العالم ـ سوريا
فيما رجحت مصادر متابعة لـ«الوطن» تأجيل اجتماع نواب وزراء خارجية سورية وتركيا وروسيا وإيران إلى حين حصول دمشق على ضمانات كانت قد طلبتها وفي مقدمتها جدولة انسحاب القوات التركية المحتلة لمناطق في شمال غرب البلاد، تحدث وزير الدفاع في الإدارة التركية خلوصي أكار أمس عن امكان عقد اللجان الفنية اجتماعا خلال الفترة المقبلة، وذلك فيما اعتبر ما يسمى «مجلس سورية الديمقراطية – مسد» التطبيع بين أنقرة ودمشق أنه لا يأتي بأي فائدة على الشعب السوري!
ونقلت وكالة أنباء «الأناضول» التركية، عن أكار قوله أمس: «للمرة الأولى منذ 11 عاماً، عقد اجتماع في موسكو بمشاركة وزراء دفاع روسيا وسورية وتركيا، ورؤساء وكالات المخابرات، وفي هذا الاجتماع تم التوصل إلى اتفاق لإجراء اجتماعات على مستوى اللجان لانضاج مسار الاجتماعات اللاحقة (بين الرؤساء) ونؤيد استمرار هذه الاجتماعات بصيغ مختلفة عقب اجتماع اللجان الفنية في الفترة المقبلة، كما نود حل المشاكل من خلال المفاوضات».
والأربعاء الماضي أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، بأن اجتماعاً سيتم عقده في العاصمة الروسية موسكو الأسبوع الجاري ويضم نواب وزراء خارجية سورية وتركيا وإيران وروسيا، وذلك في إطار مسار التقارب بين دمشق وأنقرة.
واستبعدت مصادر «الوطن» عقد هذا الاجتماع في الموعد الذي أعلنه جاويش أوغلو بسبب عدم حصول العاصمة السورية بعد، على ضمانات كانت قد طلبتها للسير قدماً في تطبيع علاقاتها مع أنقرة، متوقعة أن الاجتماع لن يعقد حتى تحصل على تلك الضمانات، ومنها بالتأكيد جدولة انسحاب القوات التركية من سورية.
وفي تصريحاته أمس شدد أكار حسب وكالة «الأناضول»، على أن الجانب السوري «يتفهم أسباب ما تقوم به تركيا ضد الأهداف الإرهابية شمالي سورية»، وأضاف: «يبدو أن محاورينا السوريين يتفهمون ذلك من حين لآخر، وهناك مؤشرات ملموسة على ذلك».
وتعد ميليشيات «حماية الشعب- بي واي دي» العمود الفقري لميليشيات «قوات سورية الديمقراطية – قسد» التي تسيطر على مساحات واسعة في شمال سورية بدعم من الاحتلال الأميركي، ويشكل «مسد» واجهتها السياسية.
وفي وقت تحتل القوات التركية العديد من المدن والبلدات والقرى في شمال سورية، ادعى أكار بأن وجود تلك القوات هناك هدفها مكافحة الإرهاب وحماية حدود بلاده ووحدة أراضيها، وأن بلاده ليست محتلة للأراضي السورية، وهو الأمر الذي ترفضه دمشق التي لطالما أعلنت أن وجود القوات التركية والأميركية في سورية هو غير شرعي وبمثابة قوات احتلال.
وشهدت الأيام القليلة الماضية ترتيبات عديدة لعقد الاجتماع الذي سيجمع نوّاب وزراء خارجية سورية وتركيا وإيران وروسيا، منها عقد المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وإفريقيا، نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف لقاءين منفصلين الأول مع السفير السوري لدى موسكو بشار الجعفري، والثاني مع السفير التركي محمد سمسار.
كما قام وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الخميس الماضي بزيارة إلى سورية قادماً من تركيا، أجرى خلالها مباحثات تتعلق بآخر التطورات الإقليمية.
في المقابل، نقلت وكالة «نورث برس» التابعة لـ«قسد» عمن يسمى عضو مكتب علاقات «مسد»: أن أنقرة «ترغب بشرعنة دخولها إلى الأراضي السورية من خلال التطبيع مع دمشق».
وادعى، أن هذا التقارب لا يأتي بأي فائدة لمصلحة الشعب السوري، وأنه بشكله الحالي، هو «تقارب مصالح» ولن يسهم بحل الأزمة السورية، وفق قوله.
من جهة ثانية، زعم مساعد الرئيس الأميركي ونائب مستشار الأمن القومي في إدارة جورج بوش، السفير الأميركي الأسبق في أنقرة وبغداد، جيمس جيفري، وفق وكالة «رووداو» الكردية أن هدف قوات بلاده المحتلة في سورية هو محاربة تنظيم داعش الإرهابي، وذكر أن الوجود العسكري الأميركي في سورية يحمل فوائد عدة لواشنطن، نافياً وجود نية بإنشاء دولة كردية.
بدوره، قال السياسي الديمقراطي الأميركي جيفري يونغ، المرشح لمنصب حاكم ولاية كنتاكي، بتغريدة في «تويتر»: «إن الهدف الرئيسي للولايات المتحدة كان وما يزال تشديد الهيمنة على العالم».
المصدر: الوطن السورية