نتنياهو امتصاص النقمة وشكوك المتطرفين

نتنياهو امتصاص النقمة وشكوك المتطرفين
الخميس ١٥ ديسمبر ٢٠٢٢ - ٠٧:٢٠ بتوقيت غرينتش

يحاول بنيامين نتنياهو جاهدا ان يمتص نقمة "الاسرائيليين" من خلال التاكيد على ان لا شيء سيتغير في الكيان مع بدء ولايته والمتطرفين الذين سيجلسون الى جانبه.

العالم - قضية اليوم

نتنياهو يدرك ان ازمته في ظل حكومته الجديدة ليست فقط مع معارضية من الوسط واليسار وانما ايضا مع اعضاء حزبه الحاكم الذين اصبحوا يرون ان نتنياهو يقودهم الى الهاوية ليس فقط هم بل وكل الكيان "الاسرائيلي" من خلال تمكين اليمين الديني والقومي من السيطرة على مفاصل امنية واقتصادية هامة. "لن تكون دولة دينية وسنولد الكهرباء يوم السبت " هذه الكلمات التي عجل بها لسان نتنياهو تؤكد ان حلفاءه الذين فرضوا اجندتهم على ثلاث وزارات سيادية رئيسية وهي وزارة الحرب والامن القومي والداخلية يطمحون اليوم لفرض اجندتهم السياسية والدينية على غالبية "الاسرائيليين غير المتدينيين"، ورغم تنطع نتنياهو في الكنيست بان "الشارع الاسرائيلي" اختاره ومن معه ليحكموا بطريقتهم الا انه يعرف ان هؤلاء سيقحمونه في قرارت وسياسات لن تكون مقبولة على المجتمع الدولي وحتى على الولايات المتحدة التي تمنح كيانه الغطاء منذ قيامه وحتى اليوم ، والقى يائير لبيد بكلمات ثقيلة على مسمع نتنياهو عندما قال ان الاخير مرعوب من المحاكمة – في اشارة الى القضايا التي تعصف به – واليوم الصغار الذين حوله هم من يدير الامور ، لكن ايضا حتى حلفاء نتنياهو كما يبدو وعلى راسهم بن جفير وسمطرتش غير واثقين في الرجل لاسيما وانهم يعرفون انه ضحى بالكثير من السياسيين في الكيان في سبيل مصالحه الشخصية وهو الامر الذي دفعهم الى اجباره على انتخاب رئيس كنيست مؤقت من الليكود وذلك لكي يضمنوا اقرار التشريعات والقوانين التي يريدونها قبل حتى تشكيل الحكومة وذلك خوفا من ان يتنصل الرجل من شروطهم، بعد ان تحصل الحكومة على الثقة ويصبح هو في مامن حتى لو انفضت بعد اشهر سيظل على راسها الى حين اجراء انتخابات جديدة. المضحك ان حلفاء نتنياهو كل منهم يحتاج الى تشريع خاص كي يجلس في الحكومة مثل ارئيه درعي الذي يحتاج الى تشريع يسمح له بعد ادانته في السابق بقضايا فساد ان يكون وزيرا، وبن جفير المتهم بدعم تنظيمات ارهابية يهودية كي يكون وزيرا للامن القومي مع صلاحيات واسعة للسيطرة على الشرطة وحرس الحدود وسمطرتش الذي سيكون وزيرا في وزارة الحرب مع صلاحيات تتعلق بالضفة الغربية والاستيطان فيها. الواضح ايضا ان هذه الحكومة ليست حكومة اربع سنوات وانها ستسقط في الختام ولذلك حلفاء نتنياهو سيحاول كل منهم ان يحصد ما يريد منها في المرحلة المقبلة وطبعا بهدف تحسين اوضاعهم في الانتخابات المقبلة ، لكن الواقع قد لا يكون كذلك وقد تكون هذه الحكومة هي التي ستذهب بكيان الاحتلال الى بعيد والمقصود الى مرحلة ما بعد القمة ، وهي مرحلة الانحدار التي في العادة تبدا على يد المتطرفين والغلاة فهذه الحكومة لن تصطدم مع الفلسطينيين فقط بل ستصطدم مع العالم الذي بات يبحث عن حلول للازمات الدولية وبات منهكا وغير قادر على احتمال ازمات جديدة وعليه فان نتنياهو على الاغلب ستكون هذه اخر حكومة يشكلها لكن مرحلة هامة ليست لمصلحة "الكيان" سيبدأ التأريخ لها من تسلم حكومة نتنياهو واليمين المتطرف دفة الحكم .

فارس الصرفندي