فرنجية يزور البخاري.. والمعارضة تستعد لإعلان مرشحها

فرنجية يزور البخاري.. والمعارضة تستعد لإعلان مرشحها
الجمعة ١٢ مايو ٢٠٢٣ - ٠٤:٤٧ بتوقيت غرينتش

ركزت الصحف اللبنانية الصادرة فجر اليوم الجمعة من بيرت على الزيارة التي قام بها رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الى السفارة السعودية في لبنان، حيث التقى السفير السعودي وليد البخاري وجرى بحث التطورات الراهنة، وتحدّث بعدها فرنجية عن أجواء ودية وإيجابية، بينما تقول مصادر نيابية إن التعثر لا يزال يحكم مساعي توحيد معارضي فرنجية وراء اسم مرشح منافس.

العالم_لبنان

وكتبت صحيفة الاخبار نشطَت أمس التحريات لمعرفة تفاصيل ما دار في اللقاء الذي جمعَ رئيس تيار المردة سليمان فرنجية والسفير السعودي في بيروت وليد البخاري، في منزل الأخير، ودلالاته المحلية والإقليمية، بالتوازي مع «تحريات» لاستكشاف ما ستؤول إليه التطورات الخارجية، خصوصاً قمة جدّة التي دعيَ إليها الرئيس السوري بشار الأسد وما سينجم عنها، علماً أن الحديث مستمر عن قمة ستجمع الأسد وولي العهد السعودي محمد بن سلمان قبل موعد القمة في 19 الجاري.

داخلياً، يتابع المعنيون مساعي داخلية وقطرية تهدف إلى التوصل إلى تفاهم بين التيار الوطني الحر وحزبي القوات اللبنانية والكتائب ونواب معارضين حول مرشح لدعمه في وجه فرنجية، في ظل تضارب حول تقدّم في هذه المداولات وبأن المفاوضات باتت حول عدد من الأسماء التي يُمكن أن يُتفق على أحدها، فيما بدا واضحاً وجود حال من التوتر، أكثر من يعبّر عنها رئيس حزب الكتائب سامي الجميل الذي علّق على لقاء فرنجية - البخاري بالقول: ما بهمني، ولأ مش ضوء أخضر.

وقالت مصادر متابعة إن قطر ربما تكون قد تحدثت مع القوات أو الكتائب أو شخصيات مستقلة، لكنها لم تطرح الموضوع مع التيار الوطني الحر. إلا أن الأخير سمع عرضاً من شخصية لبنانية عرضت التوسط مع القوات والكتائب للتفاهم على مرشح جديد يكون مقبولاً من جميع اللبنانيين.

وحول موقف القوات المصر على مرشح يخوض مواجهة مع ثنائي أمل وحزب الله، أفادت المصادر بأن رئيس حزب القوات سمير جعجع تراجع عن هذه الوجهة، وقبل السير بمرشح توافقي لا يستفز حزب الله على وجه الخصوص، وبأن القوات تعتبر أنها قدمت تنازلاً كبيراً في هذا السياق لأن هدفها تظهير مرشح في مواجهة فرنجية خلال أسابيع قليلة.

وعزت الأسباب التي تشجع هذه القوى على السير بمرشح توافقي، إلى خشية القوى المسيحية من تحميلها مسؤولية تعطيل انتخاب الرئيس، إضافة إلى أن قراءتها هي أن الموقف السعودي ليس داعماً للتسوية التي تتحدث عنها فرنسا، وأن السفير البخاري تعمد «الغموض» في حديثه مع جميع من التقاهم، وهو يستهدف الحفاظ على هامش حركة يريد منه أولاً عدم تورط السعودية مباشرة في معركة تتحمل فيها لاحقاً المسؤولية عن كل نتائجها، وثانياً تشجيع القوى المعارضة لفرنجية على العمل بسرعة لإظهار مرشح بديل يكون قادراً على نيل عدد كبير من الأصوات، بما في ذلك أصوات كتلة اللقاء الديموقراطي.

ودعت المصادر إلى انتظار نتائج قريبة لهذه المساعي، وأنه بات بالإمكان الحديث عن مرشح جدي سيظهر في وقت قريب، بعد التفاهم على ورقة عمل حول المشروع المفترض أن يحمله. وتحدثت عن وجود أسماء جاهزة ومناسبة لهذا الدور.
تحليلات مصادر معارضة بأن البخاري أبلغ ضيفه أن لا حظوظ له وأن اللقاء ليس رسالة وديّة من المملكة، ناقضها وصف فرنجية للقاء بـالودي والممتاز، وهو نقل هذه الأجواء إلى حزب الله ورئيس مجلس النواب نبيه بري وآخرين، مشيراً إلى أن السفير البخاري تعامل معه «بودّ وترحيب كبيرين، وأكد له أن لا فيتو سعودياً على اسمه.

و كتبت صحيفة البناء أيضا تمّ تسجيل اختراق إيجابي لصالح الترشيح الرئاسي للوزير السابق سليمان فرنجية بتلقيه دعوة فطور صباحي في منزل السفير السعودي وليد البخاري، تحدّث بعدها فرنجية عن أجواء ودية وإيجابية، بينما تقول مصادر نيابية إن التعثر لا يزال يحكم مساعي توحيد معارضي فرنجية وراء اسم مرشح منافس، وبالمقابل بقاء النائب السابق وليد جنبلاط واللقاء الديمقراطي ومثلهم نواب كتلة الاعتدال في دائرة التريث.

وأشارت أوساط سياسية إلى أنه بعكس كل الأجواء التي توحي بانفراط عقد التسوية التي دفعت لإنجازها فرنسا أي فرنجية، مقابل رئيس حكومة محسوب على الفريق الأميركي – السعودي في لبنان، وبالتالي تراجع حظوظ رئيس المردة، لكنه لا يزال المرشح الأوفر حظاً انطلاقاً من قاعدتين: الأولى أنه يحظى بجبهة نيابية عريضة تقارب الخمسين صوتاً، والثانية عدم اتفاق قوى المعارضة والتيار الوطني الحر على مرشح بديل ينافس فرنجية».

ولفتت المصادر الى أن جميع المرشحين الذين يتم التداول بأسمائهم لم يحظوا بتوافق ولم يجمعوا أكثر من 40 صوتاً، فكيف يطلبون تنازل فريق ثنائي حركة أمل وحزب الله عن فرنجية؟.

واعتبرت صحيفة النهار كما لو ان المشهد يعكس سباقاً ساخناً حاراً مع مهلة حزيران التي صارت على ما يبدو كلمة سر علنية ومضمرة في آن واحد، بدت في الساعات الأخيرة صورة التحركات الكثيفة داخليا والتحضيرات لبعض التحركات البارزة خارجيا المتصلة بحيوية تصاعدية لم يعد ممكنا تجاهل اثرها في الاستنفار السياسي والديبلوماسي الناشئ.

محوران اساسيان في الداخل شغلا في الساعات الأخيرة الاهتمامات وسط محاولات رصد ما يحصل على كل منهما وهما محور التحرك المتواصل بوتيرة غير عادية للسفير السعودي في لبنان وليد بخاري، ومحور الاجتماعات والاتصالات الكثيفة بعيدا من الأضواء بين القوى المعارضة وسط مناخات الغموض التصاعدي التي تغلف مصير ترشيح رئيس "تيار المردة" #سليمان فرنجية والذي وان كان لبى دعوة السفير السعودي امس الى دارة الاخير في اليرزة فان أجواء الملاطفة الدافئة بينهما لا تعني ما سعى الفريق الداعم لفرنجية الى تعميمه من ان فرصة اقترابه من بعبدا قد زادت.

وقد علم ان ما سمعه فرنجية من السفير هو نفسه ما سمعه سائر الافرقاء الاخرين لجهة ان بلاده ليس لديها أي مشكلة مع احد فلا تأييد لاحد ولا فيتو على احد، وتاليا على اللبنانيين ان يختاروا رئيسهم ويتحملوا مسؤولية قرارهم وهي خلاصة تعيد المعركة الى الداخل .

ونقلت معلومات ان لقاء السفير السعودي وفرنجية لم يغير في موقف المملكة ازاء ما اعلنته لجهة الاستحقاق الرئاسي اللبناني، فالموقف الذي ابلغه بخاري الى المعنيين في 3 ايار ما زال على حاله، ولن يتبدل بين ليلة وضحاها، هي على حياد ولا فيتو على اي مرشح ، من هنا يمكن للسفير ان يستقبل فرنجية تماما كما اي مرشح آخر، ولا داعي للاستثمار في الزيارة اكثر مما تحتمل.

ومع زيارة فرنجية الى السفارة السعودية امس استكملت تقريبا خارطة اللقاءات التي اجراها السفير بخاري .وبعد اللقاء الذي جمعه صباحا الى بخاري في اليرزة حيث تناولا الفطور معا غرد فرنجية: شكراً على دعوة سفير المملكة العربية السعودية الكريمة، اللقاء كان وديّاً وممتازاً"
العالم_لبنان