المتقاطعون على أزعور بحاجة إلى خطوة جديدة قبل عودة لودريان: ما الجديد؟

المتقاطعون على أزعور بحاجة إلى خطوة جديدة قبل عودة لودريان: ما الجديد؟
الجمعة ٣٠ يونيو ٢٠٢٣ - ٠٨:٢٧ بتوقيت غرينتش

على الرغم من حالة الجمود التي تسيطر على الملف الرئاسي اللبناني، حيث ينتظر جميع الأفرقاء عودة المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان، في منتصف شهر تموز المقبل، إلا أن ذلك لا يلغي وجود بعض التحركات التي تقوم بها بعض الجهات، والتي يدور أغلبها حول المعادلة التي كانت قد أفرزتها جلسة الإنتخاب الثانية عشرة.

العالم - لبنان

في تلك الجلسة، تبيّن بما لا يقبل الشك أن ليس هناك من فريق قادر على إيصال مرشحه دون الآخرين، ما يحتم البحث في خيارات أخرى، عنوانها الأساس التسوية التي ترضي كافة الأفرقاء، سواء كانت داخلية أم خارجية، وهو ما ترجم عبر سلسلة من المواقف التي تصب في هذا الإتجاه، الأمر الذي يستحق التوقف عنده، نظراً إلى التداعيات التي من الممكن أن تترتب على ذلك.في هذا السياق، تشير مصادر سياسية مطلعة، إلى أنّ القوى الداعمة لترشيح رئيس تيار "المردة" أثبتت ما كانت تتحدث عنه طوال الفترة الماضية، لناحية أن الأصوات التي حصل عليها تمثّل كتلة صلبة لا يمكن أن تشهد أيّ تراجع.

في المقابل فإنّ الأصوات التي نالها منافسه الوزير السابق جهاد أزعور، تمثل تقطاعاً ظرفياً من الممكن أن ينتهي في أي لحظة.بالنسبة إلى هذه المصادر، هذا الواقع تأكد من خلال المواقف التي عبرت عنها بعض القوى الداعمة لأزعور أيضاً، والتي صبّت بين الحاجة إلى البحث عن خيارات جديدة، أو الحديث عن أنّ ترشيحه حقق الهدف المطلوب منه، لناحية قطع الطريق على وصول فرنجية إلى رئاسة الجمهورية، من دون تجاهل عودة السجالات السياسية بين المتقاطعين على الإسم إلى الواجهة ويقول الكاتب اللبناني ماهر الخطيب :إنطلاقاً من ذلك، يصبح من المنطقي الحديث عن الخطوات المنتظرة في المرحلة المقبلة، أو على الأقل في الفترة الفاصلة عن عودة المبعوث الفرنسي، حيث من المتوقع أن يكون العنوان الرئيسي في أيّ مبادرة قد يقوم بها هو الدعوة إلى الحوار، للوصول إلى تفاهمات تقود إلى إنهاء حالة الشغور الرئاسي، بعد أن يكون قد انتهى من سلسلة مشاورات يجريها مع المعنيين في الخارج.

من وجهة نظر المصادر السياسية المطلعة، نجحت قوى الثامن من آذار في تمهيد الأرضية لذلك، عبر التركيز على الدعوات إلى الحوار غير المشروط في مواقفها السياسية، الأمر الذي يقود إلى إعادة رمي الكرة في ملعب الآخرين، بعد أن كانت القوى المتقاطعة على دعم أزعور قد نجحت في قلب الطاولة، من خلال الإتفاق على مرشح رئاسي، الأمر الذي كان يطالبها به الفريق الآخر على مدى أشهر.في قراءة هذه المصادر، أي حوار من هذا النوع سيكشف عن المعادلة التي تمت الإشارة إليها في الأعلى، أي وجود كتلة صلبة داعمة لفرنجية مقابل أخرى هشة داعمة لأزعور، الأمر الذي لن يكون في صالح معارضي ترشيح رئيس تيار "المردة"، الذين بات عليهم البحث عن خطوة جديدة يقومون بها، قبل عودة المبعوث الفرنسي، نظراً إلى أن الواقع الحالي لا يصب في صالحهم، خصوصاً لناحية فرض شروط مسبقة على الحوار، بالرغم من صعوبة هذا الأمر.

في المحصّلة، تشير المصادر نفسها إلى وجود نقطة قوة أخرى لدى الفريق الداعم لفرنجية، تكمن بقدرته على الإنتظار إلى حين إقتناع الآخرين بوجهة نظره، سواء كان ذلك لناحية التسليم بترشيحه أو الذهاب إلى الحوار، بينما واقع الأفرقاء الآخرين قد يقود إلى إنقسامهم بين أكثر من خيار، لا سيما أن ليس هناك من مرجعيّة واحدة قادرة على حسم التوجهات عند الضرورة.

مراسل العالم