في حوار حصري مع قناة العالم..

مسؤول بوزارة النفط الايرانية يكشف سياسات إيران في النفط والغاز

الأربعاء ١٨ يناير ٢٠٢٣ - ٠٥:٣٤ بتوقيت غرينتش

أكد أحمد أسدزاده مساعد الشؤون الدولية والتجارية بوزارة النفط الايرانية انخفاض درجة الحرارة ببعض مناطق ايران الى ما دون درجة 20 تحت الصفر ما أدى لانخفاض الضغط بإمدادات الغاز، موضحا أن الخلل الفني الذي طرأ بشبكة الغاز التركمانستانية أدى لتوقف تركمانستان عن تصدير غازها الى ايران ولعدة بلدان.

العالم من طهران

وفي حوار مع قناة العالم ببرنامج من طهران أشار أسدزاده الى انه نظرا لاتساع رقعة مساحة إيران ومشاكل إمدادت الغاز إلى جميع أنحاء البلاد فإن إيران لديها واحدة من أكبر شبكات إمداد الغاز في العالم.

وقال اسد زاده :"بطبيعة الحال، فإن إدارة مثل هذه الشبكة ليست بالمهمة السهلة، كما ان العام الحالي كان متميزا ببرده القارس، فقد رأينا انخفاض درجة الحرارة الى ما دون الـ20 درجة مئوية تحت الصفر في بعض المناطق ، مما أدى إلى انخفاض الضغط أو انقطاع الغاز في بعض المناطق ولكن سرعان ما عاد الاستقرار الى شبكة امدادات الغاز.

كما اعتبر أسد زاده ان ما حدث في هذا العام فرصة للبلاد للتفكير في ترشيد استهلاك الوقود وقال: بغض النظر عن كمية الغاز التي ننتجها في شركة النفط ، إذا لم يتم ترشيد الاستهلاك، فسنواجه نقصًا في الغاز.



وعزا أسدزاده سبب انقطاع تصديرالغاز التركمانستاني الى إيران الى مشاكل فنية في خطوط إمداد الغاز، وقال" إن تركمانستان لم تتمكن من إدارة المشاكل الفنية بشكل جيد ونقل الغاز إلى إيران، رغم أن مبادلة الغاز مع تركمانستان تبلغ 5 ملايين متر مكعب في اليوم، وهي كمية صغيرة، ومن ناحية أخرى حالت هذه المشاكل الفنية دون تصدير غاز تركمانستان إلى دول مجاورة أخرى وليس إلى إيران فقط.

واعتبر أسدزادة ان تحسين البنية التحتية للغاز في الدولة من أولويات الحكومة، وقال إن ترشيد استهلاك الغاز من قبل المواطنين وتحسين البنية التحتية للغاز سيمنع تكرار مشاكل مماثلة، حيث ان نقل الغاز له مضاعفات لذلك، تتطلب الاستثمار وحتى بعد الاستثمار لتفعيل احتياطي غاز البلد.

وقال اسدزاده :"نحن بحاجة إلى تعاون المواطنين من أجل تخزين الغاز والحفاظ على هذه الثروة الوطنية لنتمكن من خلالها من الحصول على عائدات مالية وتوريد البضائع التي تحتاجها الدولة عن طريق تصدير الغاز.

وفي إشارة إلى عطلة الأسبوع الماضي وحول استقرار شبكة إمداد الغاز، قال أسد زادة إن الشبكة مستقرة الآن، ومحطة "تربت جام"هي محطة ضعيفة تحتاج إلى التعزيز، وعانى ما يقرب من 17 ألف مشترك في هذه المنطقة من انقطاع الغاز، و تم حل هذه المشكلة بسرعة وأدى التواجد الميداني لوزير النفط في هذه المنطقة إلى التخطيط لتقوية الشبكة، والآن أصبح الغاز موصولاً في جميع أنحاء إيران وليس لدينا مشكلة فصل أو انخفاض الضغط في أي منطقة.

وقال أسدزاده:" في تركمانستان حدثت مشكلة فنية وتشغيلية في خطوط الأنابيب، وأعلنا استعدادنا لمساعدتهم إذا رغبوا في ذلك. حاليا انقطعت عملية اعادة تصدير الغاز على طريق تركمانستان وان شاء الله سيتم حلها قريبا وقد دارت مفاوضات مع الجانبين الاذربيجاني والتركماني في هذا الصدد وان شاء الله سيتم مضاعفة حجم مبادلة الغاز، ونأمل أن يساعد هذا التبادل تعاوننا الاقليمي في المنطقة ويعزز استقرار شبكتنا في شمال شرق البلاد.

وعن عقد الغاز مع تركمانستان قال: هذا العقد ليس عقد استيراد. نحن لسنا طرفًا في العقد، وإذا تم اتخاذ إجراء قانوني ، فيجب أن تقوم به أذربيجان، هذا العقد هو ما بين دولتي تركمانستان وأذربيجان، ونحن فقط الناقلون لهذا الغاز.

كما أكد أسد زاده:" في البلاد وفيما يتعلق بتصدير الغاز فان عملية تصدير الغاز هي قضية اقتصادية جيوسياسية ولا يمكن اللعب بها أو تغييرها أو فصلها بسهولة حيث ان تصدير الغاز موضوع هام جدا بالنسبة لنا حيث انه باستثناء أيام معينة في الشتاء عندما يكون استهلاك الغاز في ذروته ، وفي أيام أخرى لدينا ما يكفي من الغاز لتزويد صادرات الغاز، يمكن أن يكون هذا التصدير في شكل تجارة الطاقة، مما يعني أننا نشتري أو نعيد تصدير أو نتبادل الغاز من بعض البلدان ثم نصدره. لذلك ، فإن وجودنا في سوق الغاز بالمنطقة ضرورة ، ويجب أن نأخذ تصدير الغاز على محمل الجد لأسباب مختلفة، وهذا مدرج في وثائق المصادر الخاصة بنا وفي السياسات العامة لهذا القطاع".

وأضاف أسدزاده: "نقوم بتصدير الغاز إلى تركيا والعراق ، وللأسف واجهنا مشكلة فنية في محطات نقل الغاز إلى تركيا ، وللأسف لم نتمكن من إمداد الغاز بالقدر الذي تم تسجيله في العقد". نفس الشيء حدث مع نقل الغاز إلى العراق. طبعا هناك تفاهم بيننا وبين اخواننا العراقيين على تقليص صادرات الغاز في الشتاء".

وأشارأسدزاده: على كل حال ، يجب التعامل مع مساراتنا التصديرية على محمل الجد ولدينا خطة لذلك ، وإذا كان استهلاك الغاز مرتفعًا في الداخل ، فلا يمكننا التوقف عن تصدير الغاز. يمكن إدارة هاتين المسألتين ويجب إدارة هاتين المسألتين على النحو الأمثل داخل الدولة.

وبشأن بيع النفط لسوريا ولبنان ، قال أسدزاده: لدينا تعاون جيد وبناء مع دول محور المقاومة ، وعلى أي حال ، وفي كل مكان في العالم ، فإن قطاع الطاقة هو قطاع استراتيجي، واستراتيجية معادلات التعاون لها وزن خاص يفتح في قطاع الطاقة.

ولفت أسدزاده:" إن تعاوننا مع دول محور المقاومة، بما في ذلك سوريا ولبنان ، هو تعاون عميق الجذور، لكن لا يوجد شيء اسمه وقود مجاني. إخواننا في سوريا ولبنان ، إذا استطعنا ، سنساعدهم بقدر ما نستطيع وسنقوم بتصدير الوقود لهم ونحصل على أموال مقابل ذلك.

وعن تصدير المحروقات إلى دول المنطقة ومنها سوريا ولبنان قال اسد زاده : إن تعاون إيران مع محور المقاومة - في سوريا ولبنان هو تعاون متجذر ، لكن لا يوجد شيء اسمه وقود مجاني، يتم تصدير المحروقات واستلام الأموال

وحول العلاقات مع طالبان وتعامل ايران معها في مجال إبرام عقد وتصدير الكهرباء، أوضح أسدزاده، إن أفغانستان لها حدود مشتركة طويلة مع إيران، وستؤدي عواقب عدم تلبية مطالب واحتياجات شعب هذا البلد أيضًا الى التأثير على إيران كدولة مجاورة، لذلك، فإن التعاون بين إيران وأفغانستان له أهمية استراتيجية، وبالتالي فإن توفير احتياجات أفغانستان من الطاقة أمر مهم بالنسبة لإيران.



وفي إشارة إلى استثمار 200 مليار دولار لتطوير حقول الغاز والنفط في البلاد، قال أسدزاده: "لم ننتظر استثمارات أجنبية وحاولنا دفع العمل بالقدرات المحلية، والآن هناك الكثير من النفط والوقود. مشاريع الغاز في الجنوب وفي جميع أنحاء البلاد لتطوير الحقول وإنتاج النفط والغاز جارية".

وأضاف: "رغم أن بعض الدول متشجعة للتعاون مع الجمهورية الإسلامية ، فقد تم إعداد سيناريوهات مختلفة للاستثمار في صناعة النفط وجذب الاستثمار الأجنبي، ووردت مقترحات جيدة من دول أجنبية ، وسنرى قريباً قفزة جيدة في هذا المجال. البلد في مجال انتاج النفط وسنكون الغاز.

وفي جانب آخر من الحديث قال أسدزاده: في إشارة إلى الاجتماع القادم لأوبك: في العام المقبل، وبسبب زيادة الطلب الصيني، سنشهد زيادة في الطلب في سوق النفط ، في الآونة الأخيرة قررت منظمة اوبك تخفيض انتاجها النفطي الى 2 مليون برميل ، وتم الاتفاق على إدارة السوق وكان لهذا القرار أثره ، بسبب التطورات الجيوسياسية في العام المقبل ، هناك توقع بزيادة إنتاج النفط.

وأشار أسدزاده إلى أن إيران لديها تعاون جيد مع دول منتدى الغاز، وقال ان: إيران لديها تعاون جيد مع دول أوبك الغازية، بما في ذلك روسيا، باعتبارها واحدة من أكبر منتجي الغاز في العالم، وهناك خطط لاستخدام طاقة هذا البلد في تطوير الحقول، كما يوجد غاز في جنوب إيران.

وشدد أسدزاده على حقيقة أن "إيران وروسيا تحاولان تحقيق شراكة استراتيجية في قطاع الغاز"، وقال: بالإضافة إلى الإرادة العالية لكلا البلدين لتحقيق هذا الهدف ، هناك أيضًا عدة اعتبارات، ولكن يجب توفير البنية التحتية لهذا العمل.

ولفت أسدزاده أن إيران وروسيا كدولتين كبيرتين في غاز أوبك، والتي يمكن أن تكون حاسمة في سوق الغاز، تعملان على تطوير تعاونهما، ونأمل أن تتطور هذا التعاون في إطار أوبك الغازي. وسنرى المزيد من الحراك في مجال الغاز لمنظمة أوبك.

التفاصيل في الفيديو المرفق ...