تحشيد عسكري امريكي بالمنطقة.. رسائل تكشير انياب، أم ماذا؟

تحشيد عسكري امريكي بالمنطقة.. رسائل تكشير انياب، أم ماذا؟
الأربعاء ٠٩ أغسطس ٢٠٢٣ - ٠٦:١٥ بتوقيت غرينتش

تقوم الولايات المتحدة الامريكية بتحشيد عسكري في منطقة الخليج الفارسي بارسالها 3 آلاف جندي مع عدة بوارج حربية وحاملة طائرات بعد اعتزامها نشر جنود مسلحين لها على متن سفن تجارية تعبر مضيق هرمز.

ويؤكد الخبیر العسکري والاستراتيجي العميد امين حطيط، ان التحشيد العسكري الامريكي في منطقة الخليج الفارسي له هدف واحد من ثلاثة. ويقول: ان اهداف التحشيد، إما اعداداً لحرب، وإما اظهاراً لهيبة من اجل ممارسة الضغوط النفسية، وإما تدريباً واستعداداً لجنودها.

ويوضح، ان العنصر الثالث مستبعد، باعتبار ان الولايات المتحدة في الوقت الراهن ليست بحاجة الى تدريب جندها على عملية انتشار واسع في منطقة الشرق الاوسط، ولذا يبقى امرين، الاول، الاعداد لحرب والثاني اظهار القوة لممارسة الضغوط.

ويضيف ان السؤال الذي يطرح الآن هو هل امريكا بالفعل قادرة على الذهاب الى الحرب، والجواب ما تظهره الوقائع، حيث فشلت امريكا في استراتيجية القوة الصلبة واقفلت الباب على حروب خسرتها في النتائج وربحتها في الميدان ولكن انقلبت عليها ويلاً ووبالاً، كما هو الحال لمشهد انسحابها من افغانستان، وهو ما يعتبر نموذجاً لخيباتها، ولذلك يستبعد ان تكون امريكا بحاجة لحرب في الشرق الاوسط، خاصة وان الساحتين الاوكرانية والشرق الاقصى التي تشتبك معهما امريكا، موازين القوى ليست في صالحها، ولم تحقق حتى الآن ما تريد. لهذا يبقى عنصر ممارسة الضغوط.

ويرى ان هذا العنصر هو الاساس وراء عملية التحشيد، خاصة وان امريكا هالها ما اقدمت عليه السعودية في صلح بكين، وما جرى في مؤتمر القمة العربية والذي اقلقها. لذلك تريد ممارسة الضغوط على السعودية كي تتراجع عن صلح بكين.

من جانبه، يؤكد الاكاديمي والباحث السياسي د. محمد مرتضى، ان هناك اكثر من رسالة واضحة وراء التحشيد العسكري الامريكي في منطقة الخليج الفارسي. ويقول: ان الرسالة الاولى هي التطورات التي حصلت على المستوى السعودي، بعد اعادة نظرها في العلاقات مع سوريا واعادة فتح السفارة السعودية في ايران، وموقفها في لبنان وتطورات اليمن.

ويوضح، ان امريكا تلقفت التحركات السعودية كي تمارس من خلال تحشيدها، سياسة العصا والجزرة، مؤكداً ان ما يحصل الآن يمكن ربطه مع الانتخابات الامريكية، فبايدن بحاجة الى انجازات ويريد ان يحضر اوراق لتقديمها في الفترة الثانية من ولايته.

كما يؤكد ان التحشيد سوف يترافق مع تحشيدات اخرى ربما في مناطق اخرى، وربما القيام ببعض العمليات التي دائماً ما يقوم بها الامريكي في اللحظة الاخيرة كعملية اغتيال او اصطياد قائد لتنظيم القاعدة، او عملية امنية عسكرية.

اما في الموضوع الايراني والمزاعم الامريكية بان ايران تهدد الملاحة البحرية، توقع انه قد تقدم الولايات المتحدة على مغامرة في الخليج الفارسي بفرض بعض الحصار البحري واعتراض الناقلات النفطية والتجارية الايرانية، وربما القيام ببعض التحركات العسكرية الاستفزازية وعمل قرصنة.

ما رأيكم..

فما الاهداف الاستراتيجية للتعزيزات الامريكية في الخليج الفارسي؟

لماذا اختارت واشنطن هذا التوقيت لتوتير الوضع في المنطقة؟

هل هي خطوة استعراضية ضاغطة على ايران وحلفائها؟

أم تأتي في سياق استعادة هيمنتها المتراجعة في ازمات المنطقة؟