هل تُعيد محكمة العدل الدولية الحياة لـ"العدالة" في غزة؟

هل تُعيد محكمة العدل الدولية الحياة لـ
السبت ١٣ يناير ٢٠٢٤ - ٠٧:٢٨ بتوقيت غرينتش

يرى خبراء القانون ان مجرد نجاح جنوب أفريقيا في اقناع محكمة العدل الدولية بالنظر في الدعوى التي تتهم الكيان الاسرائيلي بارتكاب إبادة جماعية في حربها على قطاع غزة، تحت ضغط الراي العام العالمي، يعتبر انتصارا سياسيا كبيرا، ضد كيان لم يمتثل امام اي محمكة دولية رغم تاريخه القائم على الاحتلال والارهاب والابادات الجماعية والتهجير والقتل والتعذيب.

العالمالخبر واعرابه

-رغم ان احكام محكمة العدل الدّولية مُلزمة للأطراف، لكن المحكمة لا تملك بنفسها سلطة تنفيذ أحكامها، لذلك على جنوب افريقيا في حال تم ادانة الكيان الاسرائيلي ان تتوجه الى مجلس الأمن الدولي، بوصفه جهاز إنفاذ قرارات الأمم المتحدة لإصدار قرار بتنفيذ حكم محكمة العدل الدولية، لكن من الصعب استحصال مثل هذا القرار مع وجود الفيتو الامريكي، ولكن حتى في حال نقضت امريكا القرار، الا ان الكيان الاسرائيلي وكذلك امريكا، سيكونان مدانان من وجهة نظر الراي العام العالمي، استناد إلى حكم أعلى جهة قضائية دولية، لتورطهما في جريمة الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في غزة.

-المعروف ان محكمة العدل الدولية لا تحاكم الاشخاص، بل سياسات الدول، الاعضاء في منظمة الامم المتحدة، لذلك سيكون لحكمها تأثير سياسي كبير، ليس على الكيان الاسرائيلي ، بل على الدول التي دعمته وشجعته على ارتكاب الابادة الجماعية في غزة، لذلك لا يستبعد بعض الخبراء ان تقوم بعض الدول المتورطة في جريمة الابادة الجماعية في غزة وعلى راسها امريكا والدول الغربية، بمحاولات للحيلولة دون إدانة الكيان الاسرائيلي.

-يرى خبراء القانون ان هناك عناصر عدة من شأنها أن تؤثر على كل قاض عند اتخاذه قرارا بشأن دعوى جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية، واكثرها تأثيرا، الضغوطات التي ستمارسها اللوبيات الصهيونية لعدم صدور حكم ضد الكيان الاسرائيلي، وهذه الضغوطات ستمارس على مستوى الحكومات المختلفة تجاه القضاة التابعين لها في المحكمة.

-يعتمد هؤلاء الخبراء في موقفهم هذا ، على الاداء الضعيف لفريق دفاع الكيان الإسرائيلي أمام المحكمة الدولية، حيث كانت مرافعتهم ضعيفة للغاية وبها ثغرات كبرى، امام الادلة والحجج والوثائق القوية التي قدمها الفريق القانوني لجنوب افريقيا، والذي تشير جميع التوقعات، ان يكون حكم المحكمة لصالح جنوب افريقيا، في حال تحرر القضاة من الضغوط المتوقعة من قبل حكوماتهم التي كانت ومازالت من الداعمين لجرائم الكيان الاسرائيلي في غزة.

-اكبر ضربة يمكن ان توجه للكيان الاسرائيلي وشريكته في الجريمة امريكا، بعد ادانتهما بارتكاب جريمة الابادة الجماعية، هي ان تأمر محمكة العدل الدولية، الكيان الاسرائيلي بإتخاذ إجراءات مؤقتة، وفي مقدمتها وقف العدوان على غزة، ومنعه من مواصلة الابادة الجماعية، وهذا الامر في حال وقوعه سيعطي املا لشعوب العالم، بأن العدالة لم تمت، وان هناك اناس مازالوا يتمردون على اللوبيات الصهيونية، والضغوطات السياسية ،والهيمنة الامريكية، لذا ليس امامنا من خيار الا ان ننتظر، والايام القليلة القادمة ستخبرنا ان كانت العدالة مازالت تتنفس.