الخبر:
بينما أعلن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، أن طهران تلقت الأسبوع الماضي رسائل من الإدارة الأميركية بشأن إحياء الاتفاق النووي، نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس إرسال تلك الرسائل.
التحليل:
- حسب معلومات مراسل قناة العالم، فقد بعثت الإدارة الأمريكية خلال الأسبوع الماضي رسالتين إلى إيران على الأقل فيما يتعلق بإحياء الاتفاق النووي لكن يبدو أن نفي نيد برايس إرسال هاتين الرسالتين، كان بسبب الظروف الداخلية لإيران ولأن الولايات المتحدة ما زالت تعلق آمالا على استمرار الاضطرابات في إيران.
- بينما الأمريكيون ملمون بالأوضاع في إيران ومدى تأثير الاضطرابات عليها أكثر من الآخرين، لا يزالون متأثرين بالجماعات والتيارات المتطرفة المعادية لإيران في الولايات المتحدة ويحاولون اتباع سياسة مزدوجة للاستهلاك الداخلي في هذا الصدد.
- فمن ناحية، الولايات المتحدة قلقة من خسارة خطة العمل الشاملة المشتركة والاتفاق مع إيران، ومن ناحية أخرى، هي على أعتاب انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، وتخشى أن تقامر على النجاح المحتمل للديمقراطيين في هذه الانتخابات بالإفصاح عن أخبار إرسالها رسائل إلى إيران.
- وعلى هذا الأساس، فإن واشنطن من خلال إرسالها رسائل إلى إيران، تظهر نفسها حريصة على إحياء الاتفاق النووي، لكن في نفس الوقت تنفي ذلك الحرص من خلال تبني مواقف مثل تلك التي جاءت على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية نيد برايس.
- علينا أن لا ننسى أن الديمقراطيين ذاقوا طعم الهزيمة سابقا في الانتخابات الرئاسية لاختيار جيمي كارتر بسبب تأخرهم الاستجابة لمطالب إيران.
- وعلى ما يبدو أن معالجة الموضوع النووي الإيراني والملف اليمني بشكل متزامن تتمتع بقدر من الاهتمام من جانب حكومة بايدن الديمقراطية في الوقت المتبقي حتى انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، إلى حد يمكنها القيام بتكرار توجيه رسائل إلى إيران خلال الأيام القادمة، رغم إرسالها رسالتين إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الأسبوع الماضي.
-ربما توقيع الاتفاق بشأن الحدود البحرية بين لبنان و"إسرائيل"، والذي تم بوساطة أمريكية، يزيد على جشع وإصرار بايدن على حل "الموضوع النووي الإيراني" والقضية "اليمنية" بشكل متزامن.
وفي وقت اخفق التحشيد الأميركي والأوروبي لإدانة ما يسمى بيع "المُسيرات الإيرانية" إلى روسيا لاستخدامها في الحرب على أوكرانيا، فقد حان الوقت لكي يلقي الأمريكيون نظرة واقعية على قضايا إيران الداخلية وأن يضعوا اقتدار إيران الإقليمي نصب أعينهم في واجهة صنعهم القرار السياسي.
- يبدو أنه في الأيام الأخيرة، خاصة بعد الإعلان عن انضمام بعض مناطق أوكرانيا رسميًا إلى روسيا، كانت أهم استراتيجية اعتمدتها الولايات المتحدة هي الهروب من مسؤوليتها المعلنة تجاه وحدة أراضي أوكرانيا. وعلى هذا الأساس فإنهم يطرحون يومًا قصة المُسيرات الإيرانية في حرب أوكرانيا، وفي اليوم التالي ينفون إرسال رسائل إلى إيران بشأن إحياء الاتفاق النووي و.. لكن أولا، هذا النوع من الدعايات فقدت مفعولياتها بالكامل، وثانيًا، لا تملك القوة اللازمة للتهرب خلال الأشهر المقبلة من المسؤولية الغربية المعلنة رسمياً وبشكل متكرر تجاه أوكرانيا.
-وتعرف أمريكا وأوروبا أكثر من غيرها أن استخدام آلية الضغط ضد إيران فيما يتعلق بالتقرير التقني للوكالة الدولية للطاقة الذرية غير مجدية تمامًا. كما أنهم يدركون جيدًا أنه في قضية الاضطرابات في إيران يعيشون في أوهام خلقتها وسائل الإعلام الممولة من جانبهم.
-في مثل هذه الظروف ومع أخذ هذه الحقائق بنظر الاعتبار يبدو أن تصريحات وزير الخارجية الإيراني حول "استعجال الأمريكيين" لحل الموضوع النووي الإيراني ليس خدعة سياسية أو ادعاء فارغا، بل حقيقة يمكنها أن تكون مفتاحا للقفل الصدئ لإدارة بايدن والديمقراطيين في انتخابات الشهر المقبل.