فريدمان: لم تعرف "إسرائيل" حكومة أكثر بلادة من الحالية

فريدمان: لم تعرف
الإثنين ١٩ سبتمبر ٢٠١١ - ٠١:٤٩ بتوقيت غرينتش

من قال إن نتنياهو لا يمتلك استراتيجية؟ إن استراتيجية "قف ولاتفعل شيئا" قد أوصلت "إسرائيل" إلى أسوأ وضع على الساحة الدولية.

بهذه الخلاصة افتتح الكاتب الأميركي توماس فريدمان مقالته المنشورة الأحد في صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.

وأضاف فريدمان: لم أكن قلقا يوماً حول مستقبل "إسرائيل" في المنطقة كما أنا اليوم، حيث إن حكومتها التي تعتبر الأكثر بلادة وتفاهه من الناحية الدبلوماسية والأقل مهنية استراتيجياً أصبحت عاجزة دبلوماسياً وغير كفء مما أدى إلى انهيار الركائز الأساسية لأمن "إسرائيل" مثل السلام مع مصر والاستقرار في سوريا والصداقة مع تركيا والأردن إضافة إلى القضية الفلسطينية التي تشغل بال العالم.

وأکد: بالرغم من أن "إسرائيل" ليست المتسببة فى إسقاط الرئيس المصري السابق حسني مبارك أو مسؤولة عن الانتفاضة فى سوريا ولم تكن أيضا تسعى للقيادة الإقليمية مع تركيا وكسر الحركة الوطنية الفلسطينية بين الضفة الغربية وقطاع غزة لكن المسؤول عن فشل طرح استراتيجيات جديدة تحمي إسرائيل هو رئيس الوزراء الإسرائيلى "بنيامين نتنياهو".

وتابع فريدمان قائلا: إنهارت جهود سنوات طويلة لدمج إسرائيل باعتبارها جارة مقبولة في الشرق الأوسط هذا الأسبوع قبل ذهاب فلسطين للأمم المتحدة؛ هذا بالإضافة إلى طرد السفراء الإسرائيليين من أنقرة والقاهرة وإخلاء السفارة من العاملين في عمان والإغلاق المتزايد لسفارات تل أبيب في المنطقة، وذلك بعد أن أظهر نتنياهو السلبية المطلقة فى مواجهة التغيرات الهائلة فى المنطقة.
وتساءل فريدمان: ماذا يمكن أن تفعل "إسرائيل" بعد أن قررت السلطة الفلسطينية الذهاب للأمم المتحدة للاعتراف بها كدولة سيادية تقف على حدود 4 يونيو 1967، فينبغي لإسرائيل أن تضع إما خطة السلام الخاصة بها أو تحاول إعادة تشكيل الدبلوماسية في الأمم المتحدة.

وقد اقترح فريدمان أن يسلك الکيان الإسرائيلي والولايات المتحدة هذه الطرق: أولا أن تسعى أميركا لنزع فتيل الأزمة في القضية الفلسطينية وعليها أن لا تعترض أثناء التصويت على الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

وأضاف: عليها الاعتذار لتركيا بعد قتلها للمدنيين في 2010، حتى تتلاشى أخطاءها وتقنع الأتراك بعدم رفع أية دعاوى قضائية أمام القانون الدولي؛ وبالنسبة لمصر أعتقد أن تسلك إسرائيل سلوك جديد تجاه مصر وتضع خريطة للسلام الحقيقى على الطاولة.

وخلص: للأسف، فإن "إسرائيل" اليوم لا تملك الزعيم أو خزانة للدبلوماسية الخفية و الأمل الوحيد للشعب الإسرائيلي أن تعترف حكومته بهذه الأخطاء حتى لا تغرق إسرائيل في العزلة العالمية وتسحب أميركا معها.