وعلى الرغم من الطابع الإنمائي والخدماتي للانتخابات البلدية في لبنان فإنها شكلت ساحة سياسية بامتياز، توجهت فيها الاحزاب على مختلف توجهاتها لاختبار وتأكيد أحجامها الشعبية.
وتجري الانتخابات البلدية والاختيارية كل 6 سنوات، وبحسب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يضم لبنان 1059 بلدية تحتوى على 12741 عضوا.
وقد أجريت الانتخابات البلدية في لبنان في شهر مايو/ أيار عام 2025 على أربع جولات أسبوعية، وهي أول استحقاق انتخابي في عهد الرئيس جوزيف عون. كما أنها جاءت بعد حرب إسرائيلية مدمرة على البلاد.
وجرت الجولة الأولى في محافظة جبل لبنان في الرابع من شهر مايو/أيار ، وجرت الجولة الثانية في محافظتي شمال لبنان وعكار في الحادي عشر من شهر مايو/أيار ، فيما جرت الجولة الثالثة في محافظتي بيروت والبقاع في الثامن عشر من شهر مايو/أيار ، أما الجولة الرابعة والأخيرة فكانت في محافظتي النبطية والجنوب في الرابع والعشرين من الشهر.
ففي محافظة جبل لبنان ذات الأغلبية المسيحية والتي تضم أقليات درزية وسنية وشيعية، كان التنافس الانتخابي حادا في البلدات المسيحية ولا سيما بين التيار الوطني الحر المؤيد للمقاومة بالتحالف مع عائلات سياسية وبين القوات اللبنانية المناهضة للمقاومة في بعض المناطق.
وقد أثبت التيار الوطني الحر حضوره القوي وأنه لا يمكن لأي جهة أن تخرجه من جبل لبنان. وكان الانتصار الأكبر لحلفاء التيار الوطني الحر مثل عائلة المر بعد فوز مرشحها برئاسة اتحاد بلديات المتن، الركن الأساس في بلديات جبل لبنان.
وتبين من نتائج انتخابات مناطق عديدة في جبل لبنان أن الناخبين عبروا عبر الصناديق عن صدق وفائهم للنهج المقاوم.
قد فازت لوائح التنمية والمدعومة من الثنائي الوطني حزب الله وحركة أمل بالتعاون مع القوى الوطنية والعائلات في مختلف أقضية محافظة جبل لبنان، ولا سيما في الضاحية الجنوبية لبيروت إذ خاض الوطني الثنائي اختباره الانتخابي على أنقاض الدمار الذي أحدثه الإسرائيلي في حربه الأخيرة على لبنان.
أما الجولة الثانية من الانتخابات النيابية والانتخابية فقد جرت في محافظتي شمال وعكار وغلب عليها في عدد من المناطق الطابع العائلي بنكهة سياسية.
ففي مدينة طرابلس عاصمة لبنان الثانية خلا المجلس البلدي المؤلف من 24 عضوا من المسيحيين بسبب التجذيب خلال الاقتراع الذي حصل بينما فاز عضو واحد يمثل الطائفة العلوية.
وفي الخريطة التي أظهرتها الانتخابات البلدية شمالا ، ظهر أن القوات اللبنانية المناهضة للمقاومة فازت في العديد من المدن والبلدات في أقضية البتون والكورة، إما بشكل مفرد وإما بتحالف مع حزب الكتائب وحركة الاستقلال والحزب القومي السوري الاجتماعي، فيما تراجع حزب القوات اللبنانية في مدينة بشرّي بلدة رئيس الحزب سمير جعجع بعد أن اقترع نحو 40% من المدينة ضد خيار القوة. في وقت أثبت تيار المردة بزعامة النائب السابق سليمان فرنجية حليف الثنائي الوطني حزب الله وحركة أمل، حضوره القوي في مدينة زغرتا وجوارها.
المزيد من التفاصيل في الفيديو المرفق...