فرصة لمبادرة سياسية

فرصة لمبادرة سياسية
الأربعاء ٢٨ سبتمبر ٢٠١١ - ٠٥:٥٣ بتوقيت غرينتش

ما هو تأثير خطوة الاعتراف بدولة فلسطينية على واقع اسرائيل؟ وهل هناك امكانية لمبادرة سياسية تجسر الهوة ما بين الطرفين وتقودهما الى تسوية ما؟.

 الباحثان في معهد دراسات الامن القومي التابع لجامعة تل ابيب شالوم بروم وشمعون شتيرن يحللان تأثير هذه الخطوة بالقول ان  التوجه الفلسطيني الى الساحة الدولية خلق دينامية جديدة. ومن المتوقع بعد ان يرفض مجلس الامن الطلب الفلسطيني سواء لانه لم يحظ بالأغلبية أم بسبب الفيتو الاميركي، ان تناقش الجمعية العامة للامم المتحدة اقتراح قرار يقضي بالاعتراف بالدولة الفلسطينية كعضو مراقب، ومن المرجح ان يحظى هذا القرار بأغلبية كبيرة.

إن اتخاذ مثل هذا القرار في ظل الأزمة مع تركيا ومصر والتوتر مع الأردن سيزيد في عزلة  اسرائيل وفي الضغوط السياسية عليها. كذلك سيسمح القرار للدولة الفلسطينية بالانضمام الى المحاكم الدولية وتقديم دعاوى ضد السلوك الاسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، وضد شخضيات سياسية وعسكرية اسرائيلية بتهمة ارتكاب جرائم حرب، وخرق القوانين الدولية، الأمر الذي سيساهم في اتساع ما تسميه اسرائيل حملة نزع الشرعية عنها.

ثمة خطر من تزامن الجمود في المفاوضات مع الفسلطينيين والخطوات الفلسطينية في الامم المتحدة مع "الربيع العربي"،  إذ قد يتبين للجمهورين الفلسطيني والعربي بعد المساعي في الامم المتحدة ان شيئا لم يتغير، وأن الوضع في الضفة الغربية وقطاع غزة لا يزال على حاله. وسيطرح السؤال: كيف نحقق فكرة الدولة الفلسطينية بعد اعتراف الامم المتحدة بها؟.

 قد يقدم "الربيع العربي" الجواب الى الجمهور الفلسطيني، وذلك من خلال اللجوء الى التظاهرات الشعبية الكبيرة من اجل تحقيق هذا الهدف. ونظرا الى واقع المناطق ووجود جمهورين معاديين بعضهما لبعض، فإنه من الصعب بقاء هذه التظاهرات سلمية لوقت طويل. وسيعتبر المستوطنون والجنود الذين يقومون بحمايتهم ان هذه التظاهرات الموجهة ضدهم تشكل تهديدا لهم، وسيكون من الصعب السيطرة عليها عبر الوسائل التقليدية لتفريق التظاهرات، الامر الذي سيؤدي  الى اطلاق النار، والعودة الى دائرة العنف. ويمكن تخيل تأثير هذا العنف في الجماهير العربية والاسلامية، وفي صورة اسرائيل وفي العالم الغربي حيث تعاني من العزلة.

بعد القرارات الدولية في الموضوع الفلسطيني ستجد اسرائيل نفسها امام دولة فلسطينية معترف بها دوليا، وسيشكل ذلك فرصة للتوجه الى الطرف الفلسطيني من اجل الدخول في حوار معه من موقعه الجديد. وسيكون هذا الحوار بمثابة استئناف للمفاوضات السياسية بطريقة مختلفة.

وسواء دخلت اسرائيل في مفاوضات مع الفلسطينيين ام لم تدخل، فإن عليها ان  تمتنع من معاقبة الفلسطينيين من خلال وقف تحويل اموال الضرائب اليهم او عبر ضم الكتل الاستيطانية.

موقع "معهد دراسات الامن القومي التابع لجامعة تل ابيب" الالكتروني 

 شالوم بروم وشمعون شتيرن

27/9/2011

تصنيف :