العالم الموازي..

ما الذي استفاده المطبعون من التطبيع ؟ وكيف ساعد التطبيع الاحتلال؟

الأربعاء ٠٦ ديسمبر ٢٠٢٣ - ١١:٥٥ بتوقيت غرينتش

صداقة زائفة شر من عداوة سافرة.. تتناسى الدول التي تسعى الى التطبيع صورة "إسرائيل" ككيان معتدٍ مولع بالصراع شن اعتداءات على ثمان دول عربية في فترة زمنية قصيرة هي مصر والعراق و الأردن و لبنان وليبيا والسودان وسوريا وتونس.

العالم - العالم الموازي

كما أنها تهمل دور هذا الكيان المباشر في عسكرة الدول المحيطة وأثر ذلك على تطورها السياسي، فالاستراتيجية الاسرائيلية تقتضي الاستمرارية في التفوق العسكري على جيرانها وهذا يجعل الدول المجاورة تعاني في المحافظة على استقرارها الداخلي.

دعونا نعد بالزمان قليلا للتحدث عن تاريخ التطبيع، ففي 9 تشرين الثاني/ نوفمبر 1973 طرح وزير الخارجية الأميركي آنذاك "هنري كيسنجر" "خطة سلام" بين مصر والكيان الاسرائيلي

كيسنجر هو يهودي صهيوني اعترف قبل شهرين خلال مقابلة مع صحيفة «معاريف» الإسرائيلية بأن الخطة جاءت لمنع نصر عربي على الكيان الاسرائيلي بعد الهجوم المصري السوري المفاجئ على الكيان.

كيسينجر قال بأن أمريكا سعت من خلال معاهدة السلام هذه ان تعفي "اسرائيل" من الحروب المتكررة مع العرب وتعزز مكانتها عبر إقناع الطرف الآخر بالموافقة على انسحاب اسرائيلي جزئي مقابل تفاهمات سياسية وقالها بوقاحة: " يجب التأكيد بوضوح على أننا لم نفكر قط في انسحاب إسرائيلي كامل إلى حدود 1967" اي كل ماكان يهم أمريكا هو إنقاذ الكيان الاسرائيلي بأقل الخسائر.

وفعلا في عام 1978، قامت مصر بتطبيع علاقاتها مع الكيان الاسرائيلي في كامب ديفيد، وربما يكون هذا التاريخ نقطة البداية لعملية التطبيع.

وبعد ذلك أبرم اتفاق أوسلو عام 1993 في عهد ياسر عرفات وإسحق رابين. وبعد ذلك بعام، في عام 1994، تم توقيع معاهدة وادي عربة بين الكيان الاسرائيلي والأردن، و في عام 2020، بدأت موجة جديدة من التطبيع من قبل بعض الدول العربية ومنطقة الخليج الفارسي.

نعود لقضية الرهان على حصان التطبيع .. ما الذي جنته الدول المطبعة مع الكيان الاسرائيلي، وهل كان هذا مفيدا للقضية الفلسطينية؟

في 10 يوليو 2023 قالت فرانشيسكا ألبانيز، في تقريرها الخاص المقدم إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، إن الفلسطينيين يعيشون في "سجن مفتوح تحت مراقبة مستمرة". واعتبرت تصرفات الكيان الاسرائيلي في الأراضي المحتلة بمثابة "جريمة دولية".

وفي تقريرها المقدم إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، تقول السيدة ألبانيز إن الكيان الاسرائيلي حكم الأراضي الفلسطينية المحتلة طوال الأعوام الـ56 الماضية من خلال "تجريم الحقوق الأساسية وسجن عدد كبير من الأشخاص".

ووفقا لهذا التقرير، منذ عام 1967، اعتقل الجيش الإسرائيلي وحكم على 800 ألف فلسطيني، من بينهم أطفال بعمر 12 عاما. وأكثر من 70 بالمئة من أهالي الضفة خاضوا تجارب مع نظام السجون الاسرائيلي!

مصر والاردن لم يتحسن وضعهم الاقتصادي وأصبحوا يستوردون الغاز من الكيان الاسرائيلي بعد أن صدرته مصر لأعوام.

قضية سد النهضة بين مصر وأثيوبيا معروفة لدى الجميع وتمويل السد وحمايته بصواريخ اسرائيلية أيضا مشهودة، والمصريون يوقنون تماما مطامع الكيان الاسرائيلي التاريخية في مياه النيل ولا تأتي مساعي الاحتلال للتطبيع مع السودان إلا في هذا المجال!

السودان الذي مايزال خاضعا للعقوبات الغربية تدهورت أوضاعه الأمنية بسبب التدخل الغربي، ومازال يشهد صراعا عسكريا وتدهورا معيشيا وأمنيا.

الكيان الاسرائيلي منع الامارات من الحصول على طائرات اف35 لحفظ تفوقه العسكري.

المغرب طبع مع الكيان الاسرائيلي أملا في اعتراف العالم الغربي بمغربية الصحراء، لكن ذلك لم يتحقق له حتى اللحظة.

شرق أوسط جديد وخريطة من الفرات الى النيل؟!!

وأنتم ما رأيكم هل يمكن التطبيع مع هكذا كيان ؟؟