يوم القدس العالمي وتوحد ساحات المواجهة

السبت ١٥ أبريل ٢٠٢٣ - ٠٥:٠١ بتوقيت غرينتش

 أكد الباحث السياسي د.وسيم بزي أن إحيائية هذا العام ليوم القدس العالمي أظهرت اقترابا وجدانيا وواقعيا من نبض فلسطين جعلت اقتراب تحول الحلم بتحرير الأراضي المحتلة إلى يقين قريبا، حيث بات محور المقاومة يتحدث عن فعل وإرادة ومبادرة، وباتت وحدة الساحات تعني وحدة الجبهات أيضا.

العالم مع الحدث

وفي حديث مع قناة العالم الإخبارية لبرنامج "مع الحدث" لفت وسيم بزي إلى أن: إحيائية هذا العام فيها عناصر اختلاف إضافية جديدة، حيث أن بعضها له معنى تراكمياً بسياق إحيائية طويلة منذ أطلق الراحل الإمام الخميني قدس سره هذه المناسبة والتي أصبحت فعليا مناسبة عالمية الطابع ترفع من قضية القدس ومن القضية الأم والتي هي قضية فلسطين.

وأشار إلى أن حرص قادة المحور في هذا العام بالذات على تظهير حضورهم ومواكبتهم اللحظية للتجاوب الفلسطيني من خلال فعل المقاومة خاصة في هذه الأشهر أعطى لإحيائية هذا العام بعداً خاصاً، لدرجة أن قادة محور المقاومة حرصوا أن يتكلموا بتوقيت واحد وبزمن واحد.. ربطا تحديدا بفلسطين والقدس.

وقال: كان للكلمات تركيز مباشر على حتمية تحرير فلسطين، وهذه اليقينية والاقتراب الوجداني والواقعي من نبض فلسطين إلى هذا المستوى، له أسبابه العلمية والموضوعية، بأن هناك مجموعة من العوامل التي تجعل اقتراب تحول هذا الحلم إلى يقين قريبا.

وفيما أشار إلى حالة التوثب التي تعيشها الساحات الأربعة بفلسطين -أي أراضي 48 القدس الضفة الغربية وغزة- وإلى الشعار الذي أطلق لهذا العام أي "الضفة خلف القدس" قال وسيم بزي: الآن بتنا نتحدث عن فعل وعن إرادة وعن مبادرة، وعن مستوى ذهب إليه سماحة السيدحسن نصرالله ليضع معادلات تجعل العدو فعليا كالذي يقاتل متراجعا تحت النار، وتجعل محور المقاومة وقواه في موقع المبادرة.

وقال: لذلك وبناء على هذا المسار فمن الواضح تماما أن أزمة الكيان الداخلية هي عنصر مركزي في اقتراب تحقق هذا اليقين، وإن مستوى التلاحم بين قوى المحور ولأول مرة جاء بشكل يدلل على أن هناك حرص على أن وحدة الساحات تعني وحدة الجبهات وأن المحور ينطق بصوت واحد وبلغة واحدة.

ونوه إلى ان الحديث يدور اليوم حول معركة تتوحد فيها ظروف متعددة وإمكانات متنوعة، وقال: لذلك إن مجرد ثبات أهل القدس ولو بصدورهم العارية ولو فقط بالإصرار على أداء الصلاة في المسجد الأقصى هذا هو الذي دفع نتنياهو أن يلغي قرار استمرار عمليات الاقتحام بالأسبوع الماضي.

وأضاف: لكن هذا أتى حينما أتت رسالة الصواريخ من لبنان، لتقطع الشك باليقين لدى المنظومة الأمنية والعسكرية في كيان العدو أن القدس ستكون شرارة اشتعال لمواجهة قد لا يكون الكيان العدو وتحديدا جيشه جاهزا لخوضها، وعلى هذا الأساس أتت الخطوة التراجعية.

