في زمن التحولات السريعة، تصبح الهوية آخر الحصون وأول الضحايا. في قراءة للمشهد الذي تمر به المنطقة العربية والإسلامية، نقرأ خلف الصراعات السياسية والعسكرية ما هو أعمق وأخطر: صراع على الهوية ومحاولات لتذويب الذاكرة الجماعية وفصل الإنسان عن جذوره ثقافيًا ودينيًا.
في قلب هذا المشهد، نستطيع أن نرصد مظاهر متسارعة من التفكك الرمزي، حيث تمس قداسة الرموز وتختزل القيم في استعراضات باهظة تحت شعار الانفتاح: مهرجانات، مواسم، مسلسلات، وأنشطة تحت مسميات مختلفة، فنية وترفيهية، لكنها في الأصل بعيدة كل البعد عن الأصالة والجذور الثقافية والدينية والاجتماعية.
وفي بلاد عُرفت بتنوعها الثقافي والديني، كسوريا ولبنان والعراق ودول المنطقة بشكل عام، تواجه الهوية أيضًا تهديدات مضافة، من التهجير، والتهميش، وعسكرة الخطاب، وتصويب على الأقليات، وإلغاء لهذه الأقليات، ما يجعل التعدد الذي كان يومًا مصدر غنى، ساحة صراع على هوية ممزقة.
ما هي هذه التحديات؟ ومن يقف خلفها؟ هل نحن أمام تغير طبيعي أم تفكيك ممنهج؟ كيف تغيرت القيم الثقافية لدى الأجيال الجديدة؟ وما هو دور الشباب في حماية الإرث الروحي والمعرفي في ظل طوفان العولمة الثقافية والدينية والتقنية؟
في مواجهة هذه الرياح، ما هي السبل الواقعية والمجتمعية للدفاع عن الهوية؟ كيف نعيد إحياء الوعي، لا عبر العزلة، بل عبر تجذير الأصالة وسط العصرنة؟
ويناقش برنامج نوافذ في هذه الحلقة هذه الإشكاليات عبر استضافة كل من د. طلال عتريس، أستاذ الاجتماع في الجامعة اللبنانية، ونجوى أزهار، خبيرة التنمية المستدامة في الجامعة الأمريكية وأيضًا في اتحاد الغرف العربية، ومجتبى مرتضى، مدير كلية الحقوق والعلوم السياسية في الجامعة اللبنانية.
المزيد من التفاصيل في سياق الفيديو المرفق..