قتال دموي بين المسلحين شمال حلب والنصرة تدخل عفرين

قتال دموي بين المسلحين شمال حلب والنصرة تدخل عفرين
الخميس ١٣ أكتوبر ٢٠٢٢ - ٠٧:٥٦ بتوقيت غرينتش

أفاد مراسل العالم بأن جبهة النصرة سيطرت على حي المحمودية في مدينة عفرين شمال حلب فجر اليوم الخميس، في حين مازال الاقتتال مستمرا بين مرتزقة النظام التركي، لليوم الثالث على التوالي في المناطق التي يحتلها شمال سورية، لتترنح قبضته الأمنية والعسكرية وسط سقوط خسائر بشرية في صفوف المدنيين والإرهابيين.

العالم - سوريا

وتوسعت ساحة المواجهات بين مرتزقة النظام التركي لتشمل أرياف حلب الشمالية والشرقية والغربية، وأدت إلى انقسامات واسعة في صفوفها.

وبدا أن مقتل الناشط الإعلامي «أبو غنوم» يوم الجمعة الفائت، لم يكن سوى تمهيد لانتفاضة شعبية ضد الاحتلال التركي يؤججها الغضب العارم في نفوس الأهالي الرافضين لوجوده والحانقين من ممارساته القمعية، وقشة قصمت ظهر بعير الخلافات المتفاقمة بين مرتزقة هذا الاحتلال لتصفية الحسابات فيما بينها، من جهة، ومع جيش الاحتلال التركي، من جهة أخرى.

ودخلت ما تسمى «هيئة تحرير الشام»، الواجهة الحالية لتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي، على خط المعارك الدائرة في ريف عفرين الجنوبي، لتنحاز إلى جهة طرف في القتال وتقسم صف «أخوة السلاح»، وهدفها مد رقعة نفوذها من إدلب إلى ريف حلب الشمالي، في ظل صمت المشغل التركي ومباركته للاقتتال بغية إضعاف فريق وتقوية آخر والتنصل من تمويل المرتزقة الذين اكتنز متزعموهم الذهب والمال من المتاجرة بالمخدرات والأسلحة.

واشارت صحيفة الوطن السورية أن الصراع على النفوذ ومناطق السيطرة، أفرز فريقين في صفوف مرتزقة نظام الرئيس رجب طيب أردوغان، يضم الأول ميليشيات «الجبهة الشامية» أو «الفيلق الثالث» و«جيش الشرقية» و«أحرار الشرقية»، على حين يتبع للفريق الثاني كل من ميليشيات «فرقة الحمزة» و«فرقة السلطان سليمان شاه» و«حركة أحرار الشام»، إلى جانب «تحرير الشام» التي تحالفت معها لقلب كفة التوازنات التي مالت أول من أمس لمصلحة «الشامية» على حساب «الحمزة» قبل أن تسترد الأخيرة هيبتها أمس بتدخل «النصرة».

وأفادت مصادر أهلية متقاطعة في جبهات القتال لـ«الوطن»، بأن مسلحي «النصرة» وبمؤازرة «الحمزة» استطاعوا أمس السيطرة على بلدة قرزيحل جنوب غرب مدينة عفرين بـ٥ كيلو مترات بعد اشتباكات مع «الشامية» التي انكفأ مسلحوها عن بلدة ترندة المتاخمة لمدينة عفرين، والتي سقطت على أحيائها قذائف هاون مساء أمس، وبذلك يغدو هدف «النصرة» الفرع السوري لتنظيم «القاعدة» الاستيلاء على عفرين، التي احتلها النظام التركي في آذار ٢٠١٨، بعد أن مد نقوذه أول من أمس على بلدة الباسوطة الحيوية ويسعى للهيمنة على بلدة جنديرس جنوب غرب عفرين.

وأشارت المصادر إلى أن حلفاء «الشامية» من مرتزقة النظام التركي وقفوا متفرجين من دون مساندتها، باستثناء ميليشيا «لواء المعتصم» التي أرسلت مؤازرة إلى عفرين من مارع شمال حلب من دون أن تتمكن من وقف زحف تنظيم «النصرة» الذي استقدم تعزيزات كبيرة من ريف إدلب الشمالي عبر معبري دير بلوط والغزاوية، وقطع الطرقات وقسم غرب حلب وشمالها إلى قطاعات.

بدورها، سيطرت «فرقة الحمزة» بعد اشتداد عودها وخسارتها لمقارها في مدينة الباب وبلدات بزاعة ودابق والغندورة وليلوه والعلكانة شمال وشمال شرق حلب على يد «الشامية»، على بلدات ثلثانة والباروزة والمسعودية وتل بطال بريف المحافظة الشمالي، فيما تركزت المواجهات على محور بلدة سوسيان شمال حلب مساء، وفق قول المصادر.

وأشارت المصادر إلى أن «الشامية» وبمؤازرة ميليشيات «نور الدين الزنكي»، بسطت سيطرتها أمس على قرى تل حمو وكفرزيت وبابليت وكوكبة وتللف بأرياف عفرين، فيما دخلت الأخيرة قرى جولقان وكوكان وفقيران وشيخ عبد الرحمن بريف عفرين من دون قتال مع «الحمزة»، التي انسحبت منها.

وتمكنت ميليشيات «سليمان شاه» وبمساعدة «النصرة» من الاستحواذ على قرى مستكا وراجا وشكاتكا في ناحية معبطلي بريف عفرين بعد طرد «الشامية» منها.

على صعيد الخسائر البشرية، بينت مصادر محلية قريبة من خطوط تماس الاقتتال بين مرتزقة رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان لـ«الوطن»، أن اشتباكات اليومين الأخيرين خلفت ١٠ قتلى في صفوف الإرهابيين نصفهم من «النصرة» مقابل مقتل ٤ مدنيين في منطقتي الباب وعفرين، عدا عن جرح أكثر من ١٠ آخرين، جراح بعضهم خطيرة.

كما نزحت عشرات العوائل في المخيمات القريبة من خطوط التماس في أطمة ودير بلوط بريف إدلب الشمالي، وتلك القريبة من الباسوطة وجنديرس شمال غرب حلب مع اقتراب المواجهات منها وسقوط قذائف عشوائية فوق المخيمات وجرح بعض قاطنيها.