وبشأن ما قاله قادة المحور في خطاباتهم بالإضافة إلى البعد المعنوي التعبوي وبالإضافة إلى رسالة التأكيد على مواكبة نبض المضحين على الأرض في القدس والضفة وغزة.. قال وسيم بزي: لكن الأهم أن هذا المحور ينسق خطواته وكل إطلالة تأتي في سياق أو في مسار واحد، لذلك كان منظراً جديداً أن نرى الأستاذ زياد نخالة قائد حركة الجهاد الإسلامي يلقي كلمة المقاومة في قلب بغداد، إلى جانب رمزيات الشعب اليمني الذي دائما يكون على الموعد حیث آن أسراه المحررين يأتون مباشرة إلى ساحات الاعتصام، ومدن اليمن كل اليمن المحرر تعيش هذا النبض مع الشعب الفلسطيني.

من جانبه أكد مستشار المجلس السياسي اليمني الأعلى محمد المفتاح أن ما طرحه قادة محور المقاومة في إحياء مراسم يوم القدس العالمي هذا العام يحدد ملامح مستقبل الصراع مع الكيان الصهيوني.

وأشار محمد المفتاح إلى أن أهمية ما طرحه قادة محور المقاومة في إحياء مراسم يوم القدس العالمي هذا العام يحدد ملامح مستقبل الصراع مع الكيان الصهيوني، ومع المنظومة الاستعمارية والإجرامية الداعمة لهذا الكيان، وقال: بحمد الله نحن قد اتخذنا قرار المواجهة الحاسمة مع هذا العدو، وإننا بحمد الله نعمل كل ما بوسعنا ومستعدون لخوض المواجهة مع هذا العدو بما في أيدينا من الإمكانيات.

وفيما أكد أن محور المقاومة يبذل كل ما في وسعه في التجهيز والاستعداد، لفت إلى أن ما طرحه قادة محور المقاومة إنما هي: ملامح المعركة القادمة بإذن الله سبحانه وتعالى، والتي تبدأ من القدس ومن الضفة الغربية.

وشدد على أن: يستطيع الفلسطينيون في القدس وفي الضفة الغربية أن يجبروا الاحتلال على الانسحاب والفرار كما أجبرته المقاومة على الانسحاب والفرار من لبنان، وكما أجبرته المقاومة على الانسحاب والفرار من غزة والانكفاء إلى الأراضي المحتلة عام 48.

وأضاف: تستطيع المقاومة في الداخل على إنهاء المعركة مع الاحتلال، ويبقى محور المقاومة دائما مساندا، وقد لا نحتاج إلى خوض المعركة إذا دعمنا الشعب الفلسطيني في الداخل دعما قويا وسخيا.

ونوه إلى أن الشعب اليمني: يعيش وبعد تجربة ثمان سنوات من المواجهة مع أشرس عدوان دولي على اليمن يعيش تجربة الانتصار والتفاؤل والأمل، وهو يطمح إلى المشاركة في رفع المظلومية عن الشعب الفلسطيني وفي تحرير المقدسات وفي تأديب الظلمة والطغاة المغتصبين الصهاينة، وإلحاق الهزيمة النكراء بهم وبمن أتا بهم.

وقال إن الشعب اليمني كما ضحى وصبر وصمد وانتصر في اليمن فهو يطمح لمشاركة فاعلة وقوية ليكون ضمن الانتصار الكبير للقضية المركزية للعالمين العربي والإسلامي أي القضية الفلسطينية، وأشار إلى كلمة أمين عام حزب الله لبنان السيدحسن نصرالله قائلاً إن: هذا يقدم حماية للمجاهدين الفلسطينيين في المخيمات والمتواجدين في لبنان، وأيضا يهدد العدو بأنه قد تندلع حرب إقليمية، معناها الزوال المبكر لهذا الكيان.

وعلى صعيد متصل قال الخبير بالشؤون الإسرائيلية نهاد أبوغوش أن الانكفاء الإسرائيلي بدأ يصنع معادلة جديدة في الإقليم، وأكد أن الرسالة التي حملها قادة المقاومة إنما هي استكمال لرسالة الصواريخ قبل أيام قليلة، بأن العبث بالمسجد الأقصى سيفجر وسيشعل المنطقة بأسرها.

وردا على سؤال طرحه "أين كنا وأين أصبحنا؟" ذكر نهاد أبوغوش بصفقة القرن وما رافقها من الهرولة للتطبيع وكذلك حالة التفكك العربي وقال: هذه مرحلة طويناها، فمسلسل الانحدار والانحطاط والتراجع واضح أنه توقف عند لحظة ما، وبدأت حالة أخرى معاكسة تماما، من النهوض والصعود.

