وبحسب الصحيفة، فإن الإدارة المدنية تسعى منذ فترة لإجراء تغييرات "جوهرية" في الحرم، تشمل إقامة سقف دائم لساحة "يعقوب"، التي يسيطر عليها المستوطنون ويؤدون فيها صلواتهم طوال 90% من أيام السنة. وكانت سلطات الاحتلال قد نصبت في الماضي سقفًا مؤقتًا ومفتوحًا جزئيًا في المكان، ما أبقى المصلين اليهود عرضة لأشعة الشمس والمطر، وفقًا لما وصفته الصحيفة.
كما تتضمن التغييرات المخططة تركيب منظومة متطورة لإطفاء الحرائق، وهو ما يواجه معارضة شديدة من الجانب الفلسطيني، رغم ما وصفته الصحيفة بأنه "خطر على الأرواح"، علماً بأن مراقبة كاميرات المراقبة الأمنية ظلت حتى وقت قريب بأيدي موظفي الأوقاف الإسلامية، ما استوجب في حالات الطوارئ تسليم المفاتيح من قبلهم للاحتلال الإسرائيلي.
وذكرت الصحيفة أن القرار جاء بعد اجتماع وصفته بـ"الدراماتيكي"، عقد يوم الإثنين بقيادة وزير حرب الاحتلال، وفي أعقاب ما أسمته "عملًا تحضيريًا" من جانب الإدارة المدنية. وقد جرى خلال الاجتماع إزالة العقبات القانونية التي منعت في السابق سحب الصلاحيات من بلدية الخليل والأوقاف الإسلامية، وجرى نقلها رسميًا إلى ما يسمى بـ"المجلس الديني لمستوطنة كريات أربع – الخليل"، ما يعني فعليًا أن الإشراف على الحرم لم يعد بيد أي جهة فلسطينية، بما في ذلك الإدارة المدنية نفسها.
ونقلت الصحيفة عن شاي غليك، مدير منظمة "بتسلمو" اليهودية الاستيطانية، ترحيبه بالخطوة، معتبرًا أن "الحرم الإبراهيمي مسجل في الطابو باسم الشعب اليهودي منذ سفر التكوين"، ومهاجمًا ما وصفه بـ"القرار المشؤوم لموشيه ديان" الذي منح الأوقاف الإسلامية السيطرة على المكان.
وأضاف: "آن الأوان أن يصبح الحرم مثل أي قبر لرجل صالح في إسرائيل: مغطى، مكيّف، مزوّد بخدمات ومرافق"، على حد تعبيره، وختم بالقول: "لقد حان وقت السيادة".
وفي مؤشر على بدء تنفيذ هذه التغييرات فعليًا، افتُتحت يوم الأحد وحدات مراحيض جديدة عند سفح المبنى داخل ساحة الحرم، في استجابة لمطلب قديم للمستوطنين الذين اشتكوا من الحاجة للمشي لمسافات طويلة للوصول إلى دورات المياه في ساحة الحرم. وتؤكد الصحيفة أن الفلسطينيين رفضوا هذه الخطوة لكونها تمثّل تغييرًا في الواقع القائم داخل الحرم.