ماكرون يدعو للتقليل من الاعتماد على واشنطن وعدم جعل اوروبا تابعة له

الإثنين ١٠ أبريل ٢٠٢٣ - ٠٥:٢١ بتوقيت غرينتش

أكد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أنه لا يجب أن تكون أوروبا تابعا للولايات المتحدة، وطرفا في الصراع بين واشنطن والصين حول تايوان. كما دعا إلى إيجاد استقلالية استراتيجية أوروبية للعب دور الطرف الثالث بين القوى الكبرى. في المقابل هدد السيناتور الاميركي ماركو روبيو بترك الأوروبيين وحيدين في مواجهة روسيا إذا لم يكونوا في طرف واشنطن بمواجهة الصين.

العالم - خاص بالعالم

من الواضح أن كلام الرئيس الصيني تشي جينبينغ أبهر ضيفه الفرنسي. وأولى ترجمات الانبهار هذا، تصريحات فرنسية قديمة بالمضمون، جديدة بالتوقيت والأسلوب أغضبت الاميركيين وفتحت باب ازمة بين واشنطن وأوروبا.

الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي عاد من الصين بإنجازات اقتصادية وسياسية، صوب نيران كلامه باتجاه واشنطن، حيث اعتبر انه على اوروبا تقليل اعتمادها على الولايات المتحدة، وتجنب الإنجرار الى مواجهة بين واشنطن والصين بشأن تايوان، وذلك على اساس الخروج من معضلة تضع اوروبا وسط ازمة ليست ازمتها، تمنعها من بناء استقلالية استراتيجية للتكتل الاوروبي.
ماكرون اكمل قائلا إن أسوا ما في الامر الاعتقاد بان الاوروبيين أتباع للولايات المتحدة، وعليهم أخذ الإشارات من الاجندة الاميركية.

هذا الكلام، يعيد فتح ازمة ليست بالجديدة مع الإدارة الاميركية، حيث تحدث ماكرون سابقا عن قوة عسكرية أوروبية مستقلة تعمل لصالح أوروبا، وهو ما أثار غضبا اميركيا حينها.

نفس الغضب عاد ليخيم على الموقف الأمريكي، حيث هدد السيناتور الجمهوري ماركو روبيو بترك الأوروبيين وحيدين في مواجهتهم لمسألة الحرب في أوكرانيا إذا ما رفضوا الوقوف مع الطرف الأميركي في المواجهة مع بكين، متسائلا عما إذا كان موقف ماكرون يعكس رؤية جماعية أوروبية.

والإجابة ليست بالصعبة يقول المراقبون، فتواجد رئيسة المفوضية الأوروبية أرسولا فون ديرلاين في الصين مع ماكرون يبعث رسالة مباشرة حول وجود إرادة واضحة لدى الاوروبيين للخروج من عباءة الاميركي وإن بشكل محدود. خاصة وأن الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تشهدها دول اوروبية عديدة تحتم إجراء مراجعة عقلانية للعلاقات مع العالم، في ظل المخاوف من تكرار استخدام الدولار الأميركي سلاحا في السياسة كما في حالة روسيا.

حيث بدأت شركات أوروبية مثل توتال الفرنسية بإجراء معاملات تجارية خاصة بالغاز مع بكين باليوان الصيني بعيدا عن الدولار، في تهديد لهيمنة العملة الأميركية.

وفي ظل استفاقة أوروبية قد تتبعها انعطافة في التوجهات السياسية، وامتعاض اميركي قد تعقبه خطوات تصعيدية مع الحلفاء الاوروبيين، يبدو أن الصيني سيكون الرابح الأكبر في المرحلة المقبلة، حيث ستكون ترجمة دوره على الساحة العالمية في العديد من الملفات المعقدة وابرزها الحرب في اوكرانيا والعلاقة مع اوروبا.