وأوضح أن: هذه ليست فقط من خلال هذه الرمزية التي يمثلها يوم القدس، فلدينا نهوض المقاومة في فلسطين، ولدينا أيضا انتصار سوريا على حرب التقسيم والتفتيت والمشاغلة والتدمير، وأيضا تثبيت إيران لمكانتها ولحقها في تطوير مستقبلها وصناعتها واقتصادها وسياستها بمعزل عن الإغراءات والضغوط الخارجية، وهذا تجسد بحالة أو التوافق السعودي الإيراني على شروط والقاعدة التي تقبلها إيران وليس على شروط التنازل.

وبين أن هناك جملة من المتغيرات بالإضافة إلى الانكفاء التدريجي لكیان الاحتلال، مبينا ولو أن ذلك الانكفاء غير ملحوظ مئة بالمئة، لكن الإسرائليين يلحظون ذلك بوضوح.

وأضاف أن الانسحاب أو الانكفاء الأميركي على قضايا أخرى ليس في طليعتها قضية الشرق الأوسط: كل هذه العوامل تتكثف لتصنع معادلة جديدة في الإقليم، عنوانها أن الفلسطينيين ليسوا وحدهم، وأن المقاومة هي خيار واقعي وفعال ومؤثر، وليست عملا على هامش التاريخ كما كان ينظر لها، بمعنى أن القضية لم تنتهي ولم تحسم.

وأكد أن الرسالة التي حملها قادة المقاومة ومحور الممانعة خلال مشاركتهم الشخصية من عديد من العواصم ومع الدول والشعوب العربية إنما هي استكمال لرسالة الصواريخ قبل أيام قليلة، بأن المسجد الأقصى والقدس والشعب الفلسطيني ليسوا لوحدهم، وأن العبث بالمسجد الأقصى سيفجر وسيشعل المنطقة بأسرها، وأن كل قوى المقاومة هي مع المقاومة الفلسطينية.

وفيما أشار إلى أن هناك حالة من التكامل وحالة من الاستعداد وأدوار يكمل بعضها البعض، لفت إلى أن: الشعب الفلسطيني يخوض معركة بطولية بتضحيات أبنائه بمختلف أشكال المقاومة، في القدس من خلال الصدور العارية والاعتكاف والمرابطة داخل المسجد الأقصى، وفي مختلف الأماكن إما مقاومة غزة بالصواريخ، أو مقاومة الضفة بالعمليات الفردية، أو صمود أهلنا في الداخل، بالإضافة إلى تضامن كل القوى المقاومة العربية والإقليمية.

وفي جانب آخر من اللقاء أشار إلى أن الأوساط الاسرائيلية المختلفة تناقش أمر مستقبل الكيان منذ سنوات، وأن هذا النقاش أخذ يتخذ طابعا ملحاً ومقلقاً وبات هاجسا كابوسا لدى أوساط أمنية وسياسية في الأشهر الأخيرة بسبب الأوضاع الداخلية.

وقال إن: كثيرا ما تحفل الصحف الإسرائيلية بمقالات وتحذيرات من إمكانية الانهيار الداخلي، وربما أبرز مقال نبه إلى ذلك هو مقال إيهود باراك رئيس الوزراء الأسبق الذي ذكر بمصير مملكتي إسرائيل الأسطوريتين أو التوراتيتين حيث لم تعمر أي منهما أكثر من 80 عاما، فيقول هذه لعنة العقد الثامن، بمعنى أن احتمالات الانهيار الداخلي قائمة.

وأوضح أن هذا الأمر الداخلي: يتضافر الآن بسبب النزعات المجنونة والمتطرفة الفاشية لنتنياهو وحلفائه في مواجهة الآخر الآسرائيلي وليس فقط في مواجهة الفلسطينيين، وبسبب افتضاح أمر الفاشية والعنصرية والأبارتايد الإسرائيلي، بما يترك ذلك من أثر على مكانة إسرائيل ودعمها وتبني سياساتها والدفاع عنها، بالإضافة إلى الخطر الوجودي الذي يقض مضاجع اسرائيل وهو خطر اندلاع حرب شاملة على جميع الجبهات.

للمزيد إليكم الفيديو المرفق..