إين العرب.. غزة تقاتل بلحم أبنائها

إين العرب.. غزة تقاتل بلحم أبنائها
الأربعاء ١٠ مايو ٢٠٢٣ - ٠٥:٥٤ بتوقيت غرينتش

ما يحز في نفس كل نسان حر، هو ان ينتهي حال العرب، الى ان يتحولوا الى وسطاء بين الفلسطينيين، وخاصة في غزة، وبين دولة الارهاب الاسرائيلي، بعد كل عدوان إسرائيلي على الفلسطينيين، وهو موقف سقطوا في هوته السحيقة، بعد ان كانوا يكتفون بالتنديد سابقا، وهو تنديد كان لا يقل وطأة على النفس من وسطاتهم.

العالم - كشكول

اليوم وبعد الجريمة الغادرة والجبانة التي ارتكبتها حكومة نتنياهو الارهابية العنصرية المتوحشة، فجر يوم امس الثلاثاء، وأسفرت عن استشهاد عدد من الفلسطينيين بينهم 3 من قادة سرايا القدس ،الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مع زوجاتهم وأطفالهم، كان من المنتظر، ان تحرك صور الاطفال، الذين تمزقت اجسادهم وهم نيام في احضان أمهاتهم، ضمير المسؤولين العرب، ليخرجوا من دائرة الصمت والتنديد والوساطة، إلا ان الصمت بقي مطبقا، وتكررت الادانات الخجولة، فيما سارع البعض للتوسط!!.

لا ندري لماذا انتظرت المقاومة في غزة يوما كاملا لترد على العدون الاسرائيلي، الا اننا نتصور، ان غزة، ارادت من خلال هذا التريث ان تمتحن العرب، وتمتحن قوة عروبتهم اسلامهم، الا انهم كالمعتاد سقطوا في الامتحان، وإلا فإن غزة لا تنتظر ان يمن عليها بعض العرب بتنديد، وانها لم ولن تخش كل ارهاب وطغيان الصهاينة.

في منازلة اليوم ياضا، وبعد ان سقط بعض العرب في امتحان النخوة والحمية العربية والاسلامية، ثأرت غزة لشهدائها، وقصفت المستوطنات البلدات الصهيونية وتل ابيب أكثر من 300 صاروخ، منذ ساعات ظهيرة اليوم.

عملية "ثأر الأحرار" التي اطلقتها الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية، اسفرت حتى هذه اللحظة عن اصة 5 صهاينة، كما عطلت حركة الطيران في مطار بن غوريون في تل ابيب.

نتنياهو وعصابته، كانوا يتصورون ان المقامة رُدعت بعد مجزرة غزة، الا ان الاخبار التي ترد من داخل الكيان تؤكد انه قوات الاحتلال استخدمت نظام مقلاع داود لاعتراض صواريخ المقاومة للمرة الأولى، خلال إطلاق الصواريخ عبر الحدود مع غزة.

ومقلاع داود نظام مصمم لإسقاط الصواريخ التي يتم إطلاقها من مسافة 100 إلى 200 كيلومتر، وهو جزء من الدرع الصاروخي لكيان الاحتلال الذي يشمل بالفعل نظام القبة الحديدية لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى ونظامي آرو-2 وآرو-3 لاعتراض الصواريخ طويلة المدى.

وللمرة الأولى منذ أشهر طويلة دوت صفارات الإنذار في تل أبيب والمدن في محيطها إضافة إلى مدن وبلدات جنوبي فلسطين المحتلة، كما ان الهجمات الصاروخية للمقاومة كانت تقتصر على غلاف قطاع غزة ولكنها امتدت اليوم لتصل إلى وسط فلسطين المحتلة عام 48.

ان العدون الإسرائيلي المتواصل على غزة منذ فجر الثلاثاء، ورغم انه اسفر لحد الان عن استشهاد 21 فلسطيينا، وإصابة 64 آخرين بجروح، الا انه لن يفت من عضد المقاومة في غزة، رغم خيبة املهم ببعض الانظمة العربية، والعدالة الدولية، فغزة حتى وان قاتلت بلحم ابنائها الاا نها لن تسمح للارهابي نتنياهو ان يفرض معادلة جديدة عليها.