يوم القدس العالمي و الصحوة الاسلامية المعاصرة

يوم القدس العالمي و الصحوة الاسلامية المعاصرة
السبت ٢٠ أغسطس ٢٠١١ - ٠٦:٥١ بتوقيت غرينتش

بعد اثنين و ثلاثين عاما من اعلان زعيم الثورة الاسلامية و مؤسس دولتها المظفرة في ايران, الامام الخميني (قدس سره الشريف) , بيان اليوم العالمي للقدس الشريف , على خلفية الاعتداءات الجوية الصهيونية على مواقع المقاومة الفلسطينية في جنوب لبنان عام 1979 ( أي بعد شهور قليلة من انتصار الثورة), تطفو من جديد على سطح الاحداث ،جدلية دور الجماهير الاسلامية والعربية في استعادة الحقوق المغتصبة و تحرير الاراضي المحتلة من قبل اسرائيل منذ عام 1948 و حتى وقتنا هذا.

تساؤلات كثيرة راودت منذ ذلك الحين , و تراود اليوم كثيرين في العالم الاسلامي , حول اسباب سقوط فلسطين و القدس الشريف، و من ثم سيناء مصر و مناطق  مهمة واستراتيجبة من الاردن و سورية و لبنان , تحت حربة العدو الصهيوني , وسط صدمة اكثر من مليار و 500 مليون مسلم , هم في اهبة الاستعداد للانتفاض على هذا الواقع المرير و تجنيد ابنائهم الغيارى في كتائب تحريرية لتطهير ارض الاسراء و المعراج ، من شذاذ الآفاق الصهاينة ،بعد انزال العقاب الصارم بهم لكيلا يعودوا لمثلها ,  وليعتبر من هم على شاكلتهم حاليا من الغزاة الاميركان و الاوربيين و عصاباتهم المجرمة , و يدركوا معنى المساس بأي شبر من بلاد العرب و المسلمين .

بالطبع ربما يصف البعض , هذا التصور و الاستنتاج , بمبالغات كلامية بعيدة المنال , بيد أن الثورات الشعبية التي انطلقت خلال الشهور القليلة الماضية في المنطقة العربية و أطاحت بانظمة اقليمية عتيدة  معروفة بتواطؤها  مع المشروع الاميركي الصهيوني في الشرق الاوسط و ظن كثيرون أنها باقية أبد الابدين , عزّزت القناعة في نفوس عموم الامة الاسلامية, بإمكانية اقتلاع هذا الشر الصهيوني من جذوره , و إزالة كيانه المصطنع بلمح البصر , شريطة أن تفرض الجماهير الحرة من ابناء الصحوة الاسلامية المعاصرة , ارادتها و سطوتها على الموقف الرسمي العربي, المتهم  حتى النخاع بالتهاون و الخذلان و الاستسلام طيلة العقود الطويلة الماضية.

لقد اطلقت الاحداث الشعبية الغاضبة في القاهرة و الاسكندرية و مناطق اخرى  من مصر وفلسطين وبلدان عربية  و إسلاميه مؤخرا  ،إشارات واضحة توحي الى اقتراب أجل اطلاق النهضة الجماهيرية  الثورية , صوب معارك التحرير و المقاومة بوجه الوجود الصهيوني المفروض على الامة بفعل الاستراتيجية الاميركية – الاوروبية ،التي كرست على مدى الفترة  الطويلة الماضية , هذه المعادلة الظالمة و لم تأل اي جهد لمناصرة اسرائيل و جرائمها السافرة بشكل أعمى ،و خلافا لكل قرارات ما يسمى بالشرعية الدولية , مع أن واشنطن و حليفاتها في النظام الغربي , لا تتورع عن استغلال  هذه القرارت  الصماء و استخدامها سيفا مصلتا  للضغط على ايران و سورية  والمقاومة الباسلة في فلسطين و لبنان , وفقا لما تشتهي سياساتها التسلطية و الاستغلالية هنا او هناك.

                                                                                                                                                       في ضوء ذلك  يمكن التكهن بأن تشهد الايام القادمة و بخاصة الجمعة المقبلة وهي الجمعة  الأخيرة من شهر رمضان المبارك , حراكا جماهيريا عربيا و اسلاميا  بمناسبة إحياء  يوم القدس العالمي ، لن نبالغ اذا قلنا انه سيكون استثنائيا ،انطلاقا من تصاعد موجة الثورات الشعبية في العديد من دول المنطقة و استعداد أبناء الامة الاسلامية و تهيؤئهم  نضاليا وتعبويا و نفسيا ، للانخراط في المسيرات المليونية الهادرة  رفضا لاسرائيل و اميركا والحملات العسكرية الغاشمة  لقوات حلف الناتو , و احتجاجا على تطبيقات مؤامرة الفوضى الخلاقة في الشرق الاوسط , آخذين بالحسبان الحماقات العسكرية التي اقدم عليها الكيان الصهيوني , باستفزاز المصريين و الفلسطينيين بالغارات الجوية الغادرة التي اودت بحياة العديد من الشهداء, و اصابة العشرات الاخرين  , في لحظات  تكشف عن حجم التخبط الذي يسيطر على اسرائيل , وهي تقترب من موعد  تخليد هذه المناسبة  المصيرية،وربما وهي تشعر أيضا بأنها باتت قاب قوسين أو أدنى من زمن زوالها  ،استنادا الى نبوءة الامام الخميني (قدس سره) , صانع يوم القدس العالمي و مطلق الصحوة الاسلامية المباركة في عصرنا الحاضر.

*حميد حلمي زادة