رسالة مؤتمر ميونيخ للامن .. لا للسلام ونعم للانقسام

رسالة مؤتمر ميونيخ للامن .. لا للسلام ونعم للانقسام
الثلاثاء ٢١ فبراير ٢٠٢٣ - ٠٩:٣٣ بتوقيت غرينتش

يقال ان فلسفة وجود مؤتمر ميونيخ للأمن والذي يعد الأشهر من نوعه على صعيد مؤتمرات السياسة والأمن في العالم، ويشارك فيه كل عام زعماء عالميون من شتى انحاء العالم هو احلال الامن والسلام في العالم .

العالم يقال ان

لكن المؤتمر الذي كان هدفه في يوم من الأيام المساهمة في حل النزاعات بالطرق السلمية من اجل تعزيز السلام العالمي، أصبح اليوم مسرحا مخيفا لإثارة التوتر ونشر الترويج للحرب من الشرق إلى الغرب، وادعياء السلام العالمي، ليس في الخفاء بل علانية يقرعون طبول الحرب خدمة لمصالحهم الخاصة.

وكما كان متوقعا نظرا للاحداث العالمية التي اصطف في جانب منها دول معروفة باستقلالية قرارها وفي الجانب الاخر امريكا ومن لفّ لفّها، فقد تحول مؤتمر ميونيخ للأمن 2023 بمناخه المحدود والانتقائي، والذي جاء نتيجة عدم دعوة الممثلين الرسميين لإيران وروسيا، إلى مسار سلس لخلق توتر على الساحة الدولية.

موقع "ناخدين سايتن" الاخباري التحليلي الألماني، أحد أشهر المنصات الإعلامية وأكثرها مشاهدة في هذا البلد، انتقد عدم دعوة إيران وروسيا الى المؤتمر وقال : مؤتمر ميونيخ للأمن يفقد في هذه الأيام، وخاصة في الوضع الحالي الحرج، فرصة إثبات نفسه كمنتدى دولي رائد في مناقشة القضايا الأمنية لتحقيق السلام على الصعيد الدولي. تقليديا، يجب أن يكون هذا الحدث حول الأزمات الدولية مثل حرب اوكرانيا، أو القضايا الدولية الهامة، مثل إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة، حيث يتم النظر في رفع العقوبات مقابل الإشراف على البرنامج النووي الإيراني، في مساحة مفتوحة وفي اطار الحوار والمناقشة وتبادل الاراء. لكننا نرى الآن أن روسيا وإيران غير مدعوتين من الاساس.

عدم دعوة روسيا الى المؤتمر نظرا للحرب الدائرة بينها وبين اوكرانيا ودعم الغرب للاخيرة لم يكن بالامر المستبعد، لكن استبعاد ايران ودعوة اشخاص لا هم في العير ولا في النفير على صعيد الشؤون السياسية ولا قاعدة شعبية لهم في ايران لهو امر مستغرب. والاغرب من ذلك دعوة نجل دكتاتور مخلوع وهارب من الوطن للمشارکة بالمؤتمر . ولذلك يرى المحللون ان المؤتمر بخطواته هذه انحدر الى مستوى مؤتمر سنوي حزبي حيث يمثل معظم الجمهور والمدعوين نفس الرأي إلى حد ما ويتم القاء الخطابات الرنانة التي يليها التصفيق دون الاهتمام بما قيل ويقال.

ختاما ينبغي القول ان المؤتمر وخلال سنواته الاخيرة عجز عن تقديم اي حلول للقضايا الدولية الشائكة، رغم مشاركة شخصيات دولية هامة فيه، ولأن المنصة التي كان ينبغي لها ان تكون محلا لتبادل الاراء تحولت الى منبر للتنفيس عن الهزائم والاحقاد أيّا كان الطرف الاخر .