المقاومة تستطيع أن تبني ملامح النظام العالمي الجديد + فيديو

الخميس ٠٨ ديسمبر ٢٠٢٢ - ٠٩:٤٠ بتوقيت غرينتش

بیروت (العالم) 2022.12.08 – تحت عنوان "ملامح النظام العالمي الجديد" إنعقد مؤتمر علمي في بيروت بدعوة من المستشارية الثقافية الإيرانية، بحضور عدد من الشخصيات العلمية والفكرية والسياسية والدبلوماسية، ركز خلالها المحاضرون على أهمية تقدم محور المقاومة بوجه الاستكبار الأميركي وبدء معالم هزيمة نظام القطب الواحد مقابل تعدد الأقطاب.

العالم خاص بالعالم

ملامح النظام العالمي الجديد على وقع تداعي منظومة وهم القوة الأميركية وتنامي قوة المقاومة في العالمين العربي والاسلامي شكلت محور المؤتمر العلمي الذي دعت إليه المستشارية الثقافية الإيرانية في لبنان، بحضور السفير الإيراني وممثلين عن سفارات روسيا والصين وسوريا، وحشد من النخب الفكرية والسياسية والأكاديمية، ركزت على أهم المحطات والمفاصل التي تشير إلى الانكفاء الواضح للدور الأميركي مقابل تنامي الدور الآسيوي الذي بات يشكل تحدياً صارخاً لسياسة الاستقطاب والعزل والأحادية الأميركية وأذرعها في العالم.

وعلى هامش المؤتمر أكد سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان مجتبى أماني لقناة العالم أن: "المقاومة المباركة الموجودة في المنطقة هي ضد النظام الظالم الموجود المدعوم من طرف أميركا، حيث يشعرون بخطر كثير من المقاومة، وهذه المقاومة تستطيع أن تبني ملامح النظام العالمي الجديد وأن تتحول إلى قوة عالمية، على حساب الذين يظهرون بشكل جيد وطيب، إلى أن يكون هناك نظام جديد مبني على العدالة."

من جانبه أشار الباحث والمفكر فلسطيني منير شفيق قائلاً: "في الحقيقة يستهدف هذا المؤتمر أن يقرأ الوضع الراهن العالمي، ليؤكد على أن العالم القديم الذي بني بعد الحرب العالمية الأولى وتكرر بعد الحرب العالمية الثانية بزعامة الغرب والآن بزعامة أميركا.. هذا العالم بدأ الآن ينهار، وهنالك عدة دلائل على هذه الحقيقة.. بل هناك حقائق أصبحت الآن دامغة بأن أميركا بدأت تفقد سطوتها على العالم، وهنالك في المقابل نهوض عالمي كبير تقوم به الشعوب."

هذا فيما قال الباحث والوزير اللبناني السابق عدنان السيد حسين للعالم: "سقطت الهيمنة الأميركية على قيادة هذا النظام، بدليل فشل أميركا في افغانستان في العراق وفي ليبيا وفي اليمن، وفشلها أيضا في أن تكون الراعي العادل لتسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين منذ 2004 مع اللجنة الرباعية الدولية التي نسيها العالم."

فالانكفاء السياسي لنظام القطب الواحد لم يكن وحده أحد معالم تشكل النظام العالمي الجديد، بقدر ما شكلت النهضة الاقتصادية وقوة المقاومة من عامل ضغط باتجاه أقطاب متعددة.

وقال المستشار الثقاقي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان كميل باقر: " تحدث سماحة الإمام الخامنئي قبل شهر وفي لقاء مهم جدا حول تشكيل هذا النظام العالمي الجديد، وتحدث عن ملامح هذا النظام العالمي الجديد، وأشار سماحته إلى أن هذا النظام سيكون له ثلاثة ملامح أو مواصفات أساسية، أولا تحدث عن انزواء وعزلة أميركا في النظام القادم، وأيضا تحدث عن انتقال القوة السياسية والاقتصادية والثقافية وحتى العلمية من الغرب إلى آسيا، وأيضا النقطة الثالثة هي تقدم وتنامي الفكر المقاوم وجبهة المقاومة في العالم."

وأوضح الأمين العام السابق للمؤتمر القومي العربي معن بشور أن هذه الوضعية هي: "السمة الحالية للأوضاع في العالم كله.. وهو تراجع محور وتقدم محور.. وهذا يشير إلى فضل المقاومة في تغيير معادلات ليس في المنطقة وحدها بل على المستوى العربي كله.. ومن هنا فنحن أمام مرحلة جديدة بكل معنى الكلمة.. مرحلة انتقالية يتراجع فيها خط ومحور وخطاب.. ويتقدم خط ومحور وخطاب."

وخلص الباحث والأستاذ الجامعي بسام الهاشم إلى القول: "بلا شك هناك عوامل عديدة أسهمت في تكوين البيئة المؤاتية للمقاومة وصعود نجمها، لكن إثبات المقاومة فعاليتها وتوصلها إلى تحطيم أسطورة إسرائيل والجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر.. هذا أدى إلى نشوء ظاهرة منقطعة النظير في إسرائيل وهي الهجرة المعاكسة."

يشار إلى أن قائد ثورة الإسلامية الإيرانية الإمام السيدعلي الخامنئي بشر في أكثر من موقف بقرب نهاية النظام الاستكباري وما يسمى بمنظومة القيم الأميركية على كل المستويات الثقافية والسياسية والعلمية والعسكرية، ليبدأ بزوغ فجر تشكل نظام عالمي جديد في القارة الآسيوية، وعلى رأسها إيران وروسيا والصين، ومحور المقاومة الممتدة من اليمن إلى لبنان وفلسطين.

نظام تفرد واستكبار لطالما استحوذ بهيمنته على العالم.. بدأت ملامح هزيمته تتبلور بشكل واضح بفعل تعدد الأقطاب وتنامي قوة محور المقاومة التي باتت تنبىء بملامح نظام عالمي جديد.

للمزيد إليكم الفيديو المرفق..