شاهد.. الدرس الذي لقنه السيد نصرالله للصهاينة خلال 33 يوماً

الإثنين ١٤ أغسطس ٢٠٢٣ - ٠٣:٣٨ بتوقيت غرينتش

33 يوما كانت كفيلة بإلحاق أكبر هزيمة بكيان الاحتلال الإسرائيلي في تاريخه.. فالمقاومة في لبنان وجهت اليه خلالها ضربات نوعية قوية وقاسية.. سواء باستهداف الداخل الصهيوني او بتلقين القوات البرية والبحرية دروسا في المواجهة.

فكان كل ذلك تصديقا للمرحلة الجديدة التي أعلن عنها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وعنوانها "ولّى زمن الهزائم وجاء زمن الانتصارات".

حرب تموز التي شنها الكيان على لبنان اثر عملية الوعد الصادق في الثاني عشر من تموز/يوليو من العام الفين وستة لم تنته في الرابع عشر من آب.. إلا باستعادة المقاومة مشهد تحرير لبنان عام الفين.. مدشنة مرحلة ومعادلات جديدة في موازين القوى والردع مع ذلك الكيان.

وعلى الرغم من سلوك الاحتلال خلال العدوان سياسة الارض المحروقة وارتكابه جرائم فظيعة بحق المدنيين واستخدامه القوة المفطرة لإحداث تدمير هائل في البنى التحتية والابنية السكنية في مختلف المناطق لا سيما الضاحية الجنوبية لبيروت وقرى الجنوب والبقاع.. لكن صواريخ المقاومة التي أدخلتها الأخيرة بمرحلة حيفا وما بعد حيفا أحدثت صدمة وهلعا غير مسبوقين في صفوف الاحتلال من أكبر جنرالاته لأصغر مستوطن فيه« جاعلة إياه يعترف بالهزيمة حتى قبل آيام من انتهاء عدوانه.. وعبارة السيد نصرالله 'انظروا إليها تحترق' لحظة استهداف بارجة للاحتلال كانت الصفعة الكبرى له وبمثابة إعلان مبكر جداً عن الانتصار.

القيادة الإسرائيلية فشلت في إدراك الأهمية الاستراتيجية للسلاح الصاروخي لدى حزب الله وقدرته على إحداث تأثيرات حقيقية أثناء سير المعركة وتداعيات ذلك على معادلات الردع بعد انتهاء المعركة، هذا فضلا عن تفاجئها باعتماد رجال المقاومة أسلوب قتال يعتمد على المواجهة المباشرة والتصدي للقوات المتسللة، وهو يختلف عن كل التقنيات وأساليب قتال العصابات، وهذا الأسلوب حمل قادة الكيان على القول بأنهم يحاربون لواء من القوات الخاصة وقوات النخبة.

ولم تدخل الحرب في أسبوعها الثاني حتى استخلصت أميركا وحليفتها إسرائيل أن الهزيمة العسكرية واقعة لا محالة بإلكيان، وعليهما البحث عن حلول وخطط جديدة، وتأكد لها ان الانتصار بات متعذرا في هذه المعركة التي لاتشبه ماسبقها، وانها ارّخت لمرحلة جديدة في المنطقة عنوانها انتصار المقاومة وهي مستمرة الى يومنا هذا.