عودة الهجمات الداعشية في شمال العراق والدور الأميركي

السبت ٢٤ ديسمبر ٢٠٢٢ - ٠٩:٥٣ بتوقيت غرينتش

أكد خبراء أن العراق كل ما ابتعد عن الاستقرار السياسي تحركت التنظيمات الإرهابية حیث تستهدف الهجمات الداعشية الأخيرة إثارة الفتن والمشاكل بين المكونات العراقية.

العالم - مع الحدث

أكد الباحث السياسي خالد الرواس أن عدم قضاء التحالف الدولي على التنظيمات التكفيرية أدى إلى تنشيط خلاياها النائمة، محذراً من أن العراق كل ما ابتعد عن الاستقرار السياسي تحركت تلك التنظيمات لكي تستفيد وتعبأ طائفيا في سبيل تفتيت العراق.

وفي حديث لقناة العالم لبرنامج "مع الحدث" لفت خالد الرواس قائلاً: يجب الاعتراف بأن التحالف الدولي للقضاء على التنظيمات التكفيرية لم يتمكن من القضاء عليها، بل ربما قزم من دورها.. وهذا ما حدا بتلك التنظيمات لكي تكون لها خلايا نائمة، بالرغم من أن العراق أعلن القضاء على هذه التنظيمات منذ العام 2017.

وأضاف: لكن على ما يبدو أن هذه التنظيمات كان لها وجودا مخفيا في العراق عن طريق الخلايا النائمة التي بدأت تتحرك مجددا على خلفية الأجواء التي ربما تسمح اليوم بإعادة التحرك وهي أجواء الشبيهة بعام 2014، وأقصد بها الخلافات السياسية في الداخل العراقي.

وأوضح الرواس بالقول: بمعنى آخر أن كل ما ابتعد العراق عن مسألة الاستقرار السياسي تحركت تلك التنظيمات لكي تستفيد وتراهن وتعبأ طائفيا في سبيل تفتيت العراق، وهذا المشهد الذي نعيشه اليوم هو شبيه منذ عقد من الزمن عندما تحركت تلك التنظيمات، وها هي اليوم تتحرك مجددا.

وشدد على أن هناك أمر عمليات بالتحرك لدى هذه التنظيمات، مبيناً أن تواجد هذا التنظيم على الأرض العراقية والذي يبدأ من ديالى فصلاح الدين فنينوا مرورا بكركوك ونزولا إلى الأنبار.. حيث أن هذه المناطق بحد ذاتها هي مناطق شمال العراق الملاصقة للحدود مع سوريا وتركيا وإيران، وبالتالي فإن هذا التوسع لا يمكن أن ينسجم مع بعضه في عمليات ميدانية مؤذية للعراق إلا من خلال أمر عمليات ينسق فيه هذا التنظيم مع باقي التنظيمات المتواجدة في تلك الدول المحيطة.

وقال الرواس: "بالتالي اليوم نحن أمام مشهد تنظيمي حقيقي لإعادة تحريك هذه الأدوات، أولا لإعادة الفوضى إلى العراق بعد ما قرر العراقيون بأن يذهبوا باتجاه الاستقرار السياسي.. ومن ناحية أخرى أيضا هناك تحرك من سوريا له دلالات كبرى في مسألة الانسجام مع ما يحصل في العراق على أساس أن هذا التنظيم هو وحدة متكاملة."

وأشار إلى أن: تحرك هذه التنظيمات يدل على أنه تحرك غير مغلق، لأنه يلتزم بأمر العمليات وتحديدا الأميركية ربما، من خلال بعض الوسطاء في المحيط الخليجي أو سواه لكي يتحرك عندما يحين الوقت.

ونوه إلى أن: هذا الوقت مرتبط بالاستقرارات السياسية في الدول التي تريد الولايات المتحدة الأميركية أن ترتهن قرارها، سواء في العراق أو في سوريا أو في غير مكان وتحديدا في إيران وتركيا، فالمسألة بين الأميركيين وكل من تركيا وإيران ليست سوية حيث هناك بعض التباينات الكبرى، وهذا الموضوع مرتبط بأن الأميركيين لم ينفذوا بعد مخططهم أو لم يصلوا إلى الاهداف التي على أساسها جاءوا إلى المنطقة.

