إقتحام الاحتلال لنابلس و درس جنين

السبت ٠٨ يوليو ٢٠٢٣ - ٠٦:٠٢ بتوقيت غرينتش

أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي د.أحمد المدلل أن محطة الاشتباك الحقيقي مع الاحتلال الصهيوني تتركز بشكل كبير جدا في الضفة الغربية حيث بات الاحتلال يدرك تماما أن اندحاره عن الضفة الغربية هي نهاية دولة إسرائيل المزعومة.

العالم - مع الحدث

وأشار المدلل إلى أن ما حدث في نابلس من اقتحامات هي محاولات فاشلة ومستمرة لم تتوقف من قبل الاحتلال الصهيوني، حيث يحاول بهذه الاقتحامات أن يعكس فشله في الآونة الأخيرة -على وجه الخصوص- في مواجهة المقاومة.

وأضاف أن الاحتلال يريد أن يكسر إرادة المقاومة ويعيد ترميم قوة ردعه التي أهدرتها المقاومة الفلسطينية، ويريد أن يبيض وجهه ليجد مبررا يمكن من خلاله أن يسوق أوهام الانتصار على المجتمع الصهيوني.

ولفت إلى أن الاحتلال: يحاول أيضا أن يجتث المقاومة وأن يضرب ضربات استباقية للمقاومين، خاصة أولئك الذين خاضوا معارك سابقة مع الاحتلال الصهيوني وأوجعوه.

ونوه إلى أن: محطة الاشتباك الحقيقي بيننا كفلسطينيين وبين هذا الاحتلال الصهيوني تتبلور وتتركز بشكل كبير جدا في الضفة الغربية، فالضفة بالنسبة إلى الاحتلال الصهيوني تمثل بعدين، البعد الأيدولوجي العقائدي، والبعد الأمني من خلال تضاريسها المعقدة وجبالها ومغاراتها.

وأكد المدلل: لذلك يدرك الاحتلال تماما بأن اندحاره عن الضفة الغربية هي نهاية دولة إسرائيل المزعومة.

وقال إن المعادلة قد اختلفت اليوم، حيث أن المقاومة الفلسطينية استطاعت أن تملك زمام المبادرة، ولم يعد الاحتلال الصهيوني هو الذي يرعب الشعب الفلسطيني بل العكس تماما.

وصرح عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي: حربنا مع الاحتلال الإسرائيلي هي حرب إرادت، اليوم المرحلة هي مرحلة كسر عظم بيننا وبين الاحتلال الصهيوني، لكن وجدنا في الآونة الاخيرة أن جنين ومقاومها بكل الكتائب استنزفت الاحتلال الصهيوني ولم تعطي له فرصة بأن يغير قواعد الاشتباك.

وخلص إلى القول: لذلك نقول إن المقاومة اليوم في تصاعد مستمر، حيث أن وصولها إلى منطقة يعيش فيها رأس الحكومة الصهيونية هي رمزية على قوة المقاومة وفوقية المقاومة على الاحتلال الصهيوني

من جانبه أكد الناطق باسم حركة فتح في غزة منذر الحايك أن المعركة مع الاحتلال في الضفة الغربية الآن إنما هي معركة حسم الصراع، مشددا على أن لا مكان للاستيطان والأمن والاستقرار والهدوء للصهاينة.

و أشار إلى أن ما حدث في نابلس من عملية خاطفة إنما هي استمرار للصراع، مبينا: صراعنا مع الاحتلال مستمر منذ أكثر من 75 عاما، هم يقتلون الشعب الفلسطيني من خلال الاقتحامات في الضفة الغربية أو قصف غزة أو تهويد المدينة المقدسة.. كل ذلك واضح أن الاحتلال مستمر في غيه وفي عملية الانتقام اليومية.

وأضاف: نحن نرى تطور المقاومة في الضفة الغربية خاصة في جنين، فقبل الحرب والمعركة الاخيرة المسماة بالـ48 ساعة كانت هناك عملية اجتياح لجنين، لكن المقاومة أعطبت سيارات نتنياهو المصفحة وعاد جنوده مضرجين بدمائهم.

