يعيش المزارعون في الضفة الغربية مزيجاً من التعب والضغط النفسي. هنا في السوق المركزي جنوبي جنين، تتجلى ملامح المعاناة اليومية التي يرزح تحتها المزارع الفلسطيني في ظل واقع سياسي واقتصادي خانق.
وقال رمزي زيود وهو مهندس زراعي:"بعد السابع من أكتوبر والأحداث التي حدثت، اتجهت غالبية الناس إلى موضوع الزراعة وإنشاء البيوت البلاستيكية وزراعة الأراضي المكشوفة بسبب البطالة التي نشأت بعد تلك الأحداث. نتيجة لذلك، أصبحت الكميات المنتجة أضعاف حاجة السوق، مما أدى إلى تكدس كبير في البضائع داخل الأسواق وانخفاض في الأسعار. المزارع هو الخاسر الأكبر في هذا الوضع."
إجراءات الاحتلال الإسرائيلي المتمثلة في الحواجز العسكرية والإغلاقات المتكررة تتسبب بخسائر فادحة للمزارعين الذين يعجزون عن نقل محاصيلهم إلى الأسواق في المدن الأخرى.
وقال جهاد أبو سرور وهو محاسب في السوق المركزي:"معظم البضائع تتجه إلى أسواق رام الله وأسواق الداخل، حيث ينتجها المزارعون بجودة عالية، لكن عندما تصل البضائع وتنتظر على الحواجز ست إلى ثماني ساعات، يؤدي ذلك إلى إتلافها. وبالتالي، يقوم معظم التجار من الخارج ومن الداخل بإرجاع البضائع ولا يمكنهم دفع ثمنها بالسعر المطلوب".
شاهد أيضا.. الاحتلال يخطط لإفراغ غزة من سكانها الأصليين بالقوة
وقال خليل شمروخ وهو مزارع وتاجر:"الطرق الطويلة والحر الشديد يؤديان إلى هلاك البضائع داخل الشاحنات نظراً لساعات الانتظار الطويلة على الحواجز".
بحسب الإحصاء الفلسطيني، يواجه ما يقارب 60% من المزارعين في الضفة الغربية تحديات في تسويق منتجاتهم.
إذن، هي حرب اقتصادية تستهدف القطاع الزراعي، تُضاف إلى الحروب التي يشنها الاحتلال في كل فلسطين، مما يضيف على المزارع الفلسطيني عبء البقاء في أرضه ومهمة الصمود.
هندسة المعاناة لا تقتصر على مخيمات شمال الضفة الغربية. الاحتلال الإسرائيلي يعمل على هندسة معاناة الفلسطيني أينما كان.
المزارع الفلسطيني يعاني من ظروف صعبة وتحديات قاسية بفعل الاحتلال الإسرائيلي، ولكنه يصر على مواجهة هذا الاحتلال بالزراعة كما يواجهه بالسلاح.
التفاصيل في الفيديو المرفق ...