عندما يكون الرياء فاضحاً.. أمريكا تتبرأ من جرائم المستوطنين الصهاينة

عندما يكون الرياء فاضحاً.. أمريكا تتبرأ من جرائم المستوطنين الصهاينة
الأربعاء ٠٢ أغسطس ٢٠٢٣ - ٠٨:٠٣ بتوقيت غرينتش

نقلت وكالات الانباء خبرا مفاده ان نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الفلسطينية "الإسرائيلية"، أندرو ميلر، "عبّر" يوم امس الثلاثاء، خلال زيارة قام بها إلى بلدتي ترمسعيا وسنجل في الضفة الغربية، "عن قلق بلاده إزاء تصاعد اعتداءات المستوطنين على المدنيين الفلسطينيين".

العالم كشكول

كما قال ميلر خلال تلك الزيارة: ان "الولايات المتحدة تعمل من أجل تخفيف التصعيد الحالي وتوفير بيئة تضمن للجميع العيش بحرية وأمن وازدهار.. واتخاذ إجراءات وخطوات عاجلة لاحتواء التصعيد وتخفيف التوتر ومنع وقوع المزيد من أعمال العنف".

واكثر تصريحات هذا المسؤول الامريكي سخرية ، كانت "تأكيده على": "أهمية محاسبة ومساءلة المسؤولين قانونيا عن هذه الاعتداءات"!.

المعروف ان قطعان المستوطنين المسلحين، والمدعومين من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي، حولوا حياة أهالي بلدتي ترمسعيا وسنجل والقرى المحيط بهما، في شهر حزيران / يونيو الماضي، الى جحيم، بعد ان شن مئات المستوطنين هجمات ، أسفرت عن استشهاد شاب فلسطيني وإصابة 12 آخرين بالرصاص، إضافة إلى حرق وتحطيم عشرات المنازل والسيارات.

اللافت ان هذا الكذب والرياء الامريكي، لم يعد ينطلي حتى على مسؤولي السلطة الفلسطينية، فهذه ليلى غنام ، محافظة رام الله والبيرة، والتي رافقت ميلر خلال زيارته لتفقد ما ترك المستوطنون من دمار، قالت وبصريح العبارة: ان "شعبنا لا يعول كثيرا على هذه الزيارات وأنه فقد الثقة بالمجتمع الدولي وبالولايات المتحدة التي لا تحرك ساكنا عندما يتعلق الأمر بشعبنا"!!.

الجميع بات يعلم ان ما قاله ميلر ليس سوى ذر الرماد في العيون، فامريكا هي الراعي والداعم بل والمشارك بشكل عملي ومباشر، في كل جرائم قوات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة، وهي التي تزوده بالاسلحة الفتاكة ليبقى الاقوى في المنطقة، وهي التي لا تسمح بإدانة الكيان الاسرائيلي في المحافل الدولية، بل وتقاطع كل منظمة دولية يمكن ان تفكر بمساءلة الكيان الاسرائيلي على جرائمه، وهي التي تضغط على العرب للتطبيع مع هذا الكيان المجرم لدمجه في المنطقة، وهي التي تتواصل مع حكومة نتنياهو التي يشكل المستوطنون والارهابيون والعنصريون اغلب وزرائها، فلولا امريكا لما تجرأ المستوطنون على تنفيذ جرائمهم بدم بارد ودون خوف من اي قانون او منظمة دولية.