شاهد.. ساحة کنيسة المهد حزينة في عيد ميلاد المسيح

الإثنين ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٣ - ٠٥:٤٠ بتوقيت غرينتش

تقضي أم شادي وهي من الطائفة المسيحية، يوم عيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام، وسط هم يلف منزلها، حزناً على استشهاد عدد من أقاربها قتلتهم قوات الاحتلال في غزة. وتصر هذه الفلسطينية على ألا تفرح، تضامناً مع أهالي غزة الذين يبادون على أيدي جيش الاحتلال.

العالم - مراسلون

داخل منزلها ببيت لحم تجلس أم شادي وحيدة، وفي اركان منزلها لا تبدو أي مظاهر لزينة عيد الميلاد، فهي بدل أن تبتهج بقدوم العيد تقلب صور أقربائها في قطاع غزة الذين قتل الاحتلال عدداً منهم في الحرب المستمرة، تستذكر كل لحظاتها الجميلة حين كانوا في العام السابق يملئون بيتها ويدخلون السرور الى قلبها.

وقالت أم شادي عواد وهي مسيحية من غزة تسكن بيت لحم:"السنة مش سهلة يصير عيد واحنا اهلنا بغزة يتقتلوا، فعشان هيک اتکنسل کل شيء ولايوجد في بيتي شجرة عيد ميلاد ولاشي، مافيش نفس، لم يأمرني أحد، لکن مافيش نفس. فعشان هيک العيد مسألة يجي عندک حد يعيد عليک عادي بس مش اللي کنا نعملوا وقتوا وانروح علی المهد، لانعمل هذه الاشياء. هذا العيد محدش قدر يعمل هذا الشيء، مافيش نفس. انا اجي أعيد واحط هذول اولادي وهناک في ناس بتموت من قلة الاکل والجوع".

بقليل من الضيافة وعلى خجل استقبلتنا، وأخذت تسرد ما بدأت من حكايتها التي تتعدد فصولها بين من فقدت وبين الشوق لهم، في وقت أبت فيه أن تفرح.

وقالت أم شادي:"اول وحدة راحت بالقصف أختي کانت في الکنيسة، لأنهم کانوا يداروا من الحرب يروحوا علی الکنائس، في ناس راحوا علی کنيسة الروم في ناس راحوا علی اللاتين، فخواتي الثنتين راحوا لکنيسة الروم، انقصفت علی طول کنيسة الروم دايرکت مش حواليها عليها نفسها، فالثنتين وحدة من الخوات نزلت تحت الانقاض وبعد اربع ساعات انتشلوها، الثانية انکسرت رجلها وعملولها عملية بدون بنج. فأهلي کانوا کل عيد ميلاد طبعاً يحبوا يجوا لأنهم يروحوا علی کنيسة المهد وهنا الاحتفالات بعيد الميلاد معروفة أکثر، فلا توجد في غزة هيک احتفالات، لکن هذا العيد، منذ 6 أيام مش قادرة اتصل بالتليفون، هناک حرب، فکيف بدک تلاقي خط، حتی انني مش عارفة أخبارهم بالمرة ولا بعرف شو وضعهم مين ضل مين راح معرفش. رسالتي يوم العيد ان السلام يعم وين ما کان مش بس عندي بس بالذات غزة لأنها عندهم حرب ابادة".

ودعتنا من أمام حديقة منزلها لتشعرنا بأننا كنا سبباً في فرحها ولو للحظة.

مشهد الحزن في منزل ام شادي يتکرر في ساحة کنيسة المهد التي من المفترض ان تعج بعشرات الالاف من الزوار لکن الحال هناک، لافرحة مع قتل الابرياء.