احياء يوم القدس العالمي والقضية الفلسطينية

احياء يوم القدس العالمي والقضية الفلسطينية
الجمعة ٢٦ أغسطس ٢٠١١ - ١٢:٣٠ بتوقيت غرينتش

مما لا شك فيه ان احياء يوم القدس العالمي يضفي زخما اضافيا للقضية الفلسطينية ويجعلها أكثر رسوخا في وجدان الامة.

وقد كان الامام الخميني الراحل الذي اطلق مبادرته التأريخية هذه في اعلانه آخر جمعة من شهر رمضان المبارك من كل عام، يوما عالميا للقدس، في حين لم يكن قد مضت سوى اشهر قلائل على انتصار الثورة الاسلامية، كان أدرى بأن القدس حيّة مادام وراءها مُطالب، وتزداد رسوخا عند الامة عندما يتم إحياء هذا اليوم الذي تعبر فيه الجماهير الاسلامية والعربية عن مشاعرها الحقيقية تجاه القضية المركزية للأمة وضرورة التصدي للكيان الجاثم على أرض فلسطين.
وسيبقى يوم القدس العالمي رمزا للصراع الدائر بين الحق المتمثل في الامة الاسلامية المطالبة باستعادة حقوقها المشروعة في فلسطين والقدس وقبلة المسلمين الاولى، وبين الباطل المتمثل في كيان الاحتلال الصهيوني والذين يقفون معه ويدعمونه في مظالمه وجرائمه.
فالاهتمام بالقدس، كما دعا الامام الراحل، يعني الاهتمام بالقضية المركزية ونبذ ما هو هامشي، في مواجهة الخطر الصهيوني الذي يهدد ليس محيطه فحسب، بل المنطقة وحتى العالم.
لقد تحولت القدس، الى علامة فارقة تحدد مستقبل الامة، وهذا ما يدركه العدو الصهيوني الذي يتسارع في خطواته لتهويد هذه المدينة المقدسة ومن ثم كل فلسطين وازالة معالمها الدينية والتأريخية، قبل ان تنقلب الاوضاع لغير صالحه، وسيكون يوم القدس العالمي منعطفاً يُذكّر ابناء الامة في كل عام، بواجبهم الجسيم في تحرير الارض المقدسة من بين براثن العدو.
وسيكون توحيد صفوف الامة في مثل هذا اليوم، قولا وفعلا، السبيل الانجع لاسترجاع الحق السليب، واداء الصلاة جميعا كما قال الامام الراحل (رض) في المسجد الأقصى، وان الثورات التي أطاحت بالانظمة الطاغية في بعض الدول العربية، والقادم أكثر، تشكل دفعا قويا لقضية الامة الاسلامية والعربية، فقد قضت هذه الثورات على رؤوس، تمسحت بأحضان الصهاينة ولاذت إليهم بدل ان تلجأ الى شعوبها وخدمت اهداف الزمرة الصهيونية في التمدد والانتشار، فقد آن الأوان لايقاف هذه الزمرة عند حدها وتلقينها الدرس الذي تستحقه، باعتبارها غدة سرطانية لابد من اجتثاثها من جسد الامة والمنطقة.

*صحيفة الوفاق الايرانية