عندما يتحول غروسي لخبير بصواريخ هايبرسونيك وخاصة الإيرانية منها!

عندما يتحول غروسي لخبير بصواريخ هايبرسونيك وخاصة الإيرانية منها!
السبت ١٢ نوفمبر ٢٠٢٢ - ١٠:٠٤ بتوقيت غرينتش

من بين ردود الفعل الغربية ازاء اعلان ايران أنها تمكنت من تطوير صاروخ باليستي فرط صوتي، لمواجهة منظومات الدفاع الجوي المتطورة، إستوقفني تصريحان الاول للمتحدث باسم وزارة الدفاع الامريكي روبرت لودفيك، والثاني للمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غرورسي.

العالم كشكول

تصريح لودفيك، الذي اثار فيه الشكوك حول الاعلان الايراني، وهو تصريح لم يكن مفاجئا، فمن حقه ان يشكك، فتقنية تصنيع صواريخ هايبر سونيك، محصورة بين دون اقل من اصابع اليد الواحدة، فهو وغيره من الامريكيين، كانوا قد شككوا من قبل، بقدرة ايران على صناعة الصواريخ والمسيرات، ولم يقروا بالحقيقة، الا بعد ان ذاقوا بأس هذه القدرة على الطبيعة وهم صاغرون. ولا نعتقد ان لودفيك سينتظر طويلا، حتى يعترف بقدرة ايران على تصنيع صواريخ هايبر سونيك، عتدما تتكشف له عورات منظومات الدفاع الامريكية عمليا.

التصريح الذي كان مفاجئا، كان تصريح غروسي، الذي ما كان متوقعا ان يدلي به، لعدم وجود اي علاقة بينه ، بحكم كونه مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وبين البرنامج الصاروخي الايراني، فالرجل وان كان يتحدث بلسانه الا انه وكما يبدو يعكس ما يختلج في صدور رفاقه في تل ابيب وواشنطن، الذين وقع عليهم خبر صاروخ هايبر سونيك الايراني وقع الصاعقة، وإلا فالموضوع برمته لا يمت باي صلة بعمله لا من قريب ولا من بعيد.

لكي لا يقال اننا نتجنى على غروسي سننقل ما قاله لوكالة الصحافة الفرنسية على هامش مؤتمر المناخ (كوب27) الذي عقد في شرم الشيخ في مصر، حيث قال بالحرف الوحد:"إن هذا الموضوع (صاروخ هايبر سونيك الايراني) ليس في صلب اختصاص الوكالة لكن لا يمكن أن ننظر إلى الأمور بمعزل عن بعضها البعض، هذه الإعلانات تفاقم المخاوف وتزيد الانتباه إلى الملف النووي الإيراني.. لا بد أن يكون لذلك تأثير".

هنا من حقنا ان نتساءل، الم تكن ايران على صواب في موقفها من غروسي، عندما شككت بحياديته ونزاهته منذ البداية، واتهمته على انه يتصرف كما لو كان موظفا يعمل لصالح امريكا و "اسرائيل"، وليس كموظف اممي؟!.

شكوك ايران لم تأت من فراغ، بل انطلاقا من حقائق دامغة، ففي الوقت الذي يستخدم غروسي 25 بالمائة من امكانيات الوكالة الدولية، وعمليات تفتيش خبرائها، في ايران حصرا، بينما ايران لا تملك سوى 2 بالمائة من النشاط النووي في العالم، وتخضع منشآتها النووية لمراقبة كاميرات وكالته، وتفتيش خبراءه دون طلب مسبق، نراه وقبل ان يصدر تقاريره الخاصة بإيران، يذهب الى "اسرائيل"، لطلب الاستشارة، كما فعل في تقريره الاخير، الذي صدر قبل يوم واحدة من زيارته الى "اسرائيل".

حشر غروسي موضوع الصاروخ الايراني بالموضوع النووي، ومن الواضح انها رغبة "اسرائيل" وامريكا، فهي رغبة قديمة، فقد اصر هذا الثنائي ومازالا، على ادراج قضايا مثل البرنامج الصاروخي والنفوذ الايراني في المنطقة، في المفاوضات النووية، الم يتحول غروسي هنا الى متحدث رسمي باسم "اسرائيل" وامريكا؟.

اللافت انه عندما تطالب ايران برفع العقوبات التي فرضها المعتوه ترامب على ايران لدى انسحابه من الاتفاق النووي، نرى غروسي وامريكا و"اسرائيل"، يقيمون الدنيا ولا يقعدوها، متهمين ايران على انها تدرج قضايا اخرى لا علاقة لها بالمفاوضات النووية، بينما العالم اجمع يعلم انها عقوبات فرضت على ايران بسبب الاتفاق النووي، ومن اجل الضغط عليها لترفع الراية البيضاء وتتخلى عن حقها في امتلاك برنامج نووي سلمي.

لم نكن نشك حتى للحظة، ان غروسي لم ولن يكون يوما حياديا، وانه يتصرف وفق اجندة معروفة، ولكن ما لم يخطر ببالينا ان، يغادر غروسي حد النفاق، ليصل الى حد العمل بالمكشوف، لصالح الجهات التي جعلت منه مديرا عاما للوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي تتحول الى صماء بكماي عمياء، ازاء اكثر من 200 راس نووية تملكها "اسرائيل، ، بينما تتحول الى عيون واذان والسن، عندما يتعلق الامر بايران، التي لا تملك ، حتى مؤشرات، على ان هناك انحرافا في الطبيعة السلمية لبرنامجها النووي.