مظاهرات حاشدة في اغلب المدن المغربية...

مظاهرات حاشدة في اغلب المدن المغربية...
الثلاثاء ٢٧ سبتمبر ٢٠١١ - ٠٩:٠٠ بتوقيت غرينتش

نجحت حركة 20 فبراير في ضبط الشعارات التي رفعت في عشرات المظاهرات التي خرجت في مختلف المدن المغربية مساء اول امس الاحد ولم يتسن لرافعي شعارات تصعيدية بالاستمرار في ترديدها لتحافظ الحركة على سقفها الذي حددته مكوناتها بـ نضال مستمر من أجل إسقاط الإستبداد والفساد .

وردد الاف المتظاهرين في الرباط والدار البيضاء وطنجة ومراكش وفاس وغيرها من المدن والبلدات المغربية شعارات تعبر عن مطامح الشعب المغربي في إفراز مؤسسات ديمقراطية وشعبية وتندد بارتفاع الأسعار وتدني الأجور وارتفاع مؤشر البطالة خصوصا وسط الفئة النشيطة وتدني الخدمات العمومية من صحة وتعليم وبنية تحتية تعكس الفشل في تدبير الشأن العام الذي يجد أساسه في البنية الانتخابية الفاسدة .

ورفع متظاهرون لوقت قصير شعار ارحل وشعار الشعب يريد اسقاط النظام قبل تدخل متظاهرين اخرين للعودة الى شعار الشعب يريد اسقاط الفساد والاستبداد .

ويعود الاختلاف حول سقف الشعارات الى اختلاف مكونات المحتجين بين اصوليين متشددين ويساريين راديكاليين من جهة ويسار معتدل من جهة اخرى حيث سجل حضور كل أطياف المجتمع بمختلف أعمارهم، إلى جانب الأطراف السياسية التي دأبت على الخروج في مسيرات 20 فبراير (الإسلاميون، اليسار والأمازيغ).

حركة 20 فبراير في مدينة طنجة واصلت في تظاهرات الاحد تقدمها على بقية المدن من حيث كثافة حشود المحتجين الذين قدرتهم الحركة بعشرات الالوف الذين تجمعوا في ساحة التغيير بالحي الشعبي بني مكادة، رغم احكام قوات الأمن سيطرتها على كل منافذ الساحة، في الوقت الذي بدأت فيه جموع المواطنين الذين لبوا نداء التنسيقية الداعمة لحركة 20 فبراير ونداء الشباب الذي دعا السكان إلى المشاركة الفاعلة والمسئولة في الموعد الاحتجاجي دون أي احتكاك بين المحتجين وقوات الامن.

ورفعت خلال التظاهرة التي جالت في المدينة شعارات المسكين ديما مجييف، فكل شهر كيتسلف ، خرجنا واحتاجينا من بني مكادة جينا، الحكرة الملينا والمخزن طاغي علينا ، اللهم هذا منكر ويا المخزن الحكار وشعارات تدعو إلى مقاطعة الانتخابات الانتخابات مشات وجات والحالة هي هي . و الانتخابات علي وعليك مسرحية .

وتلي في ختام التظاهر بيان باسم تنسيقية طنجة لحركة 20 فبراير ان الحركة تجد نفسها في قلب الصراع في ظل استمرار تعنت النظام ورفضه الاستجابة للمطالب الديمقراطية من خلال إصراره على نهج طريق فرض الدساتير الممنوحة اللاشعبية وعزمه على تنظيم انتخابات تشريعية لا تختلف في جوهرها عن سابقاتها، ما دامت لا تؤسس لمؤسسة تشريعية مستقلة ولمبدأ فصل السلط. في ظل الواقع الذي يعيشه المغرب من خلال تردي الأوضاع السياسية، الاقتصادية والاجتماعية، حيث فشل لسياسات الدولة في تدبير الملفات الاجتماعية والاقتصادية، نتج عنه وصول مجموعة من المؤسسات إلى الإفلاس والباب المسدود.

واكدت الحركة في بيانها عزمها الاستمرار في نضالاتها حتى تحقيق مطالب الشعب المغربي العادلة والمشروعة وإدانتها للاعتقالات والمتابعات وكل أشكال الترهيب والبلطجية التي تطال نشطاء ومناضلي الحركة وللحملات المأجورة التي تستهدف الحركة والقوى الداعمة لها.

وجددت الحركة إدانتها للنهب المستمر والمكشوف للمال العام من أراضي، رمال، غابات، ثروات بحرية التي تطال مدينة طنجة وبتواطؤ مع السلطات المحلية وطالبت بالكشف عن الحقيقة كاملة في ملف شهداء الحركة وتقديم المسؤولين للعدالة ورحيل الشركات الاستعمارية: أمانديس، تكميد، أوطاسا ومحاسبة المسؤولين عن التدبير.

واعلنت تضامنها ودعمها المطلق واللامشروط لنضالات الشعوب التواقة للتحرر من الإستبداد والديكتاتوريات (اليمن، الأردن، الجزائر، البحرين واليونان).

وشهدت مدينة مراكش ولاول مرة منذ عدة اسابيع مسيرة احتجاجية في اطار حركة 20 فبراير مزجت شعاراتها السياسي بالإقتصادي بالإجتماعي بالثقافي مع حضور نسائي مكثف رفعن يافطة النساء والرجال في النضال بحال بحال .

ورفعت خلال مسيرة مراكش شعارات الشعب يريد إسقاط الفساد ، علاش جينا واحتجينا المعيشة غاليا علينا ، هذا مغرب الله كريم لاصحة لا تعليم و غير بيت أو كوزينة، والمعيشة غالية علينا ، تكاد تكاد ولا خوي البلاد وفي مدينة اسفي خرجت الحركة بمسيرتين ردد المشاركون في كليهما نفس الشعارات لا الفساد لا للاستبداد وعلى العهد سائرون الى تحقيق المراد وطالبوا بإطلاق سراح المعتقلين سواء منهم معتقلو الحركة المحليين أو نظراؤهم من باقي المدن.

وهيمنت القضايا الاجتماعية والاقتصادية خاصة قضايا البطالة وارتفاع الاسعار على جل المسيرات التي عرفتها المدن المغربية اول امس الاحد بعد تصاعد موجة الاحتجاجات الاجتماعية والمطلبية والعنف المستعمل احيانا ضد المحتجين.

وسجل حزب التقدم والاشتراكية (يسار مشارك بالحكومة) بقلق بالغ، تزايد وثيرة الاحتجاجات والتعبيرات المطلبية لفئات مختلفة من المواطنات والمواطنين في عدة مناطق من البلاد .

واعلن الحزب في بلاغ لديوانه السياسي ارسل ل القدس العربي عن تضامنه مع كل المطالب العادلة، المعبر عنها بطرق سلمية وحضارية في نطاق القانون ودعا السلطات العمومية المعنية وطنيا ومحليا إلى الاجتهاد من أجل التجاوب الفوري مع القضايا والمطالب المشروعة، والتقيد بضوابط دولة القانون والمؤسسات في التعامل مع هذه الحركات المطلبية.

وشدد الحزب على ضرورة اعتماد مقاربات جريئة تقوم على الحوار والإنصات وتكون قادرة على تقديم الأجوبة الملائمة لمعضلة التشغيل، ويجدد تضامنه مع الشباب العاطل من حاملي الشهادات ومطلبه المشروع في الشغل والكرامة.

* محمود معروف -القدس العربي