'أُسود الأطلس' تعانقوا مع 'أُسود العرين'..هي رسالة للعرب وهزائمهم في الحرب والسلام

'أُسود الأطلس' تعانقوا مع 'أُسود العرين'..هي رسالة للعرب وهزائمهم في الحرب والسلام
الثلاثاء ١٣ ديسمبر ٢٠٢٢ - ١٢:٣١ بتوقيت غرينتش

تكاثرت الهزائم على الشعوب العربية في الفترة الأخيرة تحديدا، وجاءت اتفاقات "السلام" التطبيعية، جديدها وقديمها، لترش المزيد من الملح على جرح الإحباط الشعبي.

العالم - مقالات وتحليلات

ولهذا جاءت الاحتِفالات الجماهيرية العفوية والصادقة بافتراس أُسود الأطلس للفريق البرتغالي، ورفع الأعلام المغربية في مختلف أنحاء العالم العربي من سلطنة عمان في أقصى الشرق، إلى ميادين وشوارع نواكشوط في أقصى الغرب، احتفالا بهذا الإنجاز التاريخي الكروي العظيم وعنوانا لمرحلة نهوض جديدة قد تؤشر لمرحلة تغيير شامل في معظم المجالات.

"أُسود الأطلس" تعانقوا مع "أُسود العرين" في فلسطين المحتلة، عندما رفعوا علم فلسطين في مونديال الدوحة، فجاء الرد فوريا وعفويا، من "أُسود العرين" الذين رفعوا أعلام المغرب على سرايا القدس المحتلة، وباب العمود، وفي نابلس وقِطاع غزة وكل الأراضي المحتلة داخل الخط الأخضر، وفي الضفة والمنافي.

السّلطات الإسرائيلية التي فوجئت بالكراهية العربية والإسلامية المتعاظمة للاحتِلال في أوساط المتابعين لمباريات كأس العالم في الدوحة، حاولت قمع هذه الاحتفالات ومنعها، ولكن حب الجماهير لهذا الفوز العظيم وتفاعلها معه كانَ أقوى وأكثر صلابة، لأنه نابع من القلب، ويعيد التّأكيد على التضامن، والتآخي العربي والأمازيغي والإسلامي في أبهى صوره وأشكاله.

نكتب عن هذه الاحتفالات العارمة ومعانيها الوحدوية، والسياسية، والتعايشية، لكي نؤكد أن الجماهير العربية بألف خير، وأن هذه الأنظمة المتخاذلة المستسلِمة، المنافقة المطأطأة رؤوسها للاحتلال لا تمثلها، ولا تنطق باسمها، ولهذا فإن الصحوة قادمة.

وهذه هي البداية، والصاعق الذي فجر، ويفجر، هذه الحقائق، ويظهرها إلى العلن في زمن القمع والتدجين والتكتيم للأفواه والمشاعر هم شباب الأمة وأسودها.

نركز على أهل الرباط في القدس وقطاع غزة المحتلين الذين احتفل مئات الآلاف منهم بهذا النصر المغربي التاريخي في ميادين المواجهة في ملاعب كأس العالم في الدوحة، لأن هذه الاحتفالات، وعندما تأتي من المحاصَرين، المجوعين، المقاومين للاحتلال فإن لها طعم، ومذاق، ومعاني خاصة ومختلفة، وتطلق رسالة حب وتقدير وتضامن مع الأشقاء المغاربة الذين أهدوا هذا النصر لشعوبنا، والشعب الفلسطيني بشكل خاص.

الحلوى التي وزّعها الفِلسطينيّون، والرّقص والأناشيد الوطنيّة في الميادين والشّوارع، والألعاب الناريّة التي أطلقوها احتِفالًا بهذا النّصر الكبير، في لحظةٍ تاريخيّةٍ غير مسبوقة، تُؤكّد أنّنا أُمّة واحدة، وأنّ مرحلة الهزائم بدأت تَلفُظ أنفاسها الأخيرة، وأن السّنوات العِجاف تقترب من نهايتها إلى غيرِ رجعةٍ، وأنّ الفجر قادم، بل وشيك بإذن الله.

شكرا لشباب المغرب الذين حققوا هذه المعجزة الكروية، شكرا لهم لأنهم لم ينسوا فلسطين، ورفعوا علمها، وانتصروا لقضيتها في هذا الحشد المِلياري العالمي.. شكرا للأرحام الطاهرة التي أنجبت هؤلاء الأسود، وأرضعتهم بحليب الوطنية والكرامة، والإنسانية، والانتصار للضعفاء الفقراء، المضطهدين المقاومين للاحتلال وجرائمه.

نكتب بعاطفية نعم.. وهذا لا يعيبنا، فالإنجاز الكروي العظيم لا يمكن التعاطي معه بالتحليل البارد والعِبارات الفنية المكررة، وإنما بالكلام النابع من القلب وإلى قلوب الأسود وحواضنهم الشريفة في كل بقعَة إسلامية وعربية.. والانتصارات الأخرى قادمة بإذن الله في مختلف القطاعات.. والأيام بيننا.

رأي اليوم