العدوان على غزة و رد المقاومة بالصواريخ

الخميس ١١ مايو ٢٠٢٣ - ٠٩:٠٥ بتوقيت غرينتش

أكد القيادي في حركة حماس علي بركة أن المقاومة تحضر مفاجات للعدو حيث أنها في بداية عمليات الرد الجماعي من كل الفصائل الفلسطينية، مشددا على فشل مخطط نتنياهو في الاستفراد بحركة الجهاد الإسلامي وإبعاد حركة حماس حيث كان ينوي إحداث فتنة فلسطينية من خلال ذلك.

العالم مع الحدث

وفي حديث مع قناة العالم لبرنامج "مع الحدث" أوضح علي بركة أن نتياهو ومنذ أن شن عملية الاغتيال لقيادات في سرايا القدس فجر أول أمس وهو يحاول أن يرسم معادلة جديدة في فلسطين، وأشار: هذه المعادلة تستند إلى التالي، أولا هو يريد أن يثبت أن الاغتيال يحق له متى يشاء، وأن يقوم بعمليات اغتيال ويخرق التهدئة دون أن يلقى رد، والمسألة الثانية هو يريد أن يستفرد في حركة الجهاد الإسلامي وأن يقول إن معركته ليست مع الشعب الفلسطيني وليست مع كل فصائل المقاومة الفلسطينية وإنما مع فصيل واحد.

وشدد على أن هذه المعادلة قد أسقطتها وحدة فصائل المقاومة وأسقطتها غرفة العمليات المشتركة وأسقطتها الصواريخ التي انطلقت إلى فلسطين المحتلة وإلى تل أبيب وأسدود وعسقلان وبئر السبع وكل غلاف غزة والى غرب مدينة القدس المحتلة.. إذاً فشل مخطط نتنياهو في الاستفراد بحركة الجهاد أو بناء معادلة جديدة.

وأضاف: اليوم المقاومة هي في بداية عمليات الرد، نحن لا نقول إن ردنا يقتصر على الصواريخ فقط، هذا شكل من أشكال الرد، وهذا طليعة الرد الفلسطيني، لكن هناك في المستقبل مفاجات لهذا العدو تحضرها المقاومة، وهناك وسائل أخرى للرد على العدو الصهيوني، وإذا تمادى هذا العدو الصهيوني في عدوانه على شعبنا الفلسطيني فسيلقى مزيداً من المفاجئات.

ورداً على سؤال بشان تقصّد كيان الاحتلال بإبعاد حركة حماس عن المعركة واستهداف حركة الجهاد الإسلامي لفت هذا القيادي بحماس أن الاحتلال: يريد أن يحدث فتنة فلسطينية، وأن يقول أنا لا أقاتل كل الشعب الفلسطيني وأريد أن أحيد القوة الأكبر في الشعب الفلسطيني وهي كتائب القسام وحركة المقاومة الإسلامية حماس.

وأضاف: لكن جاءه الرد قبل أسبوع وليس الآن، عندما استشهد الشيخ خضر عدنان حيث ردت غرفة العمليات المشتركة على استشهاد الشيخ خضر عدنان بشكل موحد وجماعي ومن قبل كل الفصائل المشاركة في هذه الغرفة، والتي على رأسها حركة حماس وكتائب القسام.

وأوض: قاموا بالرد على قوس واحدة ضد العدو الصهيوني، وعندما حصل وقف إطلاق النار فجر الأربعاء الماضي الساعة 4:00 فجرا كذلك كان هناك اتفاق في غرفة العمليات المشتركة على وقف إطلاق النار.

وبين انه حين عندما شن العدو الصهيوني أمس و أول أمس عدواناً على قطاع غزة واغتال قيادات حركة الجهاد الاسلامي اجتمعت غرفة العمليات المشتركة وقررت أن لا ترد في اليوم الأول وألا تستجيب فورا للعدو الصهيوني لأنه كان يريد أن يستدرج حركة الجهاد وحدها لكي ترد بشكل مباشر ويستفرد بها، مؤكداً: لكن كان هناك اتفاق مع الإخوة في حركة الجهاد ومع كافة الفصائل في غرفة العمليات المشتركة أن نتريث وأن ندرس السبل وننسق الأمور أكثر وأن نرد معاً عندما نرتب أوضاعنا، فأخذنا 24 ساعة ورتبنا أوضاعنا، والآن الرد هو رد جماعي من كل الفصائل الفلسطينية بما فيها حركة حماس.

وفيما أشار أن الاحتلال يريد أن يفرض معادلة جديدة وأن يغير قواعد اللعبة، أوضح علي بركة: سابقا كان أي طرف يخرق التهدئة يحق للآخر أن يرد عليه، والاحتلال بعد التهدئة التي حصلت الأربعاء الماضي برعاية مصرية ودولية بعد الرد على جريمة اغتيال الشيخ خضر عدنان هو الآن قد خرق هذه التهدئة باغتيال قيادات سرايا القدس.

وأضاف: هو يريد أن يرسم معادلة جديدة بأن يحق له أن يغتال وأن يقتل وأن يضرب متى يشاء.. والآن رد المقاومة يقول له لا، فدخول المعركة ليس نزهة وليس أنت من ينهي هذه المعركة.. العدو يبدأ المعركة لكنها تنتهي بشروط المقاومة.. وعلى نتنياهو دفع الثمن.

من جانبه أكد الكاتب والمحلل السياسي حسن عبدو أن الاحتلال خرق التهدئة من خلال مجزرة قتل قيادات حركة الجهاد والمدنيين ولذلك كانت مشروعية الرد عليه، مشددا على أن زعزعة الأمن والاستقرار لدى الدولة اليهودية ستكون لها تداعياتها على الهجرة كأحد الراوافد الأساسية لقوة دولة الاحتلال.

وأشار حسن عبدو إلى أن نتنياهو قام بعدوان وارتكب مجزرة وجريمة كبيرة بحق قيادات الجهاد الإسلامي وأزهق أرواح مدنيين بجريمة لم يكن لها أي داعي وسبب، وبالتالي فقد خرق التهدئة والتوازن القائم، ولذلك هناك مشروعية للرد على الاحتلال الإسرائيلي.

ولفت إلى أن حركة الجهاد الإسلامي ترغب دائما بأن تحظى بردها من خلال غطاء وطني، لذلك تلجأ إلى غرفة العمليات المشتركة لأن تكون هي الغطاء السياسي لردودها على الاحتلال الإسرائيلي.

ونوه أن الى أن إسرائيل اغتالت قيادات للجهاد الإسلامي وسرايا القدس في سوريا قبل أسابيع، وأيضا هي تغتال وتشتبك مع مجاهدي سرايا القدس والفصائل الأخرى في جنين وغيرها، وأيضا هي تشتبك في محطات عديدة مع الجهاد الإسلامي تحديدا، لكنه لفت إلى أن رد الجهاد الإسلامي يأتي من خلال الغرفة المشتركة.

وفيما أشار إلى أن الاحتلال يريد أن يصفي الحساب مع قيادات الجهاد الإسلامي، لكن اليوم سرايا القدس والجهاد الإسلامي أيضا يصفون الحساب مع نتنياهو، وذلك في مواجهة مفتوحة وبغطاء من الغرفة المشتركة وبحضور لافت للفصائل الفلسطينية، وقال: اليوم الميدان يشهد لبأس سرايا القدس في قصفها المركز ودكها لكل التجمعات السكانية الكبرى وتحديدا تل أبيب.

وفي جانب آخر من حديثه قال حسن عبدو: نتنياهو يريد أن يعيدنا إلى عصر ما قبل 2012 عندما كان الجيش الإسرائيلي يغتال وقتما يشاء وتحت أي ذريعة وينظر لقطاع غزة بأنه حقل للرماية، فيما المقاومة دفعت ثمنا كبيرا وقدمت تضحيات هائلة للحصول على توازن استطاعت من خلاله في عام 2012 أن تحسم هذه المسألة من خلال اتفاق جرى في القاهرة.

وأوضح أن ذلك التوازن قيد الجيش الإسرائيلي من الاعتداء اليومي ومنعه من الاغتيالات في غزة، مشددا على أن المقاومة وقادتها يتحركون في غزة بفضل هذا التوازن من خلال عملية ردع وليست من خلال الأمن الشخصي.

وجدد تأكيده أن نتنياهو: "يريد أن يعيدنا إلى فترة ما قبل 2012.. وهذا لا يمكن أن تقبل به المقاومة أبدا."

ونوه بأن: إسرائيل تقوم على ثلاث أقانيم أساسية هي الأمن والهجرة والاستيطان، فالأمن الشخصي إذا ما تضرر فإن الهجرة والاستيطان يتراجعان، إذاً نقطة ضعف الاحتلال الإسرائيلي هو الأمن، وبالتالي ضرب الأمن الشخصي وهيبة دولة الاحتلال أمر مهم للمقاومة.

وخلص إلى القول: إذا ما نجحت المقاومة في خلخلة أسس الأمن الفردي والاستيطان كما يجري في الضفة الغربية من خلال الاشتباك اليومي والمقاومة وعملها في زعزعة استقرار الدولة اليهودية فبالتأكيد سيكون لذلك تداعياته على الهجرة كأحد الراوافد الأساسية لقوة دولة الاحتلال.

للمزيد إليكم الفيديو المرفق..