من جانبه أكد السفير العراقي السابق د.جواد الهنداوي أن النشاط الداعشي الأخير جاء بالتزامن مع عدة مؤشرات تصب في استقرار العراق، محذراً من أن الهدف من الهجمات الداعشية هي إثارة الفتن والمشاكل بين المكونات العراقية.

وأشار جواد الهنداوي إلى أن التوظيف السياسي للإرهاب وداعش والمجموعات المسلحة الإرهابية مسألة معروفة منذ عام 2007 و2008 لافتاً إلى أن ذلك يتم من قبل الدول الكبرى كالولايات المتحدة الأميركية وكذلك دول في المنطقة ومن الكيان الإسرائيلي.

وأضاف: كذلك للأسف الشديد كانت قوى داخلية عراقية أو في المنطقة تستخدمه لأغراض السياسية، وهذا أمر معروف وتم التصريح به من قبل كبار المسؤولين الدوليين والإخوة الأشقاء العرب.

وأوضح: نشاهد في الوقت الحاضر إعادة للهجمات في كركوك والخالص، وهي هجمات مؤلمة للأسف الشديد تستهدف الجيش العراقي والشرطة الاتحادية، مع ضحايا وشهداء.

ولفت إلى أن: هذا النشاط الداعشي يتزامن مع أمور عديدة، منها الحكومة الجديدة بقيادة السيد السوداني والمدعومة من الإطار والتحالفات السياسية كلها بما فيها الإخوة الأكراد والإخوة السنة أيضا، ويتزامن أيضا مع قيام الحكومة الاتحادية بإصدار أحكام الإعدام بحق قياديين في داعش.. حيث صدر قبل يومين حكم بقيادي داعشي كبير تم إلقاء القبض عليه من قبل الحشد الشعبي وسينفذ فيه حكم الإعدام، وتتزامن أيضا مع الاستراتيجية الجديدة للحكومة التي تؤكد استقلال وسيادة العراق.

وقال: "بالنسبة لتمدده أكثر.. أنا لا أعتقد بذلك.. هذه وخزات.. لم يعد عش مثل قبل مثل قبل خمس سنوات.. داعش صراحة انتهى، ولكن لا يمكن أن تتم إبادة داعش وإنهائه طالما في المنطقة توجد بؤر داعشية عديدة."

وشدد على أن: التوظيف السياسي شامل وكامل ليس فقط للضغط على الحكومة بأسلوب الهجمات الداعشية، وإنما هدف الهجمات الداعشية هي إثارة الفتن والمشاكل بين المكونات العراقية، وقد يكون الإخوة الكرد يعتبرون ذلك ثغرة أمنية لعدم وجود قوات البيشمركة، رغم التفاهم والانسجام الحاصل حاليا بين حكومة إقليم كردستان والمكون الكردي وبين الحكومة والإطار.

وشدد على أن الهدف والتوظيف السياسي ليس بالضبط فقط أن يرتقي شهداء من الجيش العراقي أو الحشد الشعبي وإنما إيضا أن تثار الفتن والمشاكل بين المكونات العراقية، وأضاف: لا تنسى أن العراق مقبل على استقبال الكأس الخليجي، وخرج قبل يومين من مؤتمر إقليمي دولي في عمان مؤتمر بغداد الثاني.. وكل هذه الظواهر والمشاهد تصب في إشارات استقرار العراق.

وأعاد الهنداوي اعتبار الهجمات الأخيرة بأنها وخزات أميركية للحكومة الجديدة، وقال إنها: مؤشرات تقول للحكومة الجديدة أنا قادر على توظيف ذلك، فالولايات المتحدة الأميركية تستخدم دائما إما القوى الناعمة وإما الدبلوماسية الصريحة للضغط على الحكومات، أو تستخدم الوسائل الأخرى الخفية والمعروفة، وهي داعش والمجاميع المسلحة الإرهابية في العراق أو في سوريا.. لذلك هناك تكامل في الدور الأميركي في العراق وفي سوريا وفي مناطق أخرى.

للمزيد إليكم الفيديو المرفق..