بعد الفيتو الأمريكي.. من يقف وراء حملة الإبادة الجماعية في غزة؟

بعد الفيتو الأمريكي.. من يقف وراء حملة الإبادة الجماعية في غزة؟
الأربعاء ٢١ فبراير ٢٠٢٤ - ٠٩:٢٩ بتوقيت غرينتش

إستخدمت امريكا يوم امس الثلاثاء، الفيتو مرة أخرى ضد مشروع قرار جزائري في مجلس الأمن الدولي، مما عرقل المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في غزة، وحظي القرار بتأييد 13 دولة عضوا في المجلس مع امتناع بريطانيا عن التصويت.

العالم الخبر و إعرابه

-الأغرب من الفيتو الامريكي، الذي استخدمته امريكا للمرة الثالثة لمنع اي محاولة لوقف الابادة الجماعية في غزة، هو السبب الذي يقف وراءه، حيث بررت المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، الفيتو بالقول:"إن طرح هذا القرار في هذا الوقت ليس مناسبا لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار. نعمل على اتفاق لإطلاق سراح الرهائن".

-كان واضحا من تبرير الادارة الامريكية للفيتو الاخير، انها ترفض المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار، لانها وضعت اهدافا لحملة الابادة التي تشنها الى جانب "اسرائيل" ضد غزة، ومن بينها القضاء على حماس وتهجير الفلسطينيين من غزة، وهو ما لم يتضمنه القرار الجزائري، الذي رفض التهجير القسري للفلسطينيين وطالب بوضع حد لهذا الانتهاك للقانون الدولي، وإطلاق سراح جميع الأسرى، كما يطالب بالتنفيذ الكامل لقرارين اعتمدا في مجلس الأمن مسبقا وينصان على وجوب حماية الأطفال في النزاعات المسلحة وزيادة إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

-حديث الادارة الامريكية عن ان "القرار الجزائري سيفشل المفاوضات الجارية"، لم يكن مقنعا حتى لحلفاء امريكا مثل فرنسا، فالجميع يعلم ان الادارة الامريكية تعمل على منح العمليات العسكرية لقوات الاحتلال المزيد من الوقت، وحماية زعماء الكيان من المحاسبة، ففي حال تمت محاسبة زعماء الكيان، فهذه المحاسبة ستشمل اعضاء الادارة الامريكية، لدورها المخزي في التعامل مع المجازر الوحشية التي يشهدها قطاع غزة وهي مجازر تجاوزت كل المجازر التي ارتكبت بعد الحرب العالمية الثانية، فهذه الادارة وقفت ضد الارادة الدولية، وحولت مجلس الامن والمنظمة الدولية الى إلعُوبة، بعد ان استخدمت الفيتو للمرة الثالثة منذ بدء العدوان على قطاع غزة في أكتوبر الماضي ومنعت في ديسمبر الماضي مشروع قرار إماراتي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة لاسباب انسانية كما كانت منعت في اكتوبر الماضي مشروع قرار برازيلي يدعو الاحتلال الإسرائيلي إلى سحب الأمر الصادر لسكان غزة بالانتقال إلى جنوب القطاع.

-الادارة الامريكية، ومن خلال دعمها المباشر، على الصعيدين العسكري والسياسي، للمحتل الاسرائيلي، وضعت نفسها امام الراي العام العالمي، كقوة غاشمة لا تعير اهمية لا للمنظمات الدولية ولا القانون الدولي ولا الراي العام العالمي ولا للقيم الانسانية والاخلاقية، وكشفت وهو الاهم من كل ما سبق، عن الوجه القبيح والحقيقي لامريكا، التي تدعي انها زعيمة "العالم الحر" و انها "المسؤولة عن نشر الديمقراطية في العالم"، وانها "الراعية والداعمة للانسان وحقوقه"، و..، وهي مزاعم من اجلها احتلت وغزت دولا وقتلت الملاييين من البشر.

-عندما يصل الوضع الانساني في غزة حدا، يدفع المندوب الفرنسي لدى الامم المتحدة، نيكولاس دي ريفيير، للاعراب عن أسفه لاستخدام امريكا الفيتو لوقف "الكارثة في غزة"، والقول أن "الخسائر البشرية والوضع الإنساني في غزة لا يطاق ويجب أن تنتهي العمليات الإسرائيلية"، فاعلم ان امريكا هي التي تدير حملة الابادة في غزة، وان نتنياهو وعصابته ليسوا سوى ادوات بيد امريكا، وان قرار اليمن والمقاومة في لبنان والعراق، في ضرب القواعد الامريكية، والاساطيل الامريكية في المنطقة، كان قرارا صائبا، لانها تعلم انها تضرب راس الافعى، وليس ذنبها المتمثل بـ"اسرائيل".