب' السورية ضد ممارسات الجماعات المسلحة
الأحد ٠٩ أكتوبر ٢٠٢٢ - ٠٩:١٧ بتوقيت غرينتش

يسود الغضب والاستياء في الشمال السوري، حيث تسيطر الجماعات المسلحة المدعومة تركيا (الجيش الوطني)، بعد اغتيال ناشط إعلامي بارز مع زوجته من قبل مجهولين، حيث أنّ الفوضى الأمنية هي السمة البارزة لمناطق سيطرة مسلحي المعارضة السورية.

العالم - سوريا

وشهدت مدينة الباب في ريف حلب الشمالي الشرقي، أمس السبت، عصيانا مدنيا وإضرابا، حدادا واحتجاجا على اغتيال الناشط الإعلامي محمد عبد اللطيف، المعروف باسم "أبو غنوم"، وزوجته (الحامل) التي كانت برفقته، مساء الجمعة، برصاص مجهولين وسط المدينة.

وحسب تنسيقيات المسلحين أن "أبو غنّوم كان يستقل دراجة نارية ومعه زوجته، عندما أطلق مسلّحون يستقلون سيارة، النار عليهما بالقرب من الفرن الآلي في مدينة الباب".

وكان لعبد اللطيف، الذي يتحدر من بلدة بزاعة المجاورة للباب، دور بارز في تنظيم الاحتجاجات ضد التجاوزات التي تحدث بحق سكّان مدينة الباب من قبل مجموعات محسوبة على جماعات المعارضة السورية المسلحة.

وتعليقاً على الاغتيال، دعا الفاروق أبو بكر، وهو قيادي في ميليشيا "الجيش الوطني" المسلحة في ريف حلب الشمالي، المؤسسات التي تحكم المنطقة، إلى "تغيير طريقتها في الإدارة وتنفيذ الأحكام الصادرة بحق المجرمين".

ويعد الصحافيون والناشطون الإعلاميون، الهدف الرئيس لمجموعات خارجة عن القانون تستهدف كل الأصوات التي تنتقد الفساد المستشري في الشمال السوري، وحادث الاغتيال هذا ليس الأول من نوعه في الشمال السوري، حيث يصف ناشطون الاوضاع الأمنية في الشمال السوري بالهشة، وغير الآمنة وغير الصالحة لإعادة اللاجئين.

وتقع مدينة الباب إلى الشمال الشرقي من مدينة حلب بنحو 40 كيلومتراً، ضمن مناطق النفوذ التركي منذ عام 2017 حيث اطلقت تركيا والجماعات المسلحة التابعة لها حملة عسكرية تحت اسم "درع الفرات". وأشار ما يسمى "الشارع الثوري" في الباب عقب اغتيال عبد اللطيف، إلى أن المدينة "باتت مرتعاً تسرح فيه عصابات المخدرات والاغتيالات والمهربين والعملاء، بسبب ما يتلقونه من حماية المفسدين وتغاضي القانون عن القصاص منهم.

ولطالما دعا سكان الباب إلى خروج الجماعات المسلحة من مدينتهم التي تشهد بين وقت وآخر اشتباكات دامية بين هذه الجماعات من أجل السيطرة ومدّ النفوذ في المنطقة التي ترتبط بمناطق "قسد" بمعابر تدر أموالاً على هذه الجماعات.

ويسيطر فصيل يُدعى "ملك شاه"، على العديد من العقارات العائدة لسكّان في الباب منذ 2017، في ظل غياب الامن وانتشار القتل والتصفيات وتواجد جماعات مسلحة تابعة لتركيا متباينة في الرؤية والأهداف.