وأكد منذر الحايك: لذلك بالتأكيد أن المعركة في الضفة الغربية الآن هي معركة الحسم، المرحلة القادمة هي مرحلة عض الأصابع بيننا و بين الاحتلال.

وأضاف: المهم الآن هو ما رأيناه في جنين ونابلس، وما سوف نرى في كل مدن الضفة الغربية من الوحدة الميدانية التي تجسدت في الميدان في مواجهة العدوان، ولذلك فشلت جنرالات الحكومة الإسرائيلية بتحقيق أهداف العملية العسكرية في جنين.

وخلص إلى القول: نؤكد أن المرحلة القادمة هي حسم الصراع.. نقول للصهاينة إن الشعب الفلسطيني قرر حسم أمره باتجاه حسم الصراع في الضفة الغربية، حيث لا مكان للاستيطان والأمن والاستقرار والهدوء للصهاينة.

هذا و قال الخبير بالشؤون الإسرائيلية سليمان بشارات إن مجموعة تحديات جعلت من الاحتلال الإسرائيلي أن يعيد قراءته في أكثر من مشهد، حيث أبدع الجيل الجديد للمقاومة في اختيار الوسائل والتكتيكات، مشددا على أن الاحتلال بات غير قادر على التصدي لحالة النهوض الجديدة للمقاومة في الضفة الغربية.

وأوضح سليمان بشارات أن المعادلة بدأت تتغير بالنسبة للسنوات الماضية، فالحديث الآن بات عن معادلة جديدة تختلف كليا، إذ أن مدن الضفة الغربية ليست كما كانت قبل عام ونصف تقريبا بحيث كان الاحتلال يستطيع أن يدخل إليها بكل أريحية دون أن تكون هناك مواجهة أو مقاومة.

وأوضح أن البعد الثاني هو أن هناك كوابح باتت واضحة جدا للمشروع الصهيوني الاستيطاني في الضفة الغربية.

وقال إن: البعد الثالث الذي ربما بات يشكل وعيا وإدراكا وخوفا أكثر للاحتلال الإسرائيلي هو أن طبيعة المقاومة لم تعد طبيعة المقاومة التقليدية في الضفة، بمعنى أن طبيعة الجيل المنخرط في هذه المقاومة وهذه العمليات أبدع في اختيار الوسائل والتكتيكات.

وأشار إلى أن الأمر الآخر أنه لا يوجد مفهوم من الهيكلية التنظيمية الواضحة لدى هذا الجيل، والتي تمكّن الاحتلال من أن يؤثر عليها أو ربما يقوم بنزعها أو هدمها كما في مراحل سابقة.

وأكد: بالتالي مجموعة التحديات والمعادلة هذه جعلت من الاحتلال الإسرائيلي يعيد قراءته في أكثر من مشهد، وهذا ربما أحد القضايا التي تشكل صدمة للاحتلال الإسرائيلي في كيفية التعامل مع هذا الجيل الجديد.

ونوه إلى أن المعركة الأخيرة في مخيم جنين ولدت أيضا وجها جديدا وطريقة جديدة ومعنى جديد للمقاومة في الضفة الغربية، وبالتالي ستكون دافعا أكثر في الانخراط بشكل كبير في صفوف المقاومة وباستخدام التكتيكات الحالية.

وفي جانب آخر من حديثه أكد بشارات أن الضفة الغربية هي عمق المواجهة ورأس الحربة في المواجهة المقبلة، مبينا: فصائل المقاومة الفلسطينية بتجاربها السابقة تدرك بشكل مباشر أن الضفة الغربية هي الساحة الرئيسية لأي مواجهة مقبلة.. وهي الساحة التي سيكون من خلالها حسم المشروع الصهيوني أو مواجهة هذا المشروع بشكل مباشر.

ولفتت إلى أنه وفي المقابل يخشى الاحتلال الإسرائيلي دائما من أي تمدد أو توسع أو حضور فعلي وقوي في الضفة الغربية، ولهذا لا يطيق أن تتكون نواة متكاملة فيما يتعلق بالمقاومة هناك.

وخلص سليمان بشارات إلى القول إن الاحتلال الإسرائيلي غير قادر على التصدي لحالة النهوض الجديدة للمقاومة في الضفة الغربية.

للمزيد إليكم الفيديو المرفق..