ثم فضح الأمر أكثر عندما أصر غروسي على استئناف مفتشي الوكالة لعملهم في إيران إبان إعلان وقف إطلاق النار بعد إلحاح شديد من الكيان الذي تهاوى تحت ضربات الصواريخ الفرط صوتية الإيرانية.
هذا الإصرار كشف المستور بحسب عديد المحللين الذين أشاروا إلى رغبة محمومة لدى واشنطن وتل أبيب في الوقوف على حقيقة فشلهم أو نصرهم المزعوم، عبر مفتشي الوكالة.. وهو ما لم ينطلي على القيادة في طهران التي قامت بتعليق التعاون من خلال قانون صدر عن مجلس الشورى أي البرلمان الإيراني.
حال الوكالة الدولية للطاقة الذرية لا يختلف عن حال المؤسسات الدولية الأخرى وعلى رأسها الامم المتحدة التي بدا أنها في أضعف حالاتها مما يستدعي ضرورة إصلاحها سريعا إنقاذا لمصداقية القانون الدولي إن بقت له مصداقية وإبطالاً للإنجاز المفضوح والمعايير المزدوجة والعدالة الدولية المختلة.
لقد فضحت الإبادة الجماعية في غزة والعدوان على طهران الواقع الدولي كما لم يفضح من قبل.. فهل من سبيل إلى الإصلاح؟ وكيف يمكن أن تتم عملية الإصلاح؟ هذا ما نتطلع إليه في هذه الحلقة الجديدة من برنامج "ملفات العالم" على قناة العالم
وتستضيف هذه الحلقة الكاتب الصحفي والمحلل السياسي "مراد علالة"، وأستاذ العلاقت الدولية بالجامعة التونسية والخبير في القضايا الجيوستراتيجية"ماهر قعيدة"، والأمين العام المساعد الأسبق لاتحاد محامي العرب وأمين سر الرابطة العربية للقانون الدولي المحامي "عمر الزين".
وأوضح عمر الزين أن: المؤسسات الأممية هي ركيزة أساسية للنظام الدولي، بيد أنها تواجه تحديات كبيرة وصغيرة تتطلب إصلاحات جذرية لضمان فعاليتها واستمراريتها.. ويبرز التساؤل حول مدى قدرة هذه المؤسسات على التكيف مع التحولات السياسية الراهنة ومدى كفايتها في مواجهة التحديات العالمية المراقبة.. وتعد الوكالة الدولية للطاقة الذرية نموذجاً بارزاً يمكن دراسة حالته في سياق هذا الإصلاح.
وأكد أنه تطرح تساؤلات حول آليات اتخاذ القرار داخل الوكالة، لاسيما في ظل تباين المصالح بين الدول الأعضاء، كما يثار النقاش حول مدى فعالياتهم في تطبيق الضمانات النووية، خاصة في سياق برامج بعض الدول التي تثير قلق المجتمع الدولي.
وأضاف: إصلاح الوكالة الدولية للطاقة الذرية وغيرها من المؤسسات الاممية يتطلب إعادة تقييم شاملة لهياكلها وصلاحياتها وآليات تمويلها، حيث يجب أن تركز الإصلاحات على تعزيز الشفافية والمساءلة والقدرة على الاستجابة بمرونة للتحديات المستجدة، كما ينبغي البحث عن سبل لضمان تمثيل أكثر عدالة وتوازناً للدول الأعضاء، بما يعكس التحولات في ميزان القوى.
من جانبه قال مراد علالة كان من المفروض أن نتحدث اليوم بعد حوالي ستة عقود من نشأة هذه الوكالة أي سنة 1957 نتحدث عن منجزها ودورها في تأمين والالتزام بأهدافها وهو حفظ السلم والأمن الدوليين من خلال مراقبة ومرافقة الدول في الملفات المتعلقة بالطاقة النووية والطاقة الذرية.. لكن للأسف اليوم نحن تقريبا في النقطة صفر نتحدث عن دور مشبوه لهذه الوكالة، التي كانت سببا في تدمير دول بعينها.. نتحدث عن العراق ونتحدث عن ليبيا وغيرها من الدول التي بقيت أسيرة.
وأضاف: هذه الوكالة التي نشأت ضمن منظومة الأمم المتحدة كهيئة مستقلة أعتقد هي النقطة السوداء الثانية في منظومة الأمم المتحدة إلى جانب مجلس الأمن.. مجلس الأمن ومعضلة حق النقض الفيتو الذي يطبق تقريبا بشكل مستمر ضد قضايا الشعوب العربية والإسلامية وخاصة الشعب الفلسطيني.
وشدد على أن نفس الشيء يجري بالنسبة لوكالة الطاقة الذرية، حيث هي اليوم تقريبا محل شبهة ولا يمكن الحديث عن نزاهة وقدرة هذه الوكالة في مرافقة الدول ومراقبتها في تأمين تطوير قدراتها النووية والذرية للاستخدامات السلمية على الأقل بعد ما صدر عنها خلال الفترة الماضية.
وأكد قائلاً: هذه الوكالة التي تحرض وتسعى إلى التدخل في الشأن الداخلي الإيراني هي في نفس الوقت تجتنب الحديث عن كل ما يقوم به الكيان الصهيوني الذي تمرد على القانون الدولي.
للمزيد إليكم الفيديو المرفق..