ما دلالة صفقة تبادل السجناء والافراج عن الاموال الإيرانية مع امريكا؟

ما دلالة صفقة تبادل السجناء والافراج عن الاموال الإيرانية مع امريكا؟
الثلاثاء ١٩ سبتمبر ٢٠٢٣ - ٠٨:٣١ بتوقيت غرينتش

تم تنفيذ اتفاق بين الجمهورية الاسلامية الايرانية والولايات المتحدة الذي شمل عملية اطلاق 5 سجناء امركيين محتجزين في ايران في مقابل الافراج عن5 مواطنين ايرانيين في امريكا كما شملت اطلاق الاموال الايرانية المجمدة في كوريا الجنوبية في عملية تمت بوساطة عمانية قطرية.

العالم - ما رأيكم

وقال الاكاديمي والباحث السياسي طلال عتريسي ان هذا الاتفاق يطرح اسئلة واستنتاجات كثيرة خاصة في العلاقة المعقدة مع الولايات المتحدة الامريكية، حيث يثبت ان ايران تتعامل بشكل ندي مع الولايات المتحدة وهو امر ليس بسيط وهو استثناء في علاقات معظم دول العالم والمنطقة مع الولايات المتحدة.

واضاف عتريسي ان ايران تتعامل مع الولايات المتحدة بمبدأ انه اذا احتجزت ناقلة نفط ايرانية فسنحتجز ناقلة نفط بالمقابل، سجناء بسجناء ، مفاوضات بمفاوضات، تطلق اسرى نطلق اسرى.

واشار الى ان ايران لم تكتفي فقط باسرى مقابل اسرى، فبالاضافة الى ذلك تم الافراج عن الاموال الايرانية وتبلغ تقريبا 5 و نصف مليار يورو كانت محتجزة ظلما وعدوان هي حق ايران لانها ثمن نفط تم شراءه من ايران من قبل بعض البلاد.

واوضح ان ايران تعاملت مع هذا الوضع المعقد باسلوب هادئ ولم يكن هناك ضجيج اعلامي كبير خلال فترة المفاوضات وبعيدا عن التصريحات وهو ما يحسب للسياسة الخارجية الايرانية وقد تم الاتفاق من موقع المصارعة والتحدي وليس من موقع ان الحل يكمن بيد الولايات المتحدة.

واضاف انه لا يوجد تقدم حقيقي بالملف النووي الايراني فايران تقول انها جاهزة وتبدي الاستعداد لكن الولايات المتحدة هي التي تعرقله، مشيرا الى ان هذه الصفقة خارج موضوع الملف النووي

من جانبه قال الدبلوماسي الايراني السابق هادي افقهي ان ما حدث هو نتيجة مفاوضات صعبة لان الجانب الامريكي يواجه ضائقة دولية خاصة بعد الحرب الاوكرانية التي سببت له وحلفاءه مشاكل ومتاعب.

واضاف انه ربما اردوا بهذا الطريق تحقيق بعض المكاسب على مستوى السياسة الدولية والخارجية وقد استغلت ايران هذه الفرصة ومذكرا انه قد اطلقت ايران سراح عدد من الجواسيس الامريكيين من اصل ايراني في ابان حكم رؤساء امريكا السابقين اوباما وترامب.

اما فيما يتعلق بالارصدة الايرانية المجمدة فقد اوضح افقهي ان وزير الخارجية الايرانية حسين امير عبداللهيان منذ ان بدء المفاوضات بعد وصول الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي للرئاسة، طالب بانه اثباتا لحسن نية امريكا فيجب الافراج عن بعض الارصدة المجمدة وذكر بالاسم كوريا الجنوبية وذلك قبل حوالي سنتين ونصف عند بداية المفاوضات التي توقفت بسبب التعنت الامريكي والتملص من تعهداته لذلك فقد كان ذلك الاتفاق فرصة اولى واختبار للنوايا الامريكية وربما تؤشر للرجوع لطاولة المفاوضات اذا كانت امريكا جادة وراغبة في ذلك فان ايران مستعدة للرجوع لطاولة المفاوضات لحل اساس المشكلة وهو الاتفاق النووي وليس تحرير الاموال الايرانية المجمدة او تبادل السجناء.