ما حكاية "الصدمات الدماغية" التي يُصاب بها الجنود الأمريكيون حصراً؟!

ما حكاية
الإثنين ١٧ أبريل ٢٠٢٣ - ٠٧:٤٥ بتوقيت غرينتش

كشف بيان صادر عن القيادة المركزية الأمريكية التي تشرف على القوات الأمريكية في الشرق الأوسط يوم الجمعة الماضية "إن 23 جنديا أمريكيا في سوريا أصيبوا بصدمات دماغية خلال هجومين في مارس آذار نفذهما مسلحون".

العالم كشكول

وجاء في تفصيل البيان "رصدنا 11 حالة جديدة لصدمات دماغية خفيفة من هجمات 23 و24 مارس آذار في شرق سوريا… 23 من أولئك الذين أصيبوا تم تشخيص حالاتهم على أنها صدمات دماغية خفيفة. تواصل فرقنا الطبية فحص وتقييم جنودنا لرصد أي مؤشرات على الإصابة بهذه الصدمات".

المعروف ان 25 جنديا أمريكيا اصيبوا جراء ضربات تعرضت لها موقع عسكرية امريكية مضادة في سوريا، وأسفرت أيضا عن مقتل "متعاقد" أمريكي.

اللافت في البيان والذي اثار سخرية المتابعين هو تكرار عبارة "صدمات دماغية"، وهي عبارة ما انفكت تكررها وترددها القيادة العسكرية الامريكية في بياناتها، كلما تعرضت القواعد الامريكية غير الشرعية في المنطقة لهجوم، ولا نعرف بالضبط ما تعني عبارة "صدمات دماغية"؟ ، وما هي عوارضها، ولماذا يتم نقل بعض من يصاب بها الى مستشفيات في المانيا اذا كانت خفيفة؟، ولماذا هذه "العارضة" بعينها يُصب بها الامريكيون فقط دون غيرهم؟!.

واللافت اكثر، ان كل من يُقتل في القواعد العسكرية الامريكية في المنطقة، جراء الهجمات التي تتعرض لها، هم عادة "متعاقدون" وليسوا جنودا، وكأن "المتعاقدين" ليس لهم نصيب من "الصدمات الدماغية"، والتي كما يبدو خاصة فقط بالجنود الامريكيين.

كلنا يتذكر عندما دكت ايران قاعدة عين الاسد الامريكية في غرب العراق بالصواريخ في عام 2020، ردا على جريمة الاغتيال الغادرة والجبانة للشهيد قاسم سليماني، اعلنت امريكا حينها ان أكثر من 100 جندي أمريكي اصيبوا بـ"صدمات دماغية"، تم نقل اغلبهم الى مستشفيات في المانيا وامريكا، ومنذ ذلك التاريخ، باتت "الصدمات الدماغية"، ماركة مسجلة امريكية.

بات واضحا ان امريكا تحاول التستر على خسائرها، بسبب تواجدها العسكري غير الشرعي في المنطقة، من خلال مزاعم مضحكة مثل "الصدمات الدماغية"، وقتل "المتعاقدين" حصرا، واغلب ضحايا تواجدها غير الشرعي هم من المرتزقة الذين تزج بهم امريكا في حروبها في مقابل منحهم الجنسية الامريكية، لانهم مهاجرون غير شرعيين، فحياتهم لا تعني شيئا لقادتهم، فهؤلاء حتى لو قتلوا او اصيبوا بجروح خطيرة، لا يسمع احد باخبارهم حتى ذويهم. ولكن يبقى حبل الكذب قصير، فليس امام امريكا من خيار، امام رفض الشعوب لتواجدها غير الشرعي في اوطانها، الا الانسحاب والهرب، وهو خيار لجأت اليه امريكا في افغانستان ومن قبلها في فيتنام وغيرها من مناطق العالم الاخرى.