"انهيار اركان امن اسرائيل"

الثلاثاء ٢٠ سبتمبر ٢٠١١ - ١٢:١٣ بتوقيت غرينتش

عبر الكاتب الاميركي اليهودي المعروف توماس فريدمان في مقال نشره في جريدة "نيويورك تايمز"، عن قلقه البالغ على مستقبل الكيان الاسرائيلي بعد انهيار الاركان الرئيسة لامنه.

وكتب فريدمان ان انهيار الاركان الرئيسية لـ"امن اسرائيل" والمتمثلة بـ"السلام مع مصر والاستقرار في سورية والصداقة مع تركيا والاردن"، الى جانب وجود حكومة لم يشهدها الكيان الاسرائيلي من قبل، من ناحية الانغلاق الدبلوماسي وغياب المهنية في المستوى الاستراتيجي، يجعل الكيان الاسرائيلي في وضع خطير جدا.

الامور جعلت الادارة الاميركية، تتافف من القيادة الاسرائيلية التي حولتها الى رهينة ومحامي دفاع عنها في الامم المتحدة، رغما عنها، حتى عندما تعرف ان "اسرائيل تمارس سياسة تتناقض مع مصالحها هي ومع مصالح الولايات المتحدة الاميركية".

ويقول فريدمان يقول ان "اسرائيل غير متهمة باسقاط حسني مبارك والانتفاضة في سوريا او بقرار تركيا بانتزاع قائدة اقليمية، او بالانقسام في الحركة الوطنية الفلسطينية بين الضفة وغزة، ولكن رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو، تقع عليه مسؤولية عدم وضع استراتيجية تستجيب لكل هذه التحديات، بشكل يصون مصالح اسرائيل بعيدة المدى".

ويواصل فريدمان ساخرا، عمليا، نتنياهو يملك استراتيجية، هي استراتيجية لا تفعل شيئا، لا تفعل شيئا مع الفلسطينيين والاتراك الذين يطالبونه بالذهاب ضد قاعدته السياسية، المساومة على الايديولوجية او المس بعضو اساسي في الائتلاف الحكومي افيغدور ليبرمان. الخطوة التالية في استراتيجيته، يقول فريدمان هي الطلب من الولايات المتحدة وقف مشروع الذرة الايراني ومساعدة "اسرائيل" في كل وضع تحتاج فيه الى المساعدة ولكن بعد التاكد ان اوباما لا يطلب شيئا بالمقابل مثل تجميد الاستيطان، هي استراتيجية تحرك اللوبي اليهودي لانزال ضربة مطرقة على راس كل انسان في الادارة او الكونغرس يقول ان نتنياهو يرتكب اخطاء ايضا وليس اوباما فقط، هذه هي استراتيجية نتنياهو.

طرد السفيرين الاسرائيليين من القاهرة وانقرة واخلاء طاقم السفارة الاسرائيلية في عمان، يعني انهيار جهد سنوات طويلة من محاولة اندماج اسرائيل كجارة مقبولة في المنطقة، على حد ما كتب الوف بن، يقول فريدمان، الذي يضيف، ان "المنطقة تلفظ من داخلها دولة اليهود التي تتمترس عميقا داخل جدرانها المحصنة، تحت قيادة حكومة ترفض كل تغيير او تحرك او اصلاح".

اليوم تحارب اميركا من اجل ايجاد حل للازمة التي ادخلتها بها حكومة "اسرائيل"، دون الاضطرار الى اتخاذ قرار بالفيتو، على اقتراح اقامة دولة فلسطينية، وهو القرار الكارثي بالنسبة لها في العالم العربي الذي يسير بخطوات حثيثة نحو اقامة سلطة الشعب. يقول فريدمان، الذي يرى ان "اسرائيل لا توفر لاوباما اية وسيلة للدفاع عنها، وانها امام خيارين اما التنازع مع الجميع او الاعتدال في التعامل مع الامور، دون الاستسلام، وذلك بواسطة مبادرات سلام يكون ظاهرها جديا يقبلها المنطق السوي الامر الذير سيساهم في تقليص عزلتها، ولانها لا تملك قيادة قادرة على السير بهذا الاتجاه"، يتمنى فريدمان، ان "الشعب في اسرائيل يصل الى هذا الاستنتاج قبل ان تتدهور عزلة اسرائيل العالمية اكثر من ذلك وتجر اميركا معها".

المحلل السياسي لصحيفة "هارتس" عكيفا الدار، رسم مشهدا سرياليا بريشة نتنياهو نفسه، عندما تحدث بلسان حاله الحقيقي امام الامم المتحدة، فقال على لسان نتنياهو، انه "حتى لو انتخب غلان باك رئيسا للولايات المتحدة لن يستطيع منع تحويل اسرائيل الى دولة جرباء معزولة، مثل نظام الابرتهايد في جنوب افريقيا، لذلك، فانه يتوجب علي نقل الكرة الى الملعب الفلسطيني رغم الثمن السياسي الذي سادفعه والوجبة التي تنتظرني في بيت ابي".

ويواصل الدار بلسان نتنياهو، اعربت امام اوباما عن استعدادي للانسحاب من 95% من اراضي الضفة الغربية ولكن لا تخافوا فقد قيدت هذا الاقتراح الثوري بشرطين، الاول هو موافقة الفلسطينيين على ان نتائج المفاوضات تكون بين دولة الشعب الفلسطيني وبين "دولة الشعب اليهودي"، والثاني ان يعني ذلك نهاية الصراع والتنازل عن حق العودة.

اعرف ان الامر هو بمثابة انتحار سياسي بالنسبة لابو مازن، لان "اي قائد فلسطيني لا يستطيع التنازل عن حق العودة والتنكر لمواطني اسرائيل الفلسطينيين، بالذات في وقت نقوم به باسكان يهود في كل جحر في الضفة الغربية والقدس"، يقول الدار بلسان نتنياهو، "لقد اخترت هذين الشرطين لانني اعرف ان العرب مثلنا مستعدون للموت من اجل قدسية دولتهم، فالى اللقاء في مسادا"، يقول نتنياهو بواسطة الدار.

*المنار