شيء من النفاق

الهجوم على منزل بيلوسي.. كل معارض للنظام السياسي الأمريكي مجنون!

الهجوم على منزل بيلوسي.. كل معارض للنظام السياسي الأمريكي مجنون!
الإثنين ٣١ أكتوبر ٢٠٢٢ - ٠٢:١٤ بتوقيت غرينتش

ذكرت الشرطة الامريكية ان رجلا إقتحم منزل زعيمة الديموقراطيين في الكونغرس الأميركي نانسي بيلوسي، في كاليفورنيا، يوم الجمعة الماضية وهاجم زوجها بول بيلوسي بمطرقة. وأفادت وسائل إعلام أميركية أن المشتبه به صاح "أين نانسي؟" خلال الهجوم، ما يشير إلى أن دوافعه كانت سياسية، لكن قائد شرطة سان فرانسيسكو بيل سكوت قال إن الدافع لم يُحدد بعد.

العالم كشكول

وأشار سكوت إلى أن المعتدي، الذي تم القبض عليه، هو ديفيد ديبابي البالغ 42 عاما، مضيفا أنه ستوجه إليه تهم محاولة القتل والاعتداء بسلاح مميت والسطو وإساءة معاملة كبار السن!.

من جهته، قال البيت الأبيض إن الرئيس الامريكي جو بايدن اتصل ببيلوسي للتعبير عن دعمه لها بعد الهجوم وأنه يصلي من أجل زوجها. وطالب ب"إدانة كل أعمال العنف واحترام رغبة الأسرة في الخصوصية".

وشدد بايدن على انه لا مكان للعنف في امريكا، ودعا المسؤولين إلى معارضة العنف أيا يكن انتماؤهم، خشية أن يؤدي ذلك إلى التأثير في المناخ السياسي.

اما نانسي بيلوسي نفسها فقد اعلنت انها ممتنة "للاستجابة السريعة من جانب أجهزة إنفاذ القانون والطوارئ، وللعلاج الطبي الحيوي الذي يتلقاه زوجها".

رغم أن الرجل المتهم باقتحام منزل رئيسة مجلس النواب، نشر منشورات عنصرية في الإنترنت، بما في ذلك بعض المنشورات التي شككت في نتائج انتخابات 2020 ودافع عن الرئيس السابق دونالد ترامب، الا ان اللافت هو اصرار الشرطة على ان دافع الهجوم غير معروف، وكأن هناك عداء شخصي بينه وبين عائلة بيلوسي.

واللافت ايضا، وكما في كل هجوم من هذا النوع، سارع الاعلام الامريكي، الى اتهام المنفذ بانه شخص غير سوي، مستبعدة اي دوافع سياسية جادة، فقد اتهم بانه ناشط مؤيد للعُرى، كما اتُهم بان لديه علاقات مع ناشطة التعري المعروفة جبسي توب، وهي ناشطة أمريكية من أصول روسية، وان توب هذه وفقا للاعلام الامريكي، زعيمة عدوانية ومخيفة، وكان ديبابي من الدائرة المقربة لمجموعتها، وأُدينت بحوالي 20 تهمة بعد مطاردة صبي يبلغ من العمر 14 عاما!.

بات واضحا ان الدولة الامريكية العميقة، تحاول بشتى الوسائل، الترويج لفكرة ان النظام السياسي في امريكا، ليس له اي معارض سوي، وكل من يتعرض لهذا النظام بأي شكل كان، فهو مجنون.

اللافت اكثر ان الهجوم على منزل بيلوسي ياتي قبل أقل من أسبوعين من انتخابات التجديد النصفي، وبعد ان حذر العديد من النواب الأميركيين من تجدد أعمال العنف التي تستهدفهم. ووفقا لشرطة الكابيتول، وهي الجهة المسؤولة عن حماية أعضاء الكونغرس، ازدادت التهديدات الموجهة ضدهم منذ العام 2017، من 3939 إلى 9625 في العام 2021، الا ان الدولة العميقة ترى ان هناك مجانين يقفون وراء هذه التهديدات.

نقطة اخيرة تستحق ان نقف امامها قليلا، تكشف نفاق امريكا في تعاملها مع العنف والامن في المجتمعات، فهي تفرض حظرا على مسؤولين في دول اخرى، فقط لانهم ينفذون القانون ويحاولون الحفاظ على امن مجتمعاتهم، بينما نانسي بيلوسي، وفي اول تعليق لها على الهجوم على منزلها وزوجها، نراها تتوجه بالشكر لرجال الامن "لاستجابتهم السريعة" واعتقالهم المهاجم وانقاذ زوجها. بينما بايدن، الذي لا يدخر وسعا في نشر العنف والاضطرابات والفوضى والنزاعات في الدول التي يرى فيها تهديدا لهيمنة واطماع امريكا العالم، نراه، وتعليقا على الهجوم على منزل بيلوسي، يؤكد على "انه لا مكان للعنف في امريكا"، ودعا المسؤولين إلى "معارضة العنف أيا يكن انتماؤهم، خشية أن يؤدي ذلك إلى التأثير في المناخ السياسي".