فيديو خاص...

ديبلوماسي ياباني: قدمنا 75 مليون دولار لقطاع غزة، اين ذهبت؟!

الأحد ٢٨ يناير ٢٠٢٤ - ٠٢:١٣ بتوقيت غرينتش

حذر دبلوماسي ياباني رفيع من خطورة تداعيات استمرار العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة على سوق الطاقة وامدادتها، ودعا الى تحسين الوضع الانساني في قطاع غزة وانهاء الحرب، معتبرا ان ايران بلد مهم ويمكن ان تلعب دورا مهما في هذا المجال.

العالم - خاص بالعالم

وقال السفير الياباني في طهران تسوكادا تاماكي في لقاء خاص لقناة العالم الاخبارية: لقد فوجئت للغاية عندما أتيت إلى طهران بالحياة الاقتصادية والاجتماعية في إيران، فقبل دخولي إيران كان لدي انطباع بأنني سأجد الناس هنا ضائعين ومكتئبين بسبب العقوبات الاقتصادية. لكن في الواقع، عندما رايت المدينة وجدت هناك الكثير من الطاقة والنشاط والتنقل والديناميكية، والناس مفعمون بالحيوية للغاية.

واضاف تاماكي: إذا ذهبت إلى مقهى أنيق وحديث للغاية، فستجد كل شيء مصمما بطريقة رائعة، ديكورات بنفس مستوى الدول الاخرى أخرى من العالم، معتبرا ان الامر الثالث الذي فاجئه في ايران هو مستوى العلاقات الإنسانية والتواصل وثقافة مجاملة مهذبة للغاية. كان كل شيء مختلفاً تماماً عما كنت أتخيله قبل دخول إيران.

فيما يتعلق بالعلاقات الاقتصادية في اليابان وإيران قال هذا الديبلوماسي الياباني الرفيع: لسوء الحظ، بسبب العقوبات وأسباب اخرى، فإن العلاقات عند مستوى منخفض جدا، لكن عددًا من الشركات اليابانية البارزة جدًا تمارس أعمالًا تجارية في إيران، خاصة في مجال الخدمات الطبية والصحة، بالطبع، قد يتم يكون هناك نشاط اقتصادي على مستوى أقل في الوقت الحالي، لكن عددًا من الشركات تتطلع أيضًا إلى المستقبل وتواصل وجودها في إيران، والجميع يعلم أن هناك إمكانات هائلة في إيران.

واعتبر ان إيران تتمتع بقاعدة صناعية قوية للغاية، والعديد من رجال الأعمال والموارد البشرية المتعلمة، وهناك أيضًا تاريخ طويل جدًا من التنمية الاقتصادية بين إيران واليابان، وستكون هناك إمكانات هائلة في المستقبل، مشيرا الى وجود حاجة ضرورية لإزالة العقبات امام التجارة لتطوير بيئة الاستثمار في إيران.

وحول العلاقات الثقافية والاجتماعية لبلاده مع ايران ونشاطات سفارة بلاده في طهران في هذا المجال قال السفير الياباني في طهران تسوكادا تاماكي: في المجال الثقافي، هناك ثلاث ركائز أساسية، هي وسائل التواصل الاجتماعي والفعاليات الثقافية والرياضية والتعليم والتبادل الأكاديمي.

واوضح تاماكي: لدينا حساب على انستاغرام نشط للغاية ويحظى بشعبية كبيرة، بل هو الاكثر شعبية بين المجتمع الدبلوماسي، ولدينا معجبين متنورين ومثقفين للغاية على إنستغرام السفارة.

وتابع: وفي مجال الثقافة والرياضة، هناك جملة من الأنشطة، مثل الفنون الاستعراضية والمسرح والموسيقى والتصوير الفوتوغرافي والسينما وغيرها، ولدينا الرغبة في إقامة العديد من المعارض والعروض بشكل مستمر في طهران وفي جميع أنحاء البلاد.

واكد أن النقطة الأكثر أهمية هي أننا نحظى بشعبية كبيرة منذ فترة طويلة، وكذلك الشعور الإيجابي والدافئ للغاية للشعب الإيراني تجاه الشعب الياباني، وكذلك المحتوى والمواد والألعاب والثقافة والفنون اليابانية، وما الى ذلك، لذلك، أنا محظوظ جدًا بالتفاعل مع هؤلاء الأشخاص الطيبين والودودين.

وقال السفير الياباني في طهران تسوكادا تاماكي: بالمناسبة، لدينا قطعة فنية مهمة جدًا في السفارة، والتي صنعها خزاف ياباني يُدعى كوبي كاتو، وتعود إليه العديد من الأعمال الفخارية، خاصة الأعمال التي استخدمت لإحياء صناعة الفخار الإيراني القديم التي كانت منسية منذ قرون مضت، إلا أن السيد كوبي كاتو قام بإحياء هذه التقنية، وبعض أعماله معروضة الآن في متحف رضا عباسي في طهران.

واوضح السفير تاماكي: لدينا في السفارة اليابانية غرفة يابانية صغيرة ومكتبة مفتوحة للجمهور، ونستقبل الزوار الايرانيين فيها.

وشدد على عمق العلاقة بين البيابان وايران وقال: نحن نتحدث عن علاقة تقليدية طويلة الأمد، تقع إيران واليابان في الطرفين الغربي والشرقي لطريق الحرير الذي يمر عبر القارة الأوراسية، ونحن عضوان فريدان في المجموعة ونختلف عن الدول المجاورة من حيث الجنسية والخصائص الاجتماعية والسياسية. لذا، من وجهة نظري، يمكننا أن نكون شركاء طبيعيين.

وتابع: وعلى الرغم من خلافاتنا السياسية، فقد تم الحفاظ على علاقة سياسية قوية للغاية من خلال الحوار الوثيق الذي حددناه على جميع المستويات. على سبيل المثال، شهد العام الماضي حوارات سياسية رفيعة المستوى بين قادتنا، الرئيس السيد رئيسي ورئيس وزرائنا السيد كيشيدا، وعلى مستوى وزراء الخارجية ونواب وزراء الخارجية، لذلك، أعتقد أنه يمكننا التأكد من أن العلاقة السياسية القوية للغاية ستستمر. ويجب أن نعمق حوارنا.

واكد السفير الياباني في طهران تسوكادا تاماكي ان منطقة المحيطين الهندي والهادئ حرة ومفتوحة، وهي المنطقة التي نحتاج إلى إجراء محادثة أعمق حولها، وهذا هو في الواقع المفهوم الأساسي والمثالي لسياستنا الخارجية.

وقال تاماكي: إنشاء منطقة المحيطين الهندي والهادئ حرة ومستقرة ضروري لحماية النظام الدولي وتعزيز السلام والازدهار في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، التي تتمتع بالرخاء والازدهار منذ عقود، وهذا يشمل سيادة القانون والتجارة الحرة وحرية الملاحة، وعدم الضغط لتغيير الحدود.

وتابع: في البداية، لم نكن عضوا رئيسيا في الاتفاق النووي، لكننا دعمنا باستمرار جهود خطة العمل الشاملة المشتركة، وقدمت اليابان التدريب على السلامة والحماية النووية لوكالة الطاقة الذرية الإيرانية باعتبارها دولة عانت من كارثة الأسلحة النووية منذ عقود مضت.

واضاف: نحن نؤمن بشكل أساسي بأهمية الالتزام بنظام معاهدة منع الانتشار النووي، لأن هذا هو السبيل الوحيد لمنع التكرار غير الحكيم لاستخدام أسلحة الدمار الشامل، أو الأسلحة النووية، بالطبع، لم تعد الولايات المتحدة عضوًا في الاتفاق النووي وقد انسحبت من خطة العمل الشاملة المشتركة، لكننا نعتقد بأن التعاون البناء مع الوكالة لتنفيذ البيان المشترك الذي اتفقت عليه إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية هو مسؤولية كبيرة وتتماشى مع المصالح الحيوية لإيران.

وحول العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة قال السفير الياباني في طهران تسوكادا تاماكي: من المحزن حقا أن نرى المأساة التي تحدث في غزة، والوضع يزداد سوءا، ونشعر بقلق عميق إزاء ذلك، خاصة في ظل تزايد الضحايا المدنيين ومعاناة الفئات الضعيفة، من الأطفال والنساء وكبار السن.

واوضح تاماكي: كما ندعو كافة الأطراف إلى التحرك بما يتوافق مع القانون الدولي والحد من تدهور الوضع، وتحقيق الاستقرار كخطوة أولى، وتحسين الوضع الإنساني على الأرض، كما طلبنا من إسرائيل التصرف وفقًا للقانون الإنساني الدولي، وفي الواقع، قدمت اليابان بالفعل 10 ملايين دولار أمريكي كمساعدات طارئة و65 مليون دولار أمريكي كمساعدات إنسانية.

وحذر السفير الياباني في طهران تسوكادا تاماكي من أن إطالة أمد الحرب سيكون لها تأثير سلبي خطير على سوق الطاقة حيث تعتبر هذه المنطقة مصدرا كبيرا للطاقة، وتقع في منتصف ممر عبور مهم للطاقة، أقصد الشرق الأوسط وبقية العالم بما في ذلك إيران واليابان، لذا نأمل أن تقود إيران، باعتبارها قوة إقليمية، هذا الأمر، وأن تستخدم نفوذها لوقف هذه الهجمات.