السعودية تنام هانئة على قنابل "إسرائيل" النووية.. وتعاني أرقاً مزمناً من "قنبلة نووية إيرانية" وهمية

السعودية تنام هانئة على قنابل
الأربعاء ١٤ ديسمبر ٢٠٢٢ - ٠٨:١٤ بتوقيت غرينتش

"إذا حصلت إيران على سلاح نووي جاهز للعمل، سيكون من الصعب التكهن بما سيحدث.. نحن في وضع خطير للغاية في المنطقة.. يمكنك أن تتوقع أن دول المنطقة ستدرس بالتأكيد كيفية ضمان أمنها". هذا الكلام يعود لوزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، قاله على هامش مؤتمر السياسات العالمي الذي عقد في أبوظبي قبل ايام.

العالم كشكول

تهديد وزير الخارجية السعودي، من ان جيران إيران في الخليج الفارسي سيتحركون لـ"تعزيز أمنهم" إذا "امتلكت إيران أسلحة نووية"، يكشف وبشكل لا لبس فيه عن ان موقف السعودية وبعض دول الخليج الفارسي مثل البحرين والامارت، من البرنامج النووي الايراني السلمي، هو موقف ينطلق من مصلحة امريكية "اسرائيلية" بحتة، لا أثر فيه لمصلحة عربية او اسلامية او حتى سعودية.

تعتقد السعودية انها تقدم خدمة لا تقدر بثمن لامريكا و"اسرائيل"، عندما تكرر مثل هذه المواقف، التي تحاول من خلالها الايحاء، ان المنطقة ذاهبة الى سباق تسلح نووي، في حال "امتلكت ايران سلاح نووي"، وعلى العالم ان يوقف ايران، قبل فوات الاوان.

ترى السعودية انها ومن خلال هذه الخدمات المجانية، ستتحمل جانبا من المجهود الذي تبذله امريكا و"اسرائيل"، في الحرب النفسية التي تُشن على ايران، من اجل دفعها الى تقديم تنازلات في المفاوضات النووية، وهي تنازلات لطالما دعت اليها "اسرائيل" من قبل.

هناك من تساءل عن اسباب كل هذا العداء السعودي غير المفهوم لايران، وهو عداء يتجاوز عداء حتى امريكا و "اسرائيل"، فالعداء الامريكي "الاسرائيلي" مفهوم واسبابه معروفة، ولكن عداء السعودية، حيّر اغلب المراقبين، فهي يمكنها وبكل بساطة ان تُصلح علاقاتها مع ايران على اساس حسن الجوار والاحترم المتبادل والمصالح المشتركة، لما فيه خير البلدين والمنطقة، فإيران بحكم الجغرافيا ستبقى جارا للسعودية والى الابد، اما امريكا فهي ليست جزءا من المنطقة، وتاريخيا كانت ومازالت مصدرا لكل الشرور في العالم. أما "اسرائيل" فهي كيان مؤقت ومزيف وارهابي ومرفوض من قبل شعوب المنطقة، ويكفي ان نلقي نظرة سريعة الى ما جرى في قطر على هامش بطولة كأس العالم، لنتأكد من هذه الحقيقة.

من المؤكد ان العداء السعودي لايران، هو حاجة امريكية و "اسرائيلية" بالدرجة الاولى، ولا خيار امام المسؤولين السعوديين، الا الاعلان عنه واظهاره بمناسبة او بدونها. فالسعودية التي تعلن في كل مرة انها ستحصل على السلاح النووي لو "امتلكته ايران"، تعلم جيد ان ايران لم ولن تسعى وراء السلاح النووي، وانها من اكثر بلدان العالم تعاونا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي شهدت وباكثر من 15 تقريرا على الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الايراني، وان هناك العشرات من المفتشين الدوليين يراقبون المنشات النووية الايرانية، كما ان السعودية تعلم جيدا ان امريكا لن تسمح لها بامتلاك اي سلاح تقليدي يمكن ان يهدد تفوق "اسرائيل" العسكري في المنطقة ، ناهيك عن السلاح النووي، لذلك فان تهديدات ابن فرحان لايران، ليست سوى تهديدات أملتها عليه أمريكا و"اسرائيل" ، واقتصر دوره على تكرارها فقط.

لم نتطرق في هذه السطور الى عدم قلق السعودية والبحرين والامارات، من وجود اكثر من 200 قنبلة نووية في ترسانة الكيان الاسرائيلي، وإقتصار قلقهم فقط على البرنامج النووي الايراني السلمي، لاننا كنا ومازلنا نعتقد، انه لا السعودية ولا البحرين ولا الامارات، كانت يوما تنظر الى "اسرائيل" كعدو، بل ان وجود "اسرائيل" مدين الى حد كبير للانظمة القبلية التي تحكم في هذه البلدان.