على الاميركيين اعادة النظر في سياساتهم الاقليمية والدولية

على الاميركيين اعادة النظر في سياساتهم الاقليمية والدولية
الأحد ٢٥ سبتمبر ٢٠١١ - ٠٩:٣١ بتوقيت غرينتش

دعا الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد قادة اميركا الى اعادة النظر في سياساتهم الاقليمية والدولية.

وأشار أحمدي نجاد في كلمة القاها أمام حشد من النخبة الاميركيين على هامش الدورة السادسة والستين للجمعية العامة للامم المتحدة، الى ان الازمات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية الراهنة في العالم ناجمة عن التمسك بالسياسات والنظريات الاحادية الجانب للنظام الراسمالي وعلى راسه الحكومات الاميركية والاوروبية.

وأضاف: ان هذه السياسات أثبتت انها لاتستطيع تلبية متطلبات الشعوب وينبغي تغييرها، لافتا النظر الى ان الظروف العالمية والافكار ووجهات النظر تغيرت، وان العالم يحتاج الى سياسات وعلاقات جديدة، لأن الاستمرار بالاوضاع السابقة أصبح أمرا لايمكن تحققه ولاتقبل به الشعوب فيما كانت حكومة او حكومات ما تستطيع ارساء نظام معين على الصعيد العالمي .

ووصف الاليات والاعمال الامنية والسياسية والاقتصادية السائدة في العالم بأنها لاتحمل الكفاءة ولاتستجيب للتطلعات، وان مجلس الامن الذي تاسس بالاليات الراهنة ربما استطاع خلال مرحلة قصيرة تحقيق نجاحات لكن هذه الاليات لايمكنها الاستجابة للمطالب وهناك حاجة الى هيكلية جديدة، وكذلك الامر بالنسبة لصندوق النقد الدولي والبنك العالمي اللذين يحملان هذه المواصفات ولايستطيعان ادارة شؤون الاقتصاد العالمي.

وأكد حاجة العالم الى نظريات جديدة ينبغي ان تقوم على المبادئ الانسانية المشتركة، اي احترام كافة الشعوب والحرية والعدالة وعلى الجميع التضامن والتكاتف لتجاوز المرحلة الراهنة وبلوغ مرحلة افضل واسمى والتي تقتضي احترام حقوق الاخرين بصدق واتخاذ خطوات في هذا الاتجاه .

وتحدث عن ان مستقبلا طيبا للغاية ينتظر الاقتصاد الايراني وان وتيرة دخول الاستثمارات الاجنبية الى ايران ارتفعت اضافة الى ان اقتصادها حقق الاكتفاء الذاتي نسبيا، وان ايران تسد حاجتها من السلع بالاعتماد على منتجاتها المصنعة محليا.

وردا على سؤال أحد النخبة حول النمو الاقتصادي الايراني قال: ان الاقتصاد الايراني اتخذ مسارا تصاعديا في نموه وان انتاج السيارات والاسمنت والنحاس والالمنيوم والصلب وكذلك بناء المساكن ازدادت بنسبة الضعف مايعني ان اقتصاد ايران يحقق نموا صعوديا رفيعا .

ونوه أحمدي نجاد الى ان سوء العلاقات بين ايران من جهة وبعض البلدان الاوروبية واميركا تمتد جذوره في الماضي ، وان الحكومة البريطانية حضرت الى ايران منذ أكثر من مئة عام واستخرجت النفط الايراني واستفادت منه نحو 40 عاما دون ان تدفع أثمانا لافتة ووضعت النظام الحكومي تحت نفوذها تقريبا.

وأوضح  انه خلال الحرب العالمية الثانية سميت ايران جسر النصر لكن كافة الفوائد والارباح الناجمة عن هذا النصر خصصت للبلدان الثلاثة المنتصرة في هذه الحرب ولم يتبق لايران سوي الفقر والحرمان.

ولفت الى ان الثورة التي قادها الامام الخميني (رض) طلب الشعب الايراني فيها الحرية وحق الانتخاب، لكن الحكومة الاميركية والحكومات الاوروبية وقفوا امام ايران ودعموا صدام خلال حرب السنوات الثماني ومن ثم فرضوا العقوبات والضغوط على ايران .

وأعرب احمدي نجاد عن دهشته لان بعض الساسة الاميركيين يتصورون انه بالامكان الغاء ايران من الموازنات العالمية، فيما بلغ العالم اليوم مرتبة لايمكنه فيها الغاء دور البلدان الافريقية والصغيرة للغاية .

وأكد على ضرورة ان يدار العالم بمشاركة جماعية وقد انتهت عهود الاوامر والطاعة العمياء .

ولفت الى ضرورة انفاق تكاليف الغزو الذي تقوم به الحكومة الاميركية على تحسين اوضاع الشعب الاميركي وان الجمهورية الاسلامية الايرانية أعربت على الدوام عن التعاون واقامة علاقات صادقة في أطر الاحترام والعدل .

وأشار الى ان الدول الغربية فرضت العقوبات على ايران لكن اقتصادياتها اليوم تعاني من الازمة ومن البديهي ان ايران لاترحب بالحظر والعقوبات، فيما ينبغي للجميع أن يدركوا انه لايمكنهم اسقاط ايران او المجيء بنظام يرضي الاستكبار العالمي.

واعتبر أحمدي نجاد الخليج الفارسي من المناطق الرئيسية للطاقة في العالم، مشددا على ضرورة ارساء الامن في المنطقة، وأن بلدان المنطقة تستطيع ارساء الامن بصورة كاملة دون أي تدخل من الاخرين ومما لاشك فيه فان ايران تضطلع بدور ناشط في هذا السياق.

?