كل إناء بما فيه ينضح 

وزيرة بريطانية معروفة بعنصريتها، تطالب بحظر حرس الثورة

وزيرة بريطانية معروفة بعنصريتها، تطالب بحظر حرس الثورة
الإثنين ٠٧ أغسطس ٢٠٢٣ - ١١:٤٣ بتوقيت غرينتش

ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز"، ان وزيرة الداخلية البريطانية سويلا برافرمان، تطالب بحظر حرس الثورة الاسلامية، واعتباره "منظمة إرهابية"، وزعمت ان "التهديد الإيراني أكبر خطر منفرد على الأمن القومي" البريطاني.

العالم - الخبر واعرابه

إعرابه:

-بداية لا يمكن انتظار غير هذا الموقف من شخصية معروفة في داخل بريطانيا وبشهادة البريطانيين انفسهم بانها "سيئة السمعة"، بسبب فظائحها الشخصية والسياسية، وانتهاكها للقانون، وعنصريتها وحقدها على اللاجئين، وهو ما دعا حتى اعضاء في حكومتها للتبرؤ من مواقفها السياسية وطالبوا رئيس الوزراء بإقالتها.

-تزعم برافرمان ان "العملاء الإيرانيين يخططون لقتل مواطنين بريطانيين، بمن فيهم شخصيات يهودية بارزة في بريطانيا"، وهي مزاعم مضحكة، فلماذا دولة مثل ايران تُقدم على مثل هذه الاعمال، وهي تعلم ان نتائجها ستكون باهظة الثمن عليها؟، ولماذا تقدم على هذه الاعمال اصلا ، وهل دولة اقليمية كبرى مثل ايران، بحاجة الى ان تتصرف كميليشيا او منظمة ارهابية؟، الا تريد المدعوة برافرمان من خلال هذه التصريحات السخيفة، ان ترسم صورة مزيفة عن ايران، خدمة لليمين العنصري واللوبيات الصهيونية في بريطانيا.

-لو كانت ايران تتصرف كما تزعم اليمينية العنصرية المتطرفة برافرمان، لانتقمت لاكثر من 17 الف مسؤول ومواطن ايراني، قتلتهم زمرة المنافقين الارهابية التي تحتضنهم امثال برافرمان، الا ان ايران مازالت تطالب الجهات القضائية في العالم الغربي الذي يدعي العدالة ويرفع شعار حرية الانسان، ان ينصفوا هؤلاء الضحايا، عبر تقديم هؤلاء القتلة الى المحاكم لينالوا جزاءهم.

-لا غرابة في ان تطالب مثل هذه الشخصية بحظر حرس الثورة الاسلامية، فكل اناء بما فيه ينضح ، فهي معروفة بمواقفها العدائية والعنصرية ضد المهاجرين، وخاصة المسلمين، ومخططها لنقل المهاجرين من بريطانيا الى افريقيا، علما أنها من أصول هندية، وقد وصل والداها إلى بريطانيا عبر كينيا وموريشيوس، هربا من انعدام الامن هناك، وأثارت ضجة كبرى ضدها العام الماضي عندما صرحت بأن حلمها هو رؤية صورة لإقلاع رحلة جوية تقل طالبي اللجوء إلى رواندا، وأنها سوف تقاتل لأجل تحقيق هذا الحلم.

-كما واجهت برافرمان عاصفة من الانتقادات على خلفية تصريحاتها التي قالت فيها إن بلادها تتعرض "لغزو من المهاجرين"، وهو تصريح وصفه كثيرون بأنه عنصري، وبلغ الحرج ببعض وزراء الحكومة البريطانية حد التبرؤ من هذه التصريحات الصادمة وغير المسبوقة.

-العارفون بشخصية برافرمان ابنة المهاجرين، يصفونها بأنها أسوأ من الوزيرة السابقة بريتي باتيل "السيئة السمعة"، ووصف أحد المطلعين الوزيرتين بقوله: "إن كلتا الوزيرتين، الحالية والسابقة، تعتنقان الأيديولوجية الهندوسية القومية "هندوفتا" التي تعادي معتقدات عديدة ومنها الإسلام حيث لا تفوت برافرمان مناسبة دون التعريض بالمسلمين، لاسيما تصريحها الوقح عندما اتهمت "الرجال البريطانيين الباكستانيين بالتورط في استغلال جنسي واسع النطاق للنساء والأطفال"!!. في تحريض علني ضد البريطانيين من اصول باكستانية.

-من الواضح ان دعوة برافرمان، حظر حرس الثورة الاسلامية، تتزامن مع قوة الردع التي اظهرتها قوات حرس الثورة في مناورتها الاخيرة في الخليج الفارسي، ومع ارسال امريكا للمزيد من القوات الى منطقة الخليج الفارسي بحجة حماية الملاحة الدولية، ومع استماتة امريكا لتطبيع العلاقات بين السعودية والكيان الاسرائيلي، والضغوط السياسية والاقتصادية والتهديدات العسكرية التي تستهدف لبنان، والسبب من وراء كل هذا هو توتير العلاقات بين ايران واشقائها العرب في الخليج الفارسي، بعد التقارب الايراني السعودي، وبعد الفوضى التي تضرب "اسرائيل"، وكذلك بعد اعتماد دول المنطقة سياسة اكثر استقلالية عن امريكا، للحفاظ على مصالحها وثرواتها، فكان لابد ان تتحرك امريكا وبريطانيا ومن ورائها الكيان الاسرائيلي، لتعكير صفو الاجواء، التي لا يمكن ان تصب في مصلحتهم، القائمة دائما على الفوضى والتناحر والتنابذ والفتن والازمات.