لا صدى أمنيا لتحذيرات السفارات في لبنان

لا صدى أمنيا لتحذيرات السفارات في لبنان
الإثنين ٠٧ أغسطس ٢٠٢٣ - ٠٤:٤١ بتوقيت غرينتش

حالةٌ من الاستنفار المشوب بكثير من القلق والشائعات خلّفتها دعوة السفارة السعودية، ليل الجمعة - السبت، رعايا بلادها في لبنان إلى تجنّب الاقتراب من المناطق التي تشهد نزاعات مسلّحة، ومطالبتهم بـ مغادرة الأراضي اللبنانية بسرعة، والتقيّد بقرار منع السفر إلى لبنان.

العالم_لبنان

وكالعادة، أعادت سفارات خليجية تغريد التحذير السعودي، فطلبت الكويت من رعاياها الابتعاد عن مواقع الاضطرابات الأمنيّة»، ودعت البحرين مواطنيها إلى «مغادرة الأراضي اللبنانية»، وذكّرت الإمارات بـالتقيد بمنع السفر إلى لبنان، وطلبت السفارة الألمانية من مواطنيها «تحديث بياناتهم على منصة السفارة والابتعاد عن مناطق الاشتباكات.

وكتبت صحيفة الاخبار اليوم الاثنين خرقت هذه البيانات الهدنة السياسية الهشّة مع كثير من الأسئلة حول أسباب هذه الإجراءات الاحترازية، رغم أن لا معلومات حول تصعيد أمني، كما أن الأوضاع في مخيم عين الحلوة بقيت مضبوطة في اليومين الماضيين بعد الالتزام بوقف إطلاق النار عقب أيام من الاشتباكات. وحتى مساء أمس، بقيت الأسئلة من دون جواب حاسم، وبدأت دوائر مراقبة تربطها بأبعاد تتصل بوضع المنطقة وتصاعد التوتر على أكثر من ساحة، انطلاقاً من اليمن مروراً بالعراق وسوريا وصولاً إلى لبنان.

وإذا كان التواصل مع السفارة الألمانية من أكثر من سفارة أوروبية في بيروت دفعها إلى إصدار بيان نفت فيه أي علاقة بين البيان التحذيري والوضع السياسي، إلا أن المؤكد أن الرسالة الخليجية المفاجئة ليست عابرة. وإلى حين اتّضاح الأسباب الموجبة لهذه التحذيرات، تنوّعت التفسيرات بين حدّين:

- أن تكون استكمالاً لحملة الضغط الخليجية على لبنان، ترجمة لما جاء في بيان اللقاء الخماسي الذي عُقد في الدوحة الشهر الماضي، والذي لوّح بـاتخاذ إجراءات ضدّ من يعرقلون إحراز تقدم في موضوع انتخاب رئيس جديد للبلاد». وقد أكّدت مصادر مواكبة للقاء يومها أن من بين الأفكار التي طرحها المستشار في الأمانة العامة لمجلس الوزراء السعودي نزار العلولا منع السياح العرب من السفر إلى لبنان.

- أن تكون هناك خشية حقيقية من تفاقم الأوضاع الأمنية في مخيم عين الحلوة وإمكانية تمدّدها خارج هذه البقعة الجغرافية بما يهدد بانفلات الوضع. وقد نقل أحد المسؤولين البارزين أن لدى المملكة العربية السعودية معطيات حول نية بعض الجهات تفجير الوضع داخل المخيم.

وحتى يوم أمس، بقيت القوى السياسية تؤكد أن لا سبب للبيانات التي صدرت عن الدول الخليجية، إذ أشار رئيـس مجلـس النواب نبيه بري إلى أن لا شيء أمنياً يستدعي ذلك.

وشكلت بيانات سفارات دول مجلس التعاون الخليجي، بدعوة رعاياها الى الابتعاد عن نقاط التوتر، والذهاب بعيداً عن أماكن الاشتباكات، على خلفية ما حصل في مخيم عين الحلوة، والاستعداد للمغادرة، صدمة لدى الأوساط اللبنانية

وكانت البيانات التي صدرت تباعا عن شعارات المملكة العربية السعودية، ودولة الكويت، ثم دولة قطر، موطنيها بالتزام الحيطة والحذر، ومغادرة الأراضي اللبنانية بسرعة، لكن ألمانيا غردت، انه خلافاً للشائعات لا تطلب من مواطنيها المغادرة.

و اعتبرت مصادر دبلوماسية حسب صحيفة الديار ان الموقف الخليجي يندرج في اطار اعتراض متكرر على تلكؤ السلطة في فرض سيادة الدولة وبسط الامن على كافة أراضيها..

وسارع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الى التأكيد ان لا خوف من خضات أمنية، وان الاتصالات تسارعت مع الرياض، كما انه سارع لاحتواء استياء الكويت مما قاله وزير الاقتصاد امين سلام عن شطحة قلم بشأن موضوع اهراءات القمح في المرفأ.

و في السياق انشغلت القوى الرسمية اللبنانية والفلسطينية ، بمحاولة تثبيت وقف اطلاق النار في مخيم عين الحلوة، بعد تجهيزات وتحركات اوحت باستعداد الفصائل في المخيم لجولة جديدة من العنف، بعد استعادة انفاسها ورص صفوفها. وكثف المسؤولون اللبنانيون، وعلى رأسهم رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي حركتهم، خاصة بعد توالي التحذيرات من عدد من السفارات لمواطنيها، ما اثار مخاوف قسم كبير من اللبنانيين من اهتزاز الاستقرار الامني الهش في البلد، وضرب ما تبقى من موسم سياحي.

وطمأنت مصادر امنية لبنانية من ان بيانات التحذير التي صدرت عن عدد من السفارات وتحذير مواطنيها من البقاء في لبنان، لا تعكس حقيقة الوضع الامني الممسوك في البلاد، لافتة في تصريح الى ان كل المعطيات التي بين ايدي الاجهزة الامنية، تؤكد ان لا شيء مقلقا مرتبط بالامن والاستقرار.

ولم تستبعد المصادر ان يكون لهذه التحذيرات، وبخاصة انها اتت دفعة واحدة، ابعاد سياسية لا امنية. واضافت: اذا كانت هذه التحذيرات مرتبطة بالوضع في مخيم عين الحلوة، فبعد مرور اكثر من 3 ايام على وقف اطلاق النار، يمكن القول ان جولة جديدة من العنف باتت مستبعدة، وحتى لو حصل العكس، فالمعلومات التي بحوزتنا تؤكد ان كل الاجراءات متخذة لعدم امتداد التوتر الى مناطق ومخيمات اخرى.

وما تحدثت عنه المصادر الامنية، تقاطع مع ما اعلنه النائب السابق وليد جنبلاط في تصريح له بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري يوم امس لجهة قوله: لم نفهم سبب تخوّف السفارات، والأمور في مخيم عين الحلوة إلى حدّ ما محصورة.

وكتبت صحيفة الشرق الأوسط: وضعت التحذيرات الأمنية، التي توجه بها عدد من السفارات العربية في بيروت لرعاياها، لبنان تحت "المجهر الأمني"، وانعكست إرباكاً في لبنان بعد أيام على اندلاع اشتباكات مسلحة في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان.

وكان آخر هذه التحذيرات تلك التي أطلقها كل من دولة الإمارات العربية وقطر وسلطنة عمان أمس (الأحد).