ما قراءة موجة الاعدامات الجماعية التي تحضر لها السعودية بحق ناشطين بينهم قاصرين؟

الأربعاء ٠٢ نوفمبر ٢٠٢٢ - ٠٢:١٠ بتوقيت غرينتش

اكد الكاتب والباحث السياسي د.ناجي صفا، ان الاداء السعودية بالتحضير لموجة اعدامات جديدة بحق ناشطين سياسيين واصحاب الرأي، غير مفاجئ كثيراً، وذلك لان السعودية معروفة عبر التاريخ بالاعدامات والقمع وقطع الرؤوس.

وقال صفا في حديث لقناة العالم خلال برنامج "مع الحدث": ان الكيدية التي يمارسها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان فاقت كل المستويات، واسقط كل المنظومات والمعايير الانسانية، مشيراً الى ان بن سلمان لا يعير اهمية للكتّاب والمفكرين وعلماء الدين او حتى لطالب جامعي.

واوضح صفا، انه يكفي تغريدة على مواقع التواصل الاجتماعي ضد بن سلمان، بان تلقي اي انسان بالسجن، لافتاً الى ان بن سلمان يشتري الصمت العالمي بالمال او بالنفط.

من جانبه، وصف استاذ الجغرافيا السياسية الدكتور عماد الدين الحمروني، ملف حقوق الانسان لدى السعودية بأنه ملف تسويقي.

وقال الحمروني: ان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يحاول عبر ملف حقوق الانسان التسويق باقامة حفلات الرقص وشرب الخمور، كي يظن المتفرج ان هذا البلد يبشر بالديمقراطية وحقوق الانسان، ولكنه في نفس التوقيت يمارس الانتهاك الصارخ المتواصل عبر سنين ضد اصحاب الرأي والمفكرين وعلماء الدين وكذلك ضد اجانب اعتقلتهم وقتلتهم بمجرد انهم غردوا ضد بن سلمان او ابدوا موقفاً ما.

واوضح الحمروني، أن المجلس الاوروبي لحقوق الانسان ادان في اكثر من ملف حقوق الانسان في السعودية، كما ان المنظمات الدولية لحقوق الانسان لديها نظرة واقعية لما يجري من انتهاك كامل لحقوق الانسان وحقوق المرأة وحقوق الطفل في السعودية.

واكد الحمروني أن التوقيت يلعب دوراً كبيراً في اعلان عن الاعدامات الجماعية، واعتبرها مسألة داخلية تخص محمد بن سلمان للوصول الى الملك، وايضاً مسألة اقليمية دولية تخص المملكة السعودية.

واضاف الحمروني، ان بن سلمان حينما يقوم بحملة اعدامات جماعية في مناطق معروفة كالاحساء والقطيف الغرض منها توجيه رسالة واضحة لايران وبالاخص الشيعة، وثانياً لتوجيه رسالة داخلية لكل المعارضين سنّة وشيعة وعلمانيين وسعوديين بان النظام لن يتخلى عن النظام المستبد لبن سلمان.

بدوره، اشار الاعلامي والباحث السياسي يحيى حرب، بان اكثر ما يلفت الانتباه للاعدامات الجماعية السعودية بحق 53 شخصاً بينهم قاصرين، هي ان هؤلاء يحاكمون على تهم بأنهم تظاهروا في عام 2011.

وقال حرب: انه في عام 2011 كانت المنطقة كلها تقريباً تعج بالتظاهرات والاحتجاجات عرفت بالربيع العربي، لكن اي دولة لم تعاقب المحتجين بالاعدام، مع العلم ان الاحتجاجات في السعودية كانت الاكثر سلمية في كل المظاهرات التي شهدها الوطن العربي.

واشار الى ان الانسان يعاقب في السعودية فقط على مجرد الاحتجاج على الاوضاع الاقتصادية، وتهمته بأنه خرج على طاعة ولي الامر، معتبراً ان المؤسسة الدينية الوهابية تدعم هذا المنطق.

وشدد الحمروني على ان هناك ايضاً نقطة لافتة في الانتهاكات السعودية، بشهادات العشرات من منظمات حقوق الانسان، ووثقتها في بياناتها وشهدت بها العديد من النساء السعوديات، بأن النساء اللواتي يعتقلن في السجون السعودية، ناهيك عن التجاوزات الاخرى بعدم المحاكمة وعدم تولي محامي، هناك مسألة التحرش بالنساء والذي يعتبر جزء اصيل من التحقيق، مشيراً الى ان هتك الاعراض مستنكر ومستغرب بان يقوم به نظام عربي اسلامي قبلي.