درعي المحتال ومذبحة "القضاء الاسرائيلي"

درعي المحتال ومذبحة
الخميس ١٩ يناير ٢٠٢٣ - ١٠:٠٥ بتوقيت غرينتش

في السابق اي قبل اعوام قليلة كانت قرارات ما تسمى "محكمة العدل الاسرائيلية" محصنة بالنسبة للجمهور "الاسرائيلي" وغير قابلة للطعن او الانتقاد.

العالم- قضية اليوم

عندما كان البعض في كيان الاحتلال يريد حسم امر قانوني معقد او تشريع كان يستند الى قرارات العدل العليا بوصفها اعلى هيئة قضائية التي تعتمد فصل السلطات. لكن ما حدث في الساعات الاخيرة من تشكيك في السلطة القضائية في كيان الاحتلال بعد قرارها برفض تعيين رئيس حركة شاس ارئيه درعي وزيرا للداخلية بسبب الحكم عليه في السابق بتهمة الاحتيال ينذر بالخطر الحقيقي على نظام الحكم في كيان الاحتلال بشكل لا يقبل الرد او المجادلة ، وباستعراض حالة الانقسام الكبيرة بين اعضاء الائتلاف الحاكم والمعارضة يثبت ما سبق ان هذه الازمة وما سيتلوها من ازمات ستثبت الى اين سيذهب كيان الاحتلال في السنوات الخمس المقبلة وكم سيكون الشرخ كبيرا وموجعا وكم سيكون بنيامين نتنياهو صاحب اليد السوداء في تدمير ما تسمى "المنظومة الديمقراطية" التي يتفاخرون بها.

سموطرتش بعد قرار المحكمة خرج ليقول ان ماحدث يدل على ان عشرة - يقصد قضاة العدل العليا - يتفوقون بقراراتهم على قرار "الجمهور" الذي انتخبنا وهذه الحكومة لن تسقط بعون الله ، وهذا الفهم الديني المتشدد لفكرة القرار القضائي هو الاخطر فالامر لا يتعلق بقرار اغلبية او اقليه وانما يتعلق باستقلالية سلطة كاملة عن سلطتين وقدرة مراقبتها لهاتين السلطتين .

ايهود باراك رئيس وزراء الاحتلال الاسبق حذر من ان عدم تنفيذ القرار يشكل خطرا على المنظومة الاسرائيلية واستمرارها ، المعركة حول قرار العدل العليا ستنتقل خلال اليومين المقبلين الى الشارع في كيان الاحتلال لا سيما مع التظاهرات التي دعت اليها المعارضه مساء السبت بهدف اسقاط الحكومة .

نتنياهو سيدخل الكيان في معضلة كبيرة عنوانها الولاية ومن صاحب الحق بها في العدل العليا ، فالاصلاحات التي يطرحها وزير عدله- والتي يرفضها اعضاء من حزب الليكود - تعني فيما تعنيه تحصين القوانين الصادرة من الكنيست في وجه محكمة العدل العليا وهذا ان حدث فان الاغلبية في الكنيست ستتغول الى ابعد حد على السلطتين الموازيتين والمقصود التنفيذية والتشريعية.

ونتنياهو اليوم احوج ما يكون لها ليخرج نفسه من التهم التي تواجهه والتي مازالت تهدد حياته السياسيه ، اذا معركة محكمة العدل العليا هي اليوم الحجر الاول في المشهد السياسي الجديد والذي عنوانه الانقسام والشرخ في كل شيء بين الائتلاف الحاكم برئاسة نتنياهو وبين المعارضة ، نتنياهو اليوم ما يعنيه ان يحافظ على ذاته في الحكومة لاجل الابتعاد عن المحاسبة عما اقترفه من فساد على مدار السنوات الماضية في الحكم وعليه فان انقسام المجتمع الصهيوني هو اخر ما يفكر به وعلى العكس فهو يعتقد ان هذا الانقسام يشكل قارب النجاة له من المحاكمة والملاحقة القضائية .

فارس الصرفندي