دروس ملحمة جنين

دروس ملحمة جنين
الأربعاء ٠٥ يوليو ٢٠٢٣ - ٠٩:١٦ بتوقيت غرينتش

الخبر واعرابه

العالم - الخبر واعرابه

الخبر: بعد يومين من المواجهات والاشتباكات المسلحة مع فصائل المقاومة الفلسطينية، انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي من مخيم جنين بالضفة الغربية، بعد ان خلفت دمارا هائلا، استهدف البنية التحتية في المخيم، وصف بأنه اشبه بالدمار الذي شهدته المدن الفلسطينية زمن النكبة عام 1948.

إعرابه:

-بالمنطق الاستراتيجي، هُزمت "اسرائيل" شر هزيمة، بعد ان استخدمت قواتها كل ما تمتلك في ترسانتها من اسلحة برية وجوية، دون اي خطوط حمراء، ضد مجموعة من الشباب الرافض للاحتلال والمصمم على الشهادة، فخرجت ولم "تجتث" كما تبجحت "المقاومة" من المخيم، لانها ببساطة مغروسة في قلوب وعقول ووجدان اهلها.

-هذه الهزيمة "الاسرائيلية" المدوية امام اهالي مخيم جنين، هي التي كانت وراء التدمير الوحشي للبنية التحتية للمخيم، للتغطية على الهزيمة، ولارعاب اهالي المخيم، ودفعهم الى تركه، كما فعلت العصابات الصهيونية ضد المدن والقرى الفلسطينية زمن النكبة، الا انه فشل في تحقيق هذا الهدف ايضا، ففور انسحاب القوات الصهيونية، عاد من خرج من اهلها، الذين سويت منازلهم بالارض، لتفقدها ولإعادة بنائها مرة اخرى.

-ملحمة جنين التي علمت العالم معنى الرجولة، اثبتت ان الشعب الفلسطيني شعب لا يقهر، ولم ولن يعترف بالاحتلال، ولن يُسلم به، ولن يرضخ له، وقرر ان يواجهه حتى ولو بصدور عارية، ولن تفحل آلة الموت الاسرائيلية، الى دفعه للاستسلام، فلو كان القصف والتدمير والقتل الاسرائيلي، يُرهب الشعب الفلسطيني، لما كان العدو بحاجة ان يكرر عدوانه الغاشم على مخيم جنين خلال اليومين الماضيين، بعد ان اعلن عام 2002، انه دمر البنية التحتية للمخيم والمقاومة على حد سواء.

-اثبت دعم الغرب وعلى راسه امريكا، للجرائم الوحشية لقوات الاحتلال الاسرائيلي في مخيم جنين، والذي كانت حصيلته 12 شهيدا بينهم 4 اطفال، انه ليس وسيطا ولا محايدا، بل شريكا لـ"اسرائيل" في كل جرائمها، وان من الخطأ الفادح والقاتل ان يراهن العرب على الخارج وخاصة الغربي.

-اخيرا، يكفي ما حدث خلال اليومين الماضيين من جرائم وحشية يندى لها جبين الانسانية، التي نفذتها قوات الاحتلال في مخيم جنين، تنفيذا لاوامر الحكومة الاسرائيلية الارهابية العنصرية اليمينية المتطرفة، بزعامة نتنياهو وبن غفير وسييموتريس و..، درسا للعرب والمسلمين، مفاده ان التطبيع مع هؤلاء القتلة المجرمين .. خيانة.