التاريخ والأرقام تُجيب

هل أمريكا مؤهلة أخلاقياً لرفع لواء الدفاع عن حقوق الإنسان؟

هل أمريكا مؤهلة أخلاقياً لرفع لواء الدفاع عن حقوق الإنسان؟
الثلاثاء ٢٠ يونيو ٢٠٢٣ - ٠٧:٠٢ بتوقيت غرينتش

عندما نسمع ان امريكا غير مؤهلة اخلاقيا ان تقود تحالفات دولية عسكرية وسياسية، تحت لواء "الدفاع عن حقوق الانسان ونشر الحرية في العالم"، بل انها ليست في موقع اخلاقي يؤهلها حتى ان تبدي رأيها في الانظمة السياسية الاخرى في العالم، وخاصة في الدول التي ترفض الهيمنة الامريكية. البعض يتصور ان مثل هذا الكلام هو لاجل التغطية على فشل تلك الانظمة السياسية في حماية حقوق الانسان والحريات.

العالم كشكول

ان رفض الشعوب الاخرى، لتقديم امريكا نفسها على انها "المدافع عن حقوق الانسان في العالم"، نابع من التاريخ الامريكي نفسه ، منذ تأسيس امريكا وحتى اليوم، فهو تاريخ لا تخلو سنة من سنواته من الحروب والعدوان على الشعوب الاخرى، و من تنفيذ انقلابات عسكرية، والتدخل في شؤون الدول الاخرى، ومن تنفيذ اغتيالات لا تعد ولا تحصى، ومن فرض حصارات تجويعية على الشعوب، ومن دعمها وحمايتها لاكثر الانظمة الاستبدادية ووحشية في العالم، حتى بات هذا التاريخ عبارة عن "تاريخ حرب"، فأمريكا التي لم يُهددها اي بلد في العالم، تخصص 647 مليار دولار سنويا كميزانية لجيشها، بينما روسيا التي تعتبر دولة عظمى ايضا، تبلغ ميزانيتها العسكرية 47 مليار دولار، الامر الذي يكشف عن حقيقة الاستراتيجية الامريكية في التعامل مع العالم، القائمة على منطق القوة المجردة.

كما ان رفض الشعوب، تقديم امريكا نفسها على انها المدافع عن الانسان وحقوقه، نابع ايضا من الواقع الذي يعيشه الشعب الامريكي نفسه، هذا الواقع، هو خير دليل على ان النظام السياسي الامريكي يكذب وبشكل فاضح عندما يحمل لواء الدفاع عن حقوق الانسان في العالم، فهذه صحيفة "واشنطن بوست"، اجرت مؤخرا تحقيقيا صادما، كشفت فيه عن قيام الشرطة الامريكية بقتل أكثر من ألف شخص سنويا رميا بالرصاص.

وكشفت الصحيفة ايضا، إن عدد حوادث إطلاق النار المميتة التي تقف الشرطة وراءها ارتفع خلال السنوات الأخيرة، وإن حصيلة الضحايا الذين سقطوا برصاص الشرطة في عام 2022 كانت الأكبر على الإطلاق، حيث قتلت الشرطة في هذا العام 1097 شخصا.

واللافت ان جرائم القتل التي ترتكبها الشرطة بدم بارد، لا تخلو من عنصرية سافرة، فقد أشارت واشنطن بوست إلى أن الأميركيين السود وكذلك الذين من أصل إسباني يقتلون بمعدل أعلى بكثير من الأميركيين البيض في عمليات إطلاق النار التي تقوم بها الشرطة.

وأشارت واشنطن بوست إلى أن تحقيقها توصل إلى أن 8102 قتلوا في حوادث إطلاق النار على أيدي عناصر الشرطة في مختلف الولايات الأميركية منذ عام 2015.

عندما يأمر الرئيس الامريكي دونالد ترامب، بإطلاق النار على المحتجين عقب مقتل الشاب الامريكي الاسود جورج فلويد بدم بارد، كما كشف وزير دفاعه. وعندما تسحل الشرطة الامريكية شابا اسود وهو مكسور العنق وتتسبب بشلله. وعندما تعتدي الشرطة على امراة سمراء وبوحشية، رغم انها تعاني من اضطرابات عقلية، فمن المؤكد ان الدموع التي تذرفها على حقوق الانسان في العالم، هي دموع تماسيح.