'أزعور' تمنّى تأجيل جلسة الانتخاب و'بري' رفض استقبال 'تيمور جنبلاط'

'أزعور' تمنّى تأجيل جلسة الانتخاب و'بري' رفض استقبال 'تيمور جنبلاط'
الإثنين ١٢ يونيو ٢٠٢٣ - ٠٥:٠٤ بتوقيت غرينتش

قبل يومين من جلسة 14 حزيران لانتخاب رئيس للبنان بدأ التوتر السياسي يأخذ أبعاداً حادّة، دفعت ببعض أركان الفريق الداعم لجهاد ازعور ولا سيما الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، إلى طرح أفكار ومبادرات لتخفيف التوتر، وليس تعديل الوجهة. وهذا ما دفع برئيس مجلس النواب نبيه بري إلى رفض استقبال رئيس كتلة اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط موفداً من والده، فيما رفض حزب الله الحديث بالواسطة، طالما أن المواقف باتت واضحة.

العالم_لبنان

وكتبت صيفة الاخبار بيّنت أنّه حتى الإشارة التي نقلها جنبلاط وآخرون عن رغبة أزعور في تأجيل الجلسة لفترة من الوقت، رفض الثنائي التقاطها، وأبلغ حامليها بأن الجلسة قائمة في موعدها، وأن الثنائي وحلفاءه سيصوّتون لفرنجية، وأن تعاملهم مع الدورة الثانية محكوم بسقف الدستور.

و حسب الصحيفة حبس الأنفاس يسيطر على المشهد السياسي، وسط حرب نفسية وعدّ للأصوات، واستمرار جهود الفريق "المتقاطع" على دعم الوزير السابق جهاد أزعور، داخلياً وخارجياً، للوصول إلى فارق في الأصوات بينه وبين منافسه رئيس تيّار المردة سليمان فرنجية، يتيح إطاحة الرجلين معاً، وسط قناعة بأن جلسة الأربعاء لن تخرج برئيس جديد.

وأشارت إلى أنّه سُجّل أمس، حراك خارجي تمثّل باستئناف الاتصالات الفرنسية- السعودية بشأن الملف اللبناني، مع انتقال المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا إلى باريس برفقة السفير وليد البخاري، الذي غادر بيروت أمس إلى الرياض. وفيما يفترض أن تعود السفيرة الفرنسية آن غريو إلى بيروت، تمهيداً لجولة اتصالات قبل زيارة مرتقبة للموفد الرئاسي الجديد جان إيف لودريان إلى لبنان بعد جلسة الأربعاء، عُلم أن موفداً قطرياً سيزور بيروت قريباً.

كما ركّزت على أنّ الفريق الداعم لأزعور، انكبّ في الأيام الماضية على حشد المزيد من الأصوات. فبعد تثبيت أصوات 32 نائباً أعلنوا موقفهم من منزل المرشح المنسحب ميشال معوض، أضيف إليهم 8 من اللقاء الديمقراطي"، وأسماء قيل إن البطريركية المارونية اشتغلت عليها، كالنائب نعمت أفرام، فيما لا يزال البحث مستمراً مع زميله النائب جميل عبود. فيما نُقل أن النائبين مارك ضو ووضاح الصادق أقنعا زميلهما فراس حمدان بالانضمام إلى هذا الفريق، وأن النائبة بولا يعقوبيان تدرس الانضمام أيضاً مع النائب ملحم خلف.

لفتت الأخبار إلى أنّ حزب الله يلتزم الصمت حيال المستجدات الطارئة على علاقته بـالتيار الوطني الحر، ومحاولات تأويل ما إذا كان اصطفاف باسيل خلف أزعور، إلى جانب حزب القوات اللبنانية وحزب الكتائب اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي والتغييريين، تكتيكاً انتخابياً أو تحولاً استراتيجياً يطال الخيارات المتعلقة بالمشروع السياسي المستقبلي للتيار.

وأفادت بأنّ في العادة، يعود صمت الحزب الى الحدث نفسه، سواء كان بسيطاً لا يستدعي التعليق، أو خطيراً يستلزم التصرف معه بهدوء، إنْ على مستوى الأطر الداخلية للحزب، أو في ما يتعلق بالجمهور والبيئة. غير أن الحزب يُفرج بشكل تدريجي، عن مواقفه الدالّة على جدّية معركته خلف فرنجية، بوصفه خياراً مهماً يستطيع أن يقدّم نموذجاً وفائدة في هذا الجو الصعب، على ما صرّح أمس نائب الأمين العام لـحزب الله الشيخ نعيم قاسم.

وفسّرت الصّحيفة أنّ هذا يعني أن حزب الله يضع مسألة الرئاسة والصراع عليها، في إطار صراع المشاريع القائم في المنطقة منذ مدة طويلة، ورغم جو المصالحات الإيجابي الذي شهدته أخيراً، وخصوصاً ما يتعلق منه بالتقارب السوري- السعودي والإيراني- السعودي، تبقى المحاولات الأميركية الحثيثة للمشاغبة على هذا الجو قائمة وتتزايد، من صنعاء إلى بيروت، مروراً بدمشق.

وركّزت على أنّ الفريق الداعم لفرنجية، ينظر إلى أزعور باعتباره عنواناً جديداً لمشروع مواجهة مع المقاومة. ورغم فشل التجارب السابقة، ثمّة مَن أدمن الخطأ في الحسابات ويكرّر العودة إلى المشروع نفسه مجدداً. وهؤلاء ليسوا جهات محلية فقط، بل إقليمية ودولية أيضاً. لذلك، يتصرّف هذا الفريق على أن الاصطفاف الواسع خلف أزعور، ليس من باب أنه مرشح رئاسي في وجه فرنجية بوصفه مرشحاً مقابِلاً، بل بوصفه مشروعاً يستهدف محاصرة المقاومة وعزلها طائفياً وسياسياً، وصولاً إلى انتهاز لحظة الانقضاض عليها.

وتابعت: لذلك، يعود هؤلاء الى الخلف قليلاً، ليشيروا الى أن أزعور نفسه كان أحد الموقّعين على القرار الشهير لحكومة السنيورة في 5 أيار الخاص باستهداف سلاح الإشارة التابع للمقاومة، والذي تقول "إسرائيل" إنه كان أحد أهم أسباب قدرة حزب الله على التحكّم والسيطرة، ما مكّنه من إحباط محاولات إسرائيلية متعددة لاستهدافه.

كما شدّدت الأخبار على أنّ بهذا الاعتبار اليوم، يُنظر الى ترشيح أزعور على أنه جزء من مشروع ضمن الاصطفاف السياسي الذي يستهدف المقاومة وجمهورها الذي يتجاوز نصف اللبنانيين. بينما لا يرى الفريق نفسه أن فرنجية يشكّل تهديداً وجودياً أو زعاماتياً أو حزبياً لأحد. فالقوى السياسية المارونية تُدرك أن رئاسته لا تشكّل خطراً على استقطاب قاعدتها الشعبية وحضورها السياسي، وهو الذي سامح قتَلة أهله، وهي صفة عزّزت من موقعه لدى من يدعم وصوله الى الرئاسة، لجهة أنه يشكّل ضمانة وجودية لطائفة وقسم من اللبنانيين، ولا يشكل تهديداً لطائفة وقسم آخر